الكلاسيكو “الثلاثي”.. الريال يسعى لاستعادة صحوته وأبناء كتالونيا يتعطشون للمزيد

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

لم يكتف القدر مطلقًا بتلك المعارك النارية التي تجمع بشأنها قطبي الكرة الإسبانية “ريال مدريد وبرشلونة” في إطار مواجهات الدوري الإسباني لكرة القدم، بينما سخر قرعة الدور نصف النهائي بمسابقة كأس الملك، لإرغام الفريقين على زيادة غلة عدد المباريات، ليفتح فبراير الجاري ذراعيه لكلاسيكو ثلاثي ناري من العيار الثقيل.

ومن خلال هذا “الكلاسيكو الثلاثي” يسعى أبناء القلعة الملكية بالطبع، للثأر من “الخماسية المدوية” التي مزقت قوتها شباك المرينجي في مواجهة الفريقين الأخيرة، بينما يتعطش أبناء كتالونيا لتلك النشوة التي ترافقهم حينما ينتهي الأمر بصافرة تحكيمية للإعلان عن احتساب هدف جديد.

كلاسيكو “ثلاثي” من العيار الثقيل

لم يقتصر الأمر على مواجهات الدوري الإسباني، لاشتعال أجواء كلاسيكو الأرض، بينما جاءت قرعة الدور نصف النهائي بكأس ملك إسبانيا لترفع عدد المواجهات بين الفريقين لثلاث خلال 30 يومًا.

المواجهة الأولى ستكون غدًا الأربعاء، بملعب كامب نو في تمام العاشرة مساءً، في اللقاء الأول من الدور نصف نهائي كأس الملك، على أن تكون المباراة الثانية من نفس الدور في الـ 27 من فبراير الجاري، على ملعب سانتياجو بيرنابيو.

بينما يستضيف الريال برشلونة في الـ “بيرنابيو” من خلال المواجهة الثالثة بالثاني من مارس القادم ضمن منافسات الدوري الإسباني “الليجا”.

“الفوز” من أجل مواصلة البناء

من أجل مواصلة بناء الفريق الملكي الذي انهارت صفوفه، في الفترة الحرجة الماضية، متأثرين بعدة عوامل -بداية برحيل كلًا من المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، ونجم الفريق الأول البرتغالي كريستيانو رونالدو، مرورًا بعدم تدعيم الفريق بالأسماء الثقيلة خلال فترة الميركاتو، ونهاية بالإصابات التي لاحقت بعض نجوم الفريق- فإن الفوز في كلاسيكو الأرض القادم يعد بمثابة دفعة معنوية جديدة لتأكيد التفوق الذي حققه أبناء الميرينجي في الفترة الأخيرة.

الريال الذي يحاول التخلص من الضغوط شيئًا فشئ من مباراة لأخرى، تحت قيادة مدربه الحالي سانتياجو سولاري، يسعى لإثبات أن المشروع الذي سعت إليه إدارة الفريق وعلى رأسها مالك النادي فلورنتينو بيريز، من خلال تدعيم الصفوف بالمواهب الشابة لم يكن سيئًا، فعلى العكس من البداية السيئة للموسم إلا أنه ومن خلال العديد من المباريات الأخيرة، بدء يأتي بثماره على مستوى كل المسابقات، والتي كان آخرها الفوز على ديبورتفو آلافيس بثلاثية نظيفة، الأحد الماضي،على ملعب سانتياجو برنابيو لحساب الجولة 22 من بطولة الدوري الإسباني.

وفي هذا السياق، وعلى هامش تلك المباراة الأخيرة، نشرت صحيفة ماركا الإسبانية، تقريرًا يشيد بالفريق تحت قيادة سولاري، موضحة أن الريال لو تقابل مع ديبورتيو آلافيس في شهر ديسمبر الماضي لربما كانت النتيجة مغايرة تمامًا، وعلى الأغلب كان سيتعثر مجددًا، لكن فوزه بهذه السهولة على واحد من أقوى الفرق هذا الموسم يؤكد أن الفريق بدء في استعادة عافيته، مما يثبت صحة ما تستهدفه إداراة الفريق.

الفوز على “سفاح” أوروبا له مذاق خاص

بلغة الأرقام، تصب نتائج آخر مباريات للكلاسيكو الناري، في مصلحة برشلونة، الذي تفوق في المواجهات المباشرة على غريمه خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يجعل أبناء كتالونيا يتعطشون للمزيد، لزيادة غلة النتائج، وإرضاء الغرور الكروي لدى مثل هذه الفرق الكبيرة، فالفوز على سفاح الدوري الأوروبي بالتأكيد له مذاق خاص.

مباراة الغد التي ينتظرها عشاق الكرة الإسبانية، ستشكف بالتأكيد مدى تطور الفريقين، ومدى قدرة كلًا منهما على تخطي الآخر، فهي بمثابة اختبار جديد للريال بنجومه الشباب، واختبار لمدى تعطش برشلونة، لإقامة مباراة مثل الماضية في الكامب نو.

وبعيدًا عن انتفاضة الميرينجي، وتعطش البرسا، ورغم تحقيق البلوجرانا لفوز كاسح على حساب الميرينجي في لقاء الدور الأول من الليجا هذا الموسم، إلا أن المواجهة بينهما هذه المرة ستكون مختلفة تمامًا، بعد العودة القوية التي حققها الريال تحت قيادة سولاري، ليصبح على بُعد 8 نقاط فقط، من مقعد الصدارة، في جدول ترتيب الليجا، حيث يتواجد برشلونة، وبفارق نقطتين فقط عن أتلتيكو مدريد، صاحب المركز الثاني.

ولو عدنا لآخر 10 مباريات كلاسيكو جمعت بين الفريقين في جميع المسابقات، فإن الغلبة ستكون للبرسا، رغم أن الريال حقق لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات في آخر 4 سنوات وفاز بالعديد من الألقاب الأخرى، لكن احصائيات آخر 10 لقاءات جاءت كالتالي:

–  انتصر البرسا 5 مرات فيها، بينما انتصر الريال في 3 مناسبات فقط، وانتهت مباراتين بالتعادل، والرقم الملفت هنا أن الفريق الملكي حقق انتصار وحيد فقط في بطولة الليجا، أما الانتصارين الآخرين كانا في كأس السوبر الإسباني مطلع الموسم الماضي.

–  برشلونة أحرز 22 هدفاً في شباك الريال، بمعدل 2.2 هدف في المباراة الواحدة، بينما لم يسجل الريال سوى 14 هدفاً فقط، بمعدل 1.4 هدف في المباراة، مما يوضح مدى تفوق الفريق الكتالوني.

–  برشلونة حقق انتصارات عريضة في هذه الفترة، منها الفوز برباعية نظيفة في ذهاب الليجا موسم 2015-2016، وثلاثية نظيفة في ذهاب الدوري في الموسم الماضي، وخماسية قابل هدف يتيم في آخر كلاسيكو.

المواجهة نارية.. والقلق يزداد

ظاهريًا يرى البعض أن حظوظ الريال في الفوز أقل من حظوظ البرسا المستقر في صدارة الليجا، لكن واقعيًا يمتلك الريال الآن العديد من المقومات التي تجعله ندًا للبرسا، لانتزاع بطاقة العبور إلى نهائي الكأس.

يأتي على رأس هذه المقومات قوة الجبهة اليسرى الهجومية للريال بقيادة الشاب فينيسيوس جونيور، الذي يجد مساندة كبيرة من الظهير الأيسر، سواء مارسيلو أو ريجيلون، في المقابل ضعف الجبهة اليمنى الدفاعية لبرشلونة، حيث لا يستطيع سيرجي روبيرتو، اللاعب الأساسي في هذا المكان، تغطية جبهته كما يجب أن يكون، ومن الممكن أند يدفع مدرب البرسا باللاعب البرتغالي سيميدو للبدء به في الكلاسيكو لسد هذه الثغرة، فهو أفضل دفاعيًا من روبيرتو ولديه الحافز لإثبات نفسه.

كذلك تصب عودة تألق اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة، في مصلحة الريال بعد أن سطع نجمه في المباريات الأخيرة مع الريال، ومن الممكن أن تشكل عودته تهديدًا حقيقيًا على مرمى البرسا، في المقابل إذا تأكد غياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن المباراة، فمن الممكن أن تكون لها حسابات أخرى، فالجميع يعلم من هو ميسي بالنسبة لصفوف أبناء كتالونيا.

وفي سياق مختلف عن الجانب الفني للمباراة، فإن الريال يرى أنه قد تم ظلمه في مواعيد المباريات، الأمر الذي يرى الكثير أن ذلك يصب بالطبع في مصلحة البلوجرانا، وبحسب ما نقلته صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن الريال يرى أن خافيير تيباس، رئيس رابطة الليجا، يجامل برشلونة في مواعيد المباريات التي تسبق الكلاسيكو.

ويشير الريال إلى أن برشلونة يحصل على ما يزيد عن 24 ساعة للتعافي أكثر من الريال، قبل مباراتي نصف نهائي كأس الملك، وهو ما يمنح أفضلية للبارسا في الكلاسيكو.

ربما يعجبك أيضا