حكومة الاحتلال.. أزمة الوسط واليسار في مواجهة اليمين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تحول جديد في المشهد السياسي في دولة الاحتلال قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من نيسان/ إبريل المقبل بعد إعلان حزب العمل بزعامة أفي جباي فض الشراكة مع زعيمة حزب “الحركة” تسيبي ليفني ما أدى إلى انقسام المعارضة اليسارية الوسطية.

المعارضة تتخبط

تخبط جديد تعيشه المعارضة في إسرائيل في ضوء قرار جباي “المفاجئ” والذي تسبب بخلط الأوراق قبيل الانتخابات المقبلة، وتفكيك أكبر كتلة معارضة في مواجهة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

جباي أعلن أنه سيدير شؤون الحزب بشكل مستقل بعيداً عن حركة “هتنوعاه” التي تقودها ليفني كما سيشارك في الانتخابات منفرداً.

وشكل الاثنان كتلة “المعسكر الصهيوني” التي حصلت على 24 مقعداً في الانتخابات السابقة، لتحتل المركز الثاني بعد حزب الليكود برئاسة نتنياهو.

قرار استثنائي

العلاقات بين جباي وليفني متوترة منذ انتخاب الأول زعيماً لحزب العمل. الشعور العام وفق مقربين من جباي أن ليفني لم تقتنع يوما بزعامته للمعسكر الصهيوني، ووفق مقربين منه فإن النتائج السيئة المتتالية لحزب العمل وفق استطلاعات الرأي دفعت به إلى اتخاذ قرار “استثنائي” لاثبات قدرته على القيادة.

داخل الغرف المغلقة تلفظ جباي بألفاظ نابية غير مألوفة عكست حجم التوتر بين الجانبين خاصة بعد دعوات ليفني في الفترة الأخيرة قيادات الوسط واليسار بالتخلي عن الغرور الشخصي وخوض الانتخابات بقائمة موحدة قادرة على هزيمة نتنياهو، وهو ما فهمه جباي على أن ليفني تطالبه بالتنحي .

“جباي”.. هل يكسب الرهان ؟

خطوة جباي هي أشبه برهان قد يعيده إلى الواجهة أو ينهي حياته السياسية. فحتى اللحظة يبدو الوسط واليسار في أزمة في ظل استمرار الانقسامات داخل مكوناته وتبدو فرصة هزيمة اليمين ونتنياهو في الانتخابات المقبلة بعيدة المنال، خاصة وأن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع شعبية الكتلة بشكل غير مسبوق  مسجلة أدنى مستوى لها.

محللون يرون أن المعارضة الحالية ضعيفة وليست حقيقية ولم يكن يعول عليها في الانتخابات المقبلة, وأن فض الشراكة من قبل جباي مع ليفني جاء كما أكدت الأخيرة “مفاجئا” ودون التنسيق معها معللة ذلك بأنه لم تكن هناك شراكة حقيقية مع جباي، وإنما الشراكة كانت مع رئيس حزب العمل السابق .

بطبيعة الحال ووفقاً لليفني فإنها اعترفت بأن فض الشراكة سيترك أثراً على فرص الوسط واليسار في الانتخابات المقبلة في مواجهة اليمين .

فالانتخابات الإسرائيلية السابقة وحتى المقبلة تقوم وفق محللين على مبدأ “المصلحة” لذلك فإن كل التشكيلات السابقة – المعارضة – خدمت نتنياهو ويبدو أنها هي التي ستخدمه في الانتخابات المقبلة بعد تفكك جبهة المعارضة.
   

ربما يعجبك أيضا