اليمن.. مليشيات الحوثي تواصل مساعيها لإفشال اتفاق السويد

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تعمل مليشيات الحوثي وتسابق الزمن منذ احتلالها صنعاء والمناطق الشمالية من اليمن، وفق توجيه إيراني “خبيث” على تغيير المناهج التعليمية وبث الدعاية الشيعية “المتطرفة” في عقول أطفال اليمن وترسيخ حكمهما الكهنوتي، وهي تعمل على زيادة القدرات العسكرية والصاروخية وتجنيد عشرات الآلاف من البسطاء اليمنيين، وبجانب ذلك تهدد الأراضي المقدسة بإطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع.

كل هذا وهي تدعي أنها تريد السلام في اليمن، وما محاولات تلك المليشيات الإرهابية لإفشال اتفاق السويد عنا ببعيد، وقد استشهد اللواء صالح الزنداني، نائب رئيس الأركان في الجيش اليمني، إثر إصابته في الهجوم الذي نفذته طائرة مسيرة لميليشيات الحوثي، واستهدف قاعدة العند العسكرية جنوب اليمن أوائل يناير الجاري.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية ، إحباط تهريب كميات من الصواريخ و طائرات بلا طيار محمّلة على شاحنات متوسطة كانت في طريقها إلى صنعاء.

إفشال اتفاق السويد

وكانت الحكومة اليمنية والحوثيون، توصلا لاتفاق في مشاوراتهما في السويد (6-13 ديسمبر/ كانون الماضي) يقضي بوقف إطلاق النار في الحديدة، وانسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

كما توصل الطرفان إلى تفاهم لتحسين الوضع في تعز وتبادل الأسرى، ومع هذا لم يتم تحقيق أي تقدم في تطبيق الاتفاق.

فيما قال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، إن إصرار ميليشيا الحوثي الانقلابية على إفشال اتفاق السويد، وتنصلها عن تنفيذ كل التزاماتها بموجب الاتفاق الموقع عليه برعاية الأمم المتحدة، يبرهن على استمرارها في مراوغاتها المعتادة وعدم جديتها أو قبولها الانصياع للسلام والرضوخ للإرادة الشعبية وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة.

وأكد أن تساهل المجتمع الدولي جعل من أي اتفاق أو قرار جديد فرصة للميليشيات الانقلابية للتصعيد في انتهاكاتها وحربها ضد اليمنيين، لتتجاوز ذلك مؤخرا إلى إطلاق النار على فرق الرقابة الأممية ومنع تحركاتها في تحدٍّ سافر وغير مقبول للمجتمع الدولي.

وشدد على ضرورة وضع حد للمراوغات الحوثية واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة تجاه خروقاتها المستمرة لوقف إطلاق النار في الحديدة ورفض الانسحاب من المدينة والموانئ، وعرقلة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى.

وجدد التأكيد على أن المفتاح الحقيقي والوحيد للخروج من هذه الحرب التي أشعلتها ميليشيا مسلحة ومتمردة، هي في التعامل الجاد مع أسبابها وذلك بإزالة مظاهر الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، بالاستناد إلى مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها.

لقاءات

وكانت مصادر قريبة كشفت من اجتماعات لجنة التنسيق المشتركة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم عن اتصالات واسعة لجأ إليها باتريك كاميرت رئيس فريق المراقبين الدوليين لممارسة ضغوط على الحوثيين للقبول بمقترحات تنفيذ الاتفاق، لكن الميليشيات رفضت الانسحاب من الموانئ والخوض في تفاصيل إعادة الانتشار.

وقالت مصادر في اللجنة إن الجنرال باتريك عقد سلسلة لقاءات انفرادية بممثلي الحكومة والانقلابيين لمناقشة ردود الطرفين على المقترحات التي قدمها لهم في اجتماعات الأحد، تلاها اجتماع مشترك للجنة بحضور ممثلي الحكومة والميليشيات.

وتبحث اللجنة على مدى أربعة أيام، آليات تنفيذ اتفاق ستوكهولم على ضوء التمديد الزمني الذي أقره مجلس الأمن لتنفيذ الاتفاق بموجب قراره 2452 وتعيين بعثة أممية من 75 عضوا لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق في الحديدة خلال ستة أشهر قابلة للتمديد.

معارك الحديدة

ونتيجة لهذا الجمود اندلعت معارك عنيفة بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة أخرى، في مدينة الحديدة غربي اليمن، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

واتهم المتحدث باسم قوات العمالقة الحكومية مأمون المهجمي، الحوثيين بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وإن ذلك سبقه أكثر من 750 انتهاكا حوثيا.

مصادرة ممتلكات

وفي السياق، قال أحمد عطية وزيرُ الأوقاف اليمني، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذُ موقف حازم من انتهاكات الحوثي، مضيفاً أنه إذا كان خيارُ الحوثي الحلَّ العسكري فليترُك العالمُ الحكومةَ الشرعية تتعامل معه، وكانت وزارة العدل في حكومة ميليشيات الحوثي الانقلابية غير المعترف بها، قد أصدرت في وقت سابق، قائمة بنحو 1200 اسم من خصومها من قيادات الدولة اليمنية الشرعية، بهدف استصدار أحكام بمصادرة منازلهم وممتلكاتهم تمهيدا للاستحواذ عليها، وبحسب الوثائق التي تم تسريبها، فإن القائمة تضم 1142 شخصا من القيادات المعارضين لانقلابها على السلطة الشرعية، بينهم قيادات في الدولة والجيش الوطني وقيادات حزبية وشخصيات اجتماعية وأعضاء برلمان.

قبائل حجور

على جانب آخر، ومنذ أسبوعين تواجه قبائل حجور، شمال غربي اليمن، حرباً شعواء من قبل ميليشيات الحوثي التي لم تستطع منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام 2014 إخضاع هذه المنطقة الاستراتيجية لسيطرتها.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن الحوثيون يوجهون ميليشياتهم وترسانتهم العسكرية نحو منطقة “العبيسة” بالتحديد، حيث الثقل الحقيقي لقبائل حجور، إذ تحركت تعزيزاتهم من منطقة “المندلة” لمهاجمة قبائل ريبان، وأخرى عبر “آل الدريني” للهجوم على منطقة “النماشية”.

ولجأت ميليشيات الحوثي إلى أسلوب التفاوض والوساطات، بعد إفشال قبائل حجور زحفهم المتكرر، وفشلت جهود الحوثيين، في احتواء المعارك بعد الخسارة التي منيت بها، بالرغم من توكيل يوسف الفيشي، وأبو علي الحاكم باتخاذ تدابير تفاوضية وعسكرية لإخضاع القبائل، وتمارس الحصار المطبق من كل الجهات على منطقة حجور.

ويستبسل أفراد قبائل حجور في التصدي ومواجهة الهجمات الحوثية المتكالبة والمحاولات المستمرة منذ عدة أيام للتقدم دون جدوى، ومؤخراً صار تحالف دعم الشرعية في اليمن سنداً مباشراً لها في مسرح المواجهات، عبر الغارات الجوية على تعزيزات وتحركات الحوثيين.

ربما يعجبك أيضا