بعد اختفاء طائرة “سالا”.. عشاق الكرة يتضامنون و”رونالدو” يثير غضبهم

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

“أنا على متن طائرة، يبدو أنها على وشك السقوط.. أنا خائف”.. تلك كانت الكلمات الأخيرة للاعب كرة القدم الأرجنتيني إيميليانو سالا، النجم المنتقل حديثا لفريق كارديف سيتي الإنجليزي، لأصدقائه، قبل لحظات من تحطم الطائرة التي كانت تقله وترجيح مصرعه في فاجعة كروية.

فرصة البقاء على قيد الحياة “ضئيلة”

اختفت طائرة “سالا” أمس الثلاثاء، من شاشات الرادارات فوق بحر المانش وهي في طريقها من نانت في فرنسا إلى كارديف في إنجلترا، ومشطت طائرات هليكوبتر وسفن إنقاذ منطقة مساحتها أكثر من ألف ميل مربع قبالة جزر تشانيل بحثا عن الطائرة التي فقدت الاتصال بالرادار قبالة جزيرة جيرنسي، وبعد تفتيش دام 15 ساعة شوهدت أجسام طافية في الماء، ولم يتم التأكد منها ما كان أي منها من الطائرة المفقودة، ولم يتم العثور على أي علامات تدل على من كانوا على متن الطائرة، إذا كانوا قد هبطوا على الماء، فإن فرص البقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة، لسوء الحظ، ضئيلة.

وقال الرئيس التنفيذي لنادي كارديف سيتي، كين تشو، إن فرص العثور على ناجين “تتقلص بسرعة كبيرة”، وأضاف: “نواصل الصلاة من أجل أخبار إيجابية”.

الرسالة الأخيرة

قبل لحظات من الفاجعة، بعث سالا لأصدقائه المقربين رسائل صوتية عبر واتساب من الطائرة، وبدأ حديثه قائلًا: “أهلا إخواني الصغار، كيف حالكم يا مجانين؟ أنا تعب جدا.. كنت في نانت لإنجاز بعض الأمور، التي لا تنتهي أبدا”، وتابع بصوت مرعب: ” أنا على متن طائرة، يبدو أنها على وشك السقوط.. أنا متوجه إلى كارديف”، وبعدها بلحظات، ذكر في آخر تسجيل صوتي “كيف حالكم أصدقائي؟.. إذا لم تصلكم أنبائي بعد ساعة ونصف.. سيتوجب إرسال أشخاص للبحث عني.. أنا خائف”.

من هو سالا المفقود؟

قاتل المهاجم الأرجنتيني طوال مسيرته الاحترافية في الملاعب الأوروبية، لكنه وصل إلى ذروة التألق مع نادي نانت الفرنسي، الذي وجدت إدارته نفسها مضطرة للسماح له خوض تجربة جديدة مع فريق كارديف سيتي الذي انتقل إليه مقابل 15 مليون جنيه استرليني في فترة الانتقالات الحالية.

وقدم سالا أداء رائعا مع نادي نانت، حيث سجل لهم في القسم الأول من الموسم الحالي 12 هدفاً في 19 مباراة لعبها، لكن الحياة لم تبتسم دائماً في وجه المهاجم الأرجنتيني الذي بلغ 28 من العمر، والذي وجد نفسه مضطراً بشكل دائم للقتال المتواصل، لأجل إثبات نفسه كنجم أول في عالم كرة القدم.

ولد سالا في عام 1990 في بلدة كولولي بمقاطعة سانتافي الأرجنتينية، حيث أمضى طفولته في لعب كرة القدم مع نادي مدينته سان مارتين، حتى انضم إلى نادي بوردو الفرنسي في عام 2010، مع فريق الشباب، وعلى الرغم من الأداء الجيد للمهاجم الأرجنتيني مع نادي بوردو، لكنه غادر إلى فريق أورليانز الأمريكي على سبيل الإعارة، إذ استطاع سالا أن يصبح في قائمة هدافي النادي، بعدما تمكن من تسجيل 19 هدفاً في 37 مباراة لعبها معهم.

وفي عام 2015، رحل على سبيل الإعارة إلى كان، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، حيث سجل معهم الأرجنتيني خمسة أهداف فقط، إلا أن إدارة نانت طالبت بشراء عقده من بوردو وهنا بدأت حياته المهنية في الظهور.

لعب سالا مع نادي نانت في 117 مباراة، سجل فيها 42 هدفاً، لكن مسيرته الاحترافية انطلقت في النصف الأخير من عام 2018، حيث جذب أنظار الأندية في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وعلى رأسها ريال مدريد الإسباني.

وبسبب عدم تحرك إدارة ريال مدريد الإسباني في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، قرر إيميليانو سالا السماع لعرض نادي كارديف سيتي الإنكليزي، الذي منحه عقداً حتى عام 2022، مقابل 15 مليون جنيه إسترليني.

الصلاة من أجل سالا

دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج “prayforsala” تضامنًا مع سالا والدعاء له، وكان ليوناردو جارديم مدرب فريق موناكو السابق نشر صورة سالا دعا خلالها الجميع للصلاة من أجله، ونشر الحساب الرسمي للنادي الفرنسي على تويتر صورة للاعب المختفي، كما احتشد أنصار فريق كارديف سيتي، وتعالت الأصوات ببعض الأغاني والصلوات من أجل سالا، أمام مقر النادي، ووضعت بعض الزهور كنوع من التكريم له.

وظهر والد اللاعب الأرجنتيني هوراسيو سالا في قناة C5N باكيًا، مؤكدًا أنه ليس لديه ما يقوله، وأضاف والد سالا: “ليس لدي أخبار عن اختفاء الطائرة، علمت ما حدث من خلال وسائل الإعلام”، وواصل: “لا أستطيع أن أصدق ذلك، أنا يائس، أنا لا أعرف ما الذي يمكن أن يحدث، وآمل أن تأتي الأخبار الجيدة”.

الجمهور يغضب على “رونالدو”

في ظل تلك الأحداث، تعرض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لانتقادات حادة، بسبب صورة نشرها عبر حسابه الرسمي على “تويتر” بالتزامن مع واقعة سالا، وذكر معلقون أن توقيت نشر الصورة التي تظهر رونالدو في الطائرة في حالة من السعادة والنشوة، ربما بسبب نهاية قضية التهرب الضريبي، لم يكن مناسبا، مشيرين إلى أن تصرف رونالدو غير مقبول.

فيما استبعد آخرون “سوء نية” رونالدو بنشره هذه الصورة، لكنهم قالوا “بالرغم من أننا نستبعد سوء النية، لكن كان عليه التريث قليلا وعدم نشر الصورة في هذه الظروف”، ورجح معلق عدم علم “الدون”، على ما يبدو، بالواقعة.

ربما يعجبك أيضا