شركات التكنولوجيا… ضحية الاختراقات أم شكل آخر لتوحش الإمبريالية ؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تدافعت شركات التكنولوجيا الأمريكية  لبذخ المزيد من الدعم المالي على الحكومة الأمريكية لغض الطرف عن الاتهامات الموجهة إليها في قضايا الاختراقات السيبرانية، وتعاقدها مع شركات أجنبية لتسريب معلومات خاصة عن الأشخاص، بالتزامن مع تصاعد ادعاءات التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، والعمل لصالح تغيير توجهات شريحة الشباب الأمريكي تجاه حكامهم، في محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات، وتوجهات الرأي العام.

يعد عام 2018 هو عام الإغداقات المالية من الشركات التكنولوجية، إذ بلغ إنفاق المحرك العملاق غوغل ما يقرب 19 مليون دولار في 2012، وأعلنت شركة فيسبوك أنها أنفقت ما يفوق 12 مليون دولار بالعام الماضي لكسب تأييد الحكومة، وهو يعد المبلغ الأكبر الذي أنفقته فيسبوك خلال الأعوام الماضية، إذ أنفقت 11 مليون دولار بعام 2016. أما عن  مايكروسوفت فقد أنفقت حوالي 10 ملايين دولار هذا العام.

اختراق أم إساءة استخدام ؟

ما بين الاتهامات المتزايدة المواجهة لشركات التكنولوجيا باختراقات الحسابات الشخصية، ومحاولات الضغط على الإدارات الأمريكية عبر الدعم المالي، فهل تصبح شركات التكنولوجيا أداة للأطراف الدولية للتأثير على اتجاهات الرأي العام العالمي، أم أنها تسعى لمساومة البيانات الخاصة بالأفراد المال، أم هي في الواقع، ضحية للاختراقات السيبرانية المتزايدة عليها؟. 

اتهامات متزايدة

تعاني شركات التكنولوجيا في الآونة الأخيرة من اختراقات الخصوصية لمستخدميها، لذا فقد سعت إلى كسب ثقة المستخدمين من جديد بعد أشهر من الخلافات حول حماية خصوصية المستخدم ومشاركة البيانات، وركزت على إجراء التحسينات، مثل السلامة والأمن والتدخل في الانتخابات والحسابات المزيفة وحماية البيانات والشفافية.

وقد تعرض مؤسس فيسبوك، مارك زوكزربيرج، لاتهامات بشأن تسريب البيانات الخاصة لأكثر من 87 مليون مستخدم لموقع “فيس بوك”، لشركة استشارات سياسية تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها وتحمل اسم “كامبريدج أنالتيكا”، والتى ساعدت حملة “دونالد ترامب” الانتخابية خلال عام 2016، مفاجآت كبيرة تتعلق بثغراث فاضحة فى موقع “فيس بوك” أدت لتسريب بيانات مستخدميه.

تقدمت منظمتان فرنسيتان غير حكوميتين بشكوى للجنة الوطنية للمعلومات والحريات في فرنسا ضد شركة غوغل، تضمنت الشكوى اتهام الشركة بمخالفة مبادئ الاتحاد الأوروبي الخصوصية على الإنترنت.

وجهت الجماعات الحقوقية اتهامات لشركة جوجل، بأنها تخترق خصوصية الطلاب الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المحمولة التى تعمل بنظام التشغيل كروم.

وقالت مؤسسة digital rights group التى تهتم بالحقوق الرقمية، إنها قدمت شكوى للجنة التجارة الاتحادية، وهذا لأن الشركة تستغل قدراتها التكنولوجيا وتتبع أنشطة الطلاب مستخدمين أجهزة Chromebook المحمولة، ولديها القدرة على جمع المعلومات عن البحث على الإنترنت ومشاهدات الفيديو وغيرها من الأنشطة وكل ذلك فى سبيل الإعلانات.

وفقا لموقع time الأمريكي، فإن الشكوى المقدمة ضد الشركة تقول إن جوجل تتعمد اختراق الخصوصية، وأن هذا يخالف القانون الذي ينص على أنه لا يمكن للشركات استغلال المعلومات الشخصية الطلاب لأغراض “غير التعليمية”.

إجراءات مضادة

أعلنت “فيسبوك” أنها تحظر الآن أكثر من “مليون حساب مزيف كل يوم” وتتم عملية الحظر أحيانًا عند إنشاء الحساب، وذلك وفقًا لما صرحت به الرئيس التنفيذي للعمليات في فيسبوك شيريل ساندبرغ.

وأوضحت شيريل ساندبرغ في مؤتمر DLD السنوي في ميونيخ بألمانيا، أن “فيسبوك” سوف تتبرع بمبلغ 7.5 مليون دولارلإنشاء معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وكشفت عن شراكة مع الحكومة الألمانية حول أمن الانتخابات.

كما طرحت وحدة الأمن السيبراني التابعة لشركة جوجل، والتى يطلق عليها اسم Jigsaw، تطبيقًا جديدًا يحمل اسم “إنترا” إلى متجر Google Play لحماية المستخدمين من هجمات تلاعب نظام أسماء النطاقات (DNS)، الذي يستخدم للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت من خلال أسماء النطاقات، إذ يترجم أسماء النطاقات إلى عناوين IP بحيث يمكن للمتصفحات تحميل موارد الإنترنت.

وتمتلك الشركة حاليًا 30 ألف شخص يعملون في مجال السلامة والأمن، أي أكثر بثلاث مرات من عام 2017، كما أنها تبني تقنية جديدة، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحديد المشكلات بسرعة أكبر، وتنفق مليارات الدولارات سنويًا على السلامة والأمن.

 

ربما يعجبك أيضا