الجابون.. انقلاب فاشل في وجه “الرئيس المريض”

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

“رئيس مريض يحكم البلاد ومستقبل غامض للشعب”.. رسالة احتجاج أو كما بدا أنها محاولة انقلاب وجهها ضباط في الجيش الجابوني عبر الإذاعة الرسمية إلى رئيس البلاد على بونجو الذي يعالج من سكتة دماغية.

اقتحام مبنى الإذاعة

في وقت مبكر من صباح الإثنين اقتحم عسكريون يطلقون على أنفسهم “حركة الشباب الوطنيين لقوات الدفاع والأمن”، مبنى الإذاعة الوطنية في عاصمة الجابون “ليبريفيل”، فيما يشبه محاولة انقلابية.

وقال الجنود: إن رئيس البلاد علي بونجو لم يعد وضعه الصحي يسمح له بممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية، ودعوا إلى إنشاء “مجلس إصلاح” سيتم بالتشاور مع مختلف الهيئات الحية في المجتمع.

بيان الانقلاب الفاشل

وصل الجنود إلى الإذاعة الوطنية حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وتلا الرسالة عسكري قدم نفسه على أنه مساعد قائد الحرس الجمهوري ورئيس “الحركة الوطنية لشبيبة قوات الدفاع والأمن في الجابون”.

وظهر 3 عسكريين يضعون القبعات الخضراء الخاصة بعناصر الحرس الجمهوري في مقطع الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال العسكري: “نطلب من جميع شبان قوى الدفاع والأمن ومن كل شبيبة الجابون الانضمام إلينا.. لا يمكننا التخلي عن الوطن.. اليوم المرجو حل، حيث قرر الجيش الوقوف بجانب شعبه لإنقاذ الجابون من الفوضى”.

وأضاف: “إن كنتم تتناولون الطعام فتوقفوا. إن كنتم تتناولون كأسا فتوقفوا. إن كنتم نائمين فاستيقظوا. أيقظوا جيرانكم. انهضوا معا، وسيطروا على الشارع”، داعيا إلى احتلال المباني العامة والمطارات في جميع أنحاء البلاد.

الانقلاب كتب عليه الفشل منذ لحظته الأولى، حيث سمعت طلقات نارية داخل مبنى الإذاعة بالتزامن مع الإعلان عن الانقلاب فيما كانت مدرعات تقطع الطريق إلى الموقع، كما انقطع التيار الكهربائي عن العديد من أحياء العاصمة، وانقطع الإنترنت وكان بث الإذاعة متقطعا.

إحباط محاولة الانقلاب

المتحدث باسم الحكومة في الجابون، جاي برتران مابانجو، أعلن إحباط محاولة الانقلاب العسكري الذي تعرضت له بلاده، مؤكدا أن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة، وجرى توقيف الضباط المتمردين بعدما حاولوا الهرب.

خطاب أشـعل الغضب

في 31 ديسمبر 2018 وبمناسبة العام الجديد ألقى الرئيس علي بونجو كلمة في شريط مصور سجل في الرباط، في أول مرة يتوجه فيها بخطاب إلى شعبه منذ دخوله المستشفى، أكد فيها أنه يشعر بتحسن وسيحل ببلده قريبا جدا. غير أن الحركة الوطنية لشبيبة قوات الدفاع والأمن في الجابون اعتبرت هذه الكلمة “عارا على بلد خسر كرامته”.

وكانت المعارضة والمجتمع المدني طالبا المحكمة الدستورية بإعلان شغور السلطة بموجب الدستور. لكنها لم تلبِّ الطلب، ونقلت السلطات جزئيا إلى رئيس الوزراء ونائب الرئيس.

وانتخب علي بونجو رئيسا عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونجو الذي حكم البلاد منذ 1967، قبل أن يعاد انتخابه عام 2016 في انتخابات فاز فيها بفارق ضئيل، وأثارت جدلا واسعا.

مرض الرئيس بونجو

مرض الرئيس أخرج قرارا من المحكمة الدستورية في الجابون، يوم 14 نوفمبر الماضي، أقرّ تعديل الدستور للسماح إلى نائب الرئيس، بيير كلافير ماغانجا، برئاسة مجلس الوزراء في غياب بونجو، الذي خلف والده في رئاسة البلاد عام 2009، قبل أن تتم إعادة انتخابه في عام 2016 وسط أجواء مضطربة أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص واعتقال نحو ألف آخرين.

وزار على بونجو، في أواخر نوفمبر الماضي 2018، المغرب، حيث كان في استقباله الملك محمد السادس، وتم تبرير هذا التحرك بمواصلة الرئيس الجابوني علاجه في الرباط. بينما شجع الصمت الرسمي والغياب المطول لبونجو عن بلاده في تقوية لانتقادات المعارضة الموجهة صوب “فراغ السلطة القائم”.

وكان بونجو قد أودع المستشفى يوم 24 أكتوبر من العام الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بسبب ما وصفته الرئاسة الجابونية بمعاناة من إعياء شديد، لكن ندرة الأخبار عن حالته الصحية كانت وراء خروج قنوات كاميرونية خاصة تتكهن بوفاته، في حين ذكرت وسائل إعلام أخرى، نقلا عن مصادر رسمية، تعرض رئيس الجابون إلى سكتة دماغية.

ربما يعجبك أيضا