“معركة الحسم” تشتعل.. هل يلفظ “داعش” أنفاسه الأخيرة في سوريا؟

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

تخوض قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، معارك ضارية ضد الجيوب الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي شمال شرقي سوريا قرب الحدود العراقية.

وفي ديسمبر 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده البالغ قوامها 2000 جندي من سوريا، مؤكدًا أن المعركة مع داعش أوشكت على نهايتها.

آخر جيوب تنظيم داعـش

ويقع جيب داعش الأخير بالقرب من الحدود العراقية ويضم حاليًا قريتين، بعد أن تراجعت مساحته كثيرا في الأشهر الأخيرة، إثر شن قوات “قسد” هجوما واسعا منذ سبتمبر الماضي.

المسؤول الإعلامي بقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مصطفى بالي أكد أن الاشتباكات الدائرة حاليا مع داعش عنيفة وشرسة جدا؛ لأن التنظيم الإرهابي يدافع عن آخر معاقله، لافتا إلى استيلاء قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن على 41 موقعا.

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هجوما السبت 9 فبراير 2019 بهدف القضاء على آخر فلول داعش في منطقة عمليات القوات، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.

خسائر داعش في عاميــــن

التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة” المزعومة على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق، مني بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين.

وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير نحو 99.5% من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا.

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية ثاني قوى مسيطرة على الأرض بعد قوات النظام، وتسيطر على نحو 30% من مساحة البلاد، تتضمن حقول غاز ونفط مهمة، وتؤكد دمشق باستمرار عزمها على استعادة السيطرة على كامل البلاد ونشر مؤسساتها الحكومية فيها.

مئات المسلحين محاصرون

تمكنت “قسد” من التقدم داخل الجيب الأخير للتنظيم وباتت تحاصره ضمن 4 كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية. ولا يزال هناك نحو 600 مسلح غالبيتهم من الأجانب محاصرين فيها، بحسب المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي.

ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات مسلحي داعش، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم، بحسب المرصد السوري.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 600 من أعضاء داعش يتحصنون في جيب داعش الأخير، بينهم أجانب ومقاتلون آخرون، حسبما أعلن المسؤول الإعلامي بقوات سوريا الديمقراطية.

وأشار إلى وجود من 500 إلى 1000 مدني داخل الجيب، لافتا إلى إجلاء أكثر من 20 ألفا من المدنيين خلال الأيام العشرة التي سبقت بدء الهجوم.

الألغام تعيق عملية الحســـم 

القوات التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، تتقدم بشكل حذر، نتيجة الألغام التي زرعها مسلحو داعش في محيط الجيب الخاضع له، وهو قرية الباغوز، آخر موطئ قدم للتنظيم الإرهابي في سوريا، مع بقاء جيب أصغر في بادية دير الزور وحمص، بحسب المرصد السوري.

وإلى جانب الألغام الأرضية، استعان داعش بوسائل عدة في محاولة لصد اقتحام جيبه، إذ نفذ هجوما مضادا بواسطة سيارات مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة.

وبحسب المرصد، فإن جيب داعش في ريف دير الزور تقلص كثيرا وانحسر في 3 كيلومترات مربعة، فيما ضاعف التحالف الدولي من عمليات قصفه مدفعيا وجويا، كما شددت قوات سوريا الديمقراطية من ضغطها عليه في محاولة لإجبار مسلحي داعش على تسليم أنفسهم.

ولا يزال مدنيون عالقون في جيب داعش، الذي يتخذ منهم دروعا بشرية، وبعضهم لم يتمكن من الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بسبب المعارك.

تصريحات دونـــالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد التأكيد على أن الولايات المتحدة ستسيطر قريبا على 100 بالمئة من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش المتشدد في سوريا.

وكتب ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر قائلا إن “الولايات المتحدة سوف تسيطر قريبا على نسبة 100% من أراضي تنظيم داعش في سوريا”. وختم ترامب تغريديه بتساؤل قائلا: “هل تصدقون ذلك؟”، في إشارة إلى وسائل إعلام أمريكية تعارض سياسات الرئيس الأمريكي وتشكك في قدرة واشنطن على تنفيذ انسحابها من سوريا.

وتأتي تغريدة ترامب بعد أيام من تصريحات له قال فيها: إن الإعلان الرسمي عن تحرير كامل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا والعراق، ربما يكون قريبا.

ربما يعجبك أيضا