الانسحاب الأمريكي من سوريا.. رهانات المصالح وغموض الرؤية

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

غموض واسع بات يغلف موقف الولايات المتحدة الأمريكية حول الانسحاب العسكري من سوريا، في وقت أعلن التحالف الدولي ضد داعش بداية “انسحاب مدروس” في تناقض مع تأكيدات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أو مستشار الأمن القومي جون بولتون اللذين سعيا للالتفاف على قرار دونالد ترامب.

ما يزيد الأمر غموضًا، أن التحالف الدولي أعلن أنه لن يدلي بأي معلومات حول توقيت ومواقع القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا، فيما أكد تقرير وكالة فرانس برس، نقلًا عن المتحدث باسم الجيش الأمريكي أن جيش بلاده قد بدأ سحب بعض معداته من سوريا، لكن ليس من الواضح كم ستستغرق عملية الانسحاب من الوقت.

في المقابل، شككت روسيا في خطط واشنطن للانسحاب، وأكدت على لسان ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية أن مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا تبقى مفتوحة.

قرار بالانسحاب

كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن في وقت سابق عن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، موضحًا أن الأمر سيستغرق حوالي شهرين، ولكن الكونجرس وافق على الانسحاب في وقت لاحق مع شرط أن هذه الفترة يمكن تمديدها.

لكن مسؤولًا بالبنتاجون شدد على أن بلاده لم تسحب أي جندي من سوريا حتى الآن، وأنها قامت فقط بسحب بعض المعدات العسكرية، حسبما نقلت عنه وكالة “أسوشيتد برس”.

وحذر فيتالي نعومكين، رئيس معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الروسية، من أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، قد يكون غطاء لسيناريو مرعب، ولاستفزازات باستخدام أسلحة كيميائية، يوجه بعدها الأمريكيون ضربة إلى الأهداف الإيرانية في سوريا أو حتى يحاولون الإطاحة بالحكومة السورية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون: إن المحادثات بين مسؤولين عسكريين أمريكيين ونظرائهم الأتراك حول الأكراد وسوريا ستتواصل على أمل التوصل إلى نتائج مقبولة من البلدين.

وأضاف بولتون -في مقابلة إذاعية- أن ترامب ووزير الخارجية بومبيو يدركان أن تركيا ملتزمة “بعدم الإضرار بالأكراد”، وأن “الأمر الذي لا نزال نتابعه في هذه المناقشات العسكرية يتعلق بالضمانات والقواعد والإجراءات حتى يشعر كل طرف بالارتياح تجاه سير الأمور. ونأمل أن تتمخض هذه المناقشات التي ستتوصل لنتائج تكون مقبولة من الجانبين”.

العصا التركية

وذكرت صحيفة “حرييت” التركية أن أنقرة طلبت من المسؤولين الأمريكيين تسليمها المواقع العسكرية الأمريكية في سوريا أو تدميرها.

واختارت “حرييت” لخبرها عنوانًا يقول: “سلموها أو دمروها”، في إشارة إلى ما وصفته بأنها “22 قاعدة عسكرية أمريكية” في سوريا، مؤكدة نقلًا عن مصادرها أن تركيا لن تقبل بأن تسلم واشنطن هذه القواعد لوحدات حماية الشعب الكردية.

لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تعهد بشن حملة ضد الفصائل الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، وذلك أثناء زيارة غير معلنة لتفقد القوات المتمركزة بالقرب من الحدود السورية في الجهة المقابلة مباشرة للأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال أكار في كلمة للجنود في مركز قيادة بإقليم شانلي أورفة “عندما يكون الوقت والمكان ملائمين سندفن جميع الإرهابيين في الخنادق التي حفروها كما فعلنا في عمليات سابقة” في إشارة إلى حملتين سابقتين نفذتهما تركيا عبر الحدود في سوريا.

ربما يعجبك أيضا