موسكو – واشنطن.. رسائل متبادلة بصواريخ عابرة للقارات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

رسائل متبادلة بصواريخ عابرة للقارت وتلك الخارقة للصوت أرادتها روسيا أن تكون سياستها المقبلة في الرد على تعليق الولايات المتحدة الأمريكية العمل باتفاقية الأسلحة النووية المتوسطة والقصيرة المدى.

وزارة الدفاع الروسية تعلن عن تنفيذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ يارس عابر للقارات من أحد المطارات الفضائية شرقي البلاد، الإعلان ترافق مع تأكيد وزير الخارجية سيرجي لافروف الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية خلال ستة أشهر.

تصعيد متبادل

تصعيد متبادل بين الروس والأمريكيين على خلفية المعاهدة النووية. موسكو أكدت أنها تطور صاروخاً موجهاً أرضياً جديداً وصاروخاً آخر تفوق سرعته سرعة الصوت بخمس مرات أو أكثر قبل عام 2021، ردا على اعتزام واشنطن الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن تعليق العمل بالمعاهدة التي تعود إلى سنوات الحرب الباردة بعد التهديدات الأمريكية بالانسحاب.

سوريا.. حقل تجارب 

تقول موسكو إنها ستستفيد من التجربة القتالية في سوريا لتصميم نسخة برية من صواريخ كاليبر البحرية المجنحة وإعادة تجهيز الأقمار الصناعية العسكرية. وكذلك تصنيع نماذج لها بمدى أبعد خلال الفترة المقبلة .

تصريحات المسؤولين الروس تفتح الباب أمام الجرائم الروسية المرتكبة على الأراضي السورية والتي تواصل آلاتها العسكرية حصد مزيد من الأرواح البريئة، لمجرد اختبار قوة الصواريخ الروسية وفاعليتها وتهديد الخصوم بها.

قلق أوروبا

في خضم السباق الروسي الأمريكي تبقى أوروبا الأكثر حساسية من انسحاب الطرفين من المعاهدة، فأراضيها ستقود الميدان الذي يمكن أن يكون مسرحاً لنشر صواريخ جديدة حال تصاعد الخلافات بين الطرفين.

إلا أن الأكثر حساسية في مشهد التوتر هو أن خروج الأوضاع من السجال السياسي والمنافسة إلى ميدان سباق تسلح آخر لا يمكن التكهن بآفاقه وهو ما يعيد إلى الواجهة حقبة الحرب الباردة بين القوتين العظمتين اللتين تمتلكان أكبر ترسانة نووية في العالم وهو ما يمكن أن ينذر بتهديد منظومة الأمن والاستقرار العالمي الذي تعافى منذ عقود وكان أحد ثماره توقيع اتفاق الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى عام 1987.

الأهداف الخفية للقرار الأمريكي

رغم تعليق ترامب العمل بالمعاهدة وقراره الانسحاب منها خلال 6 أشهر، إلا أنه لا يستبعد أن يكون الموقف الأمريكي الهدف منه الضغط على روسيا من أجل التوصل إلى معاهدة جديدة تشترك فيها أطراف أخرى أبرزها الصين.

كلام ترامب يعزز بتصريحات وزير خارجيته مايك بومبيو التي قال فيها إن بلاده مستعدة لمتابعة المحادثات مع روسيا بشأن استخدام السلاح النووي.

يذكر أن معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى (“معاهدة القوات النووية المتوسطة”، “أي إن إف”)، تم التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي في العام 1987.

ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان والزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.

 

ربما يعجبك أيضا