“وثيقة الخمسين”.. نقلة نوعية للحياة في دبي

حسام السبكي

حسام السبكي

كعادتها تسعى القيادة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى استحداث كل ما هو جديد، من أجل تيسير الحياة العامة للمواطنين، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، ومن بينها إقرار وزارة للسعادة، في تجربة إماراتية رائدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، فضلًا عن تفعيل بنودٍ لتقديم أفضل الخدمات وأرقاها، داخل الموازنة العامة للإمارة.

وفي دبي، ثاني كبرى المدن في دولة الإمارات العربية المتحدة، يحرص المسؤولون، على تطوير وسائل المعيشة، وخلق أفضل مناخ في شتى المجالات، ومن أحدثها “وثيقة الخمسين”، التي وصفت بكونها الخطوط الاستراتيجية العريضة لحياة إنسانية أفضل في مدينة دبي، انطلاقًا من العام الجاري 2019، والأعوام المقبلة.

وثيقة الخمسين

بمناسبة مرور 50 عامًا على توليه مسؤولية الحكم في إمارة دبي، أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من خلال حسابه الرسمي على “تويتر”، أول أمس الأحد، “وثيقة الخمسين”.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “هذه وثيقة تمثل عهدنا ووعدنا لكم فيما سنقوم به لتحسين الحياة بكل جوانبها في دبي خلال 2019.. الوثيقة سنجددها سنويا في الرابع من يناير كل عام.. والله الموفق أولًا وأخيرًا”.

وأضاف: “هذه الوثيقة سميتها وثيقة الخمسين، تيمنا بمرور 50 عاما على تولي أول مسؤولية في خدمة هذا الشعب، وتفاؤلا بخمسين عاما مقبلة نستطيع فيها تحقيق مدينة فاضلة كاملة، يحكمها القانون، وتسود فيها روح الرحمة والمحبة، ويعيش أهلها في انسجام وتسامح، وتتميز الحياة فيها بالسهولة والرخاء، وتتمتع أجيالها القادمة بالفرص والبيئة الحقيقية لتحقيق جميع أحلامهم وطموحاتهم”.

وتضمنت الوثيقة 9 بنود أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنه سيتابعها بنفسه وسيشرف عليها.. وهي تتضمن ما يلي:

1. خط دبي للحرير:

تتميز مدينة دبي بكونها محطة ربط بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، وكون دبي تمثل أكبر مطار دولي في العالم، يربطها مع أكثر من 200 مدينة حول العالم، وخلال الأعوام العشر المقبلة سيمر عبر مطارها أكثر من مليار مسافر، كما تدير الإمارة نحو 80 ميناء في العالم، فالخطوة القادمة ستكون إنشاء خط للحرير، بالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء.

2. رسم خارطة اقتصادية جغرافية لدبي:

تسعى إمارة دبي، خلال المرحلة المقبلة، إلى وضع خريطة اقتصادية جغرافية لدبي، تهدف لتحويلها إلى مناطق اقتصادية تخصصية ومتكاملة وحرة، على أن يكون لكل قطاع جغرافي- اقتصادي مجلسه الخاصه به لإدارة شؤونه، ينافس به القطاعات المشابهة له عالميًا.

وسيكون لكل قطاع أهدافه الاقتصادية والاستثمارية، وسيتم تعيين محافظ لكل قطاع لقيادة تلك الأهداف وتحقيقها.

3. إنشاء أول منطقة اقتصادية افتراضية:

تعد من أبرز منجزات “وثيقة الخمسين”، هو تدشين مشروع أول منطقة اقتصادية افتراضية في منطقة الشرق الأوسط، بحيث يتم منح رخص تجارية دون اشتراط الإقامة في دبي، إضافة لفتح حسابات بنكية، ومنح إقامات إلكترونية.

وتستهدف إدماج 100 ألف شركة في المنطقة الاقتصادية الافتراضية، وأن يكون فتح شركة في العالم العربي أسهل من عمل حساب بريد إلكتروني.

4. تطوير ملف تعليمي مركزي لكل مواطن:

من خلال الوثيقة أيضًا، سيتم تطوير ملف تعليمي مركزي لكل مواطن داخل دبي، منذ ولادته، يستمر معه طوال حياته، تسعى لتوثيق كافة الشهادات التي يحصل عليها، والدروس التي يتلقاها، والدورات والمؤتمرات التي يحضرها.

بالإضافة إلى ذلك، يتم وضع خطط تعليمية، تناسب حالة كل مواطن من الناحية الصحية، ومهاراته الشخصية، وطبيعة الوظيفة المستهدف لها، بحيث يكون نظامًا تعليميًا، يكتشف مواهب كل إنسان ويطوروها.

5. طبيب لكل مواطن:

سيكون مئات الآلاف من الأطباء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم، متاحين لتقديم الاستشارات الطبية للمواطنين، على مدار الساعة، وذلك من خلال شركة متخصصة عبر التطبيقات الحكومية الذكية.

6. تحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة:

بدءًا من العام المقبل، ستتحول الجامعات في دبي إلى مناطق للطلاب، تتيح لهم ممارسة الأنشطة الاقتصادية والإبداعية، على أن تقوم تلك المناطق بدعم الطلاب تعليميًا وبحثيًا وماليًا خلال فترة إنشاء مشاريعهم، بحيث تخرِّج الجامعات طلابًا وأرباب عمل وشركات.

7. تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والماء والطاقة في عشر منازل المواطنين:

ضمن الخطط التنموية الطموحة التي تخطوها إمارة دبي، ستعمل على تطوير منظومة متكاملة، بالتعاون مع المواطنين، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والماء والطاقة، في عُشر بيوت الإمارة، على الأقل، وذلك لمدة شهر في الحد الأدنى، على أن تزيد في مرحلة لاحقة.

8. إنشاء شركات تعاونية للمواطنين في مجالات عدة:

من أفضل الخدمات التي تتعهد “وثيقة الخمسين”، بتقديمها لمواطني دبي، هو إنشاء شركات تعاونية يملكها المواطنون، في العديد من القطاعات الحيوية بالإمارة، وهو برنامج طويل الأمد، يهدف لتحسين جودة الخدمات العامة، ومضاعفة دخول المواطنين.

9. تحقيق نمو سنوي في الأعمال الإنسانية يواكب نظيره الاقتصادي:

أما آخر أهداف الوثيقة، فتتمثل في زيادة أعمال الخير الإنسانية سنويًا، والحرص على تنميتها، بنسبة تعادل النمو الاقتصادي السنوي على الأقل، فعمل الخير هو سر سعادة المجتمعات، وديمومة الترقي الحضاري.

قالوا عن الوثيقة

خلق الإعلان عن “وثيقة الخمسين”، حالة من التفاؤل بين عموم الإماراتيين، أملًا في تحسن مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وإحداث نقلة نوعية للحياة في إمارة دبي، وتلك كانت أبرز ردود الأفعال:

“وثيقة الخمسين تمزج بين الأهداف الاقتصادية الطموحة وتحقيق الرفاهية الاجتماعية والسعادة للمواطنين”، ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي.

“إنشاء أول منطقة تجارية افتراضية ضمن البنود التسعة الرئيسة لوثيقة الخمسين، يشكل منعطفاً مهماً في منظومة تأسيس الأعمال في الإمارة”، هد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار.

“إنشاء أول منطقة تجارية افتراضية في المنطقة خطوة استثنائية ستغير مفهوم ممارسة أنشطة الأعمال في المنطقة والعالم، وتجعل من بيئة الأعمال في دبي ودولة الإمارات أكثر جاذبية للأجيال الجديدة من رواد الأعمال”، سودير كومار شريك ورئيس – اتصالات الشركات في مجموعة كريستون مينون.

“نرى أن وثيقة الخمسين ومبادئ دبي تأتي كتكملة لمسيرة الإمارة الملهمة والشغوفة لتمكين الشركات الناشئة في المنطقة من تحقيق أهدافها وتنمية أعمالها التنافسية على الساحة الدولية وبالتالي تعزيز دور دبي والإمارات كمركز عالمي للمال والأعمال والتجارة والتجزئة والنقل والخدمات والطيران والنقل وغيرها”، فادي غندور، الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة “ومضة كابيتال”.

“تأسيس منطقة تجارية افتراضية، يأتي في ظل مسيرة التطوير المتواصل التي تلتزم بها دبي لتعزيز تنافسيتها والارتقاء بسهولة ممارسة الأعمال وخاصة للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة واستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر”،  شريف كامل، الرئيس الإقليمي لـشبكة “اللاينس” العالمية لمراكز الأعمال في روسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.

ربما يعجبك أيضا