اجتماع وارسو.. أطماع إيران في مهب الريح

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

على خلفية معطيات تتعلق بحسابات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتسارع الخطى من أجل مواجهة ما تقول واشنطن إنه خطر إيراني يهدد دول الخليج وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

جولة مكثفة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو توصف بـ”المهمة” تأتي بعد عامين من تبوؤ دونالد ترامب مقعده في المكتب البيضاوي وقبل عامين من انتخابات الرئاسة الأمريكية.

تحالف استراتيجي لمواجهة إيران

اجتماع وزاري في وارسو برعاية أمريكية تشارك فيه دول من مختلف العالم منتصف الشهر المقبل، والعنوان هو بحث مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، وضمان ألا يكون لإيران أي دور مزعزع للاستقرار.

ويأتي إعلان بومبيو في مقابلته مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية”، خلال جولة يقوم بها في الشرق الأوسط تهدف لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ سحب قواته من سوريا.

وبحسب الوزير الأمريكي، فإن القمة ستركز على “استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن هنا في هذه المنطقة، وهذا يتضمن عنصراً مهماً هو التأكد أن إيران لا تمارس نفوذاً مزعزعاً للاستقرار”.

وبولندا التي تقودها حكومة شعبوية يمينية، حليف قديم للولايات المتحدة وتتمتع بعلاقات مع ترامب أفضل من ألمانيا وفرنسا. خاصة بعدما أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران سعيا لتغيير نهج النظام، لكنه لم يلق دعماً لدى حكومات غربية تقول إن طهران تطبق بنود الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة.

وداعاً لسياسات أوباما

وداعا لسياسات الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط وآن الأوان لفتح صفحة جديدة في علاقات واشنطن مع دول المنطقة .. قليل من كثير قاله وزير الخارجية الأمريكي خلال الخطاب الذي ألقاه بالجامعة الأمريكية في القاهرة .

العلاقة الجديدة هي العنوان الأبرز ومحاربة ما تصفه واشنطن بالأنشطة الخبيثة لإيران في منتصف جولته التي ستشمل لاحقا دول الخليج.

وبعيداً عن فرص النجاح أو الفشل في تكوين هذا التحالف، فإن واشنطن أدركت ضرورة إعادة ثقة الحلفاء في المنطقة في ضوء “التخبط” الذي تعيشه الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، ومناقضة التصريحات للواقع على الأرض.

بالنسبة لسوريا أكد بومبيو العمل على إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا، مؤكداً أن الانسحاب من سوريا لن يؤثر على الحرب ضد تنظيم داعش.

فبراير.. صدفة أم عمد

إيران وعلى لسان رئيسها حسن روحاني أعلنت أنها ستطلق قمرين صناعيين للفضاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة باستخدام صواريخ محلية الصنع، فهل هو رد على تحذير واشنطن لطهران قبل أسبوع من خطة للمضي قدماً لإطلاق ثلاثة صواريخ في الفضاء؟!

صدفة أم عمداً عقد الاجتماع الذي ترعاه واشنطن سياسياً ووارسو لوجستياً في الشهر نفسه الذي تحتفل فيه إيران بذكرى الثورة الإسلامية؟!

ففي الوقت الذي يصف فيه وزير الخارجية الأمريكي الدور الأمريكي خلال جولته الشرق أوسطية بأنها قوة الخير في المنطقة، يرد عليه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قائلاً: “أيما تدخلت الولايات المتحدة حلت الفوضى والنقمة”.

بعيداً عن فرص نجاح اجتماع وارسو من عدمه، فإن الوقائع على الأرض وعبر التاريح تقول: إن واشنطن وطهران لم تقصرا بتاتاً بجيوش أو مجموعات مسلحة أو سياسات لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط
 

ربما يعجبك أيضا