في ذكرى الثورة.. رغم الحسرات طهران تصر على لغة التهديد والوعيد!

يوسف بنده

رؤية

قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في ذكرى الثورة الإيرانية، اليوم الإثنين، 11 فبراير، في مقابلة مع صحيفة “نيويوركر”: “سواء کان الإيرانيون يتفقون مع سياسات الحکومة أم ضدها، فإنهم يعتقدون أنهم يلعبون دورًا في تحديد مصيرهم”.

وأضاف ظريف في المقابلة، مدافعًا عن الوضع الحالي في إيران: “إذا قارنا أوضاعنا الحالية مع أهدافنا، فإننا لم نحقق الهدف المنشود، لكن إذا قارنا حالنا مع واقع المنطقة الآن، فأعتقد أننا عملنا بشكل جيد إلى حد ما”.

وتأتي تصريحات ظريف تزامنا مع الذكرى الأربعين للثورة، وتزامنا مع تغيّر شعبية الثورة بشكل واضح داخل الشارع الإيراني جراء إخفاقات النظام الإيراني، وجراء العقوبات الأجنبية.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات نفطية ضد إيران في نوفمبر الماضي، وفي أعقابها انخفضت صادرات النفط اليومية الإيرانية إلى مليون برميل.

وفي ذكرى الثورة، غرد مستشار الأمن القومي الأمريکي، جون بولتون، الیوم الإثنین، على “تويتر”، وقال: “لقد أخفقت الجمهورية الإسلامية الإیرانیة، بعد مرور 40 عامًا على تأسيسها، في الوفاء بوعودها في حمایة حقوق مواطنيها والمحافظة عليها”.

وأضاف جون بولتون في تغريدته: “لم تبرز الذكرى الأربعین للنظام الإيراني إلا أربعة عقود من الفشل، والإخفاق في الوفاء بالوعود”.

روحاني وخطابه الثوري

وفي خطاب يتماشى مع ثورية النظام في إيران، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الیوم الإثنین 11 فبرایر، في الذکرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية: “لقد أصبح دور إيران في المنطقة اليوم أكبر من أي وقت مضى، ولذا فإن إيران لن تستأذن من أحد لتطوير صواريخها”، مضيفًا أن إيران هي الدولة الوحيدة القادرة على مساعدة دول المنطقة.

كما أكد روحاني على أنه “لن يتم تنفيذ أي خطة في المنطقة دون وجود إيران.. نحن الدولة الوحيدة التي أخذت حقها النووي في مجلس الأمن دون التنازل للعدو، ولو لم تكن ثورتنا ثورة إسلامية وثورة وطنية، لما استطاع النظام أن يقاوم الضغوط”.

وقال روحاني أيضًا: “يوجد في مجتمعنا اليوم ديمقراطية حقيقية وأحزاب حرة.. الأحزاب والصحف والمجلات في بلادنا حرة.. يجب على السلطات التعامل مع الانتخابات بسعة صدر.. کلما فتحنا المجال لکل لأحزاب والتيارات كان نظامنا أقوى”.

وتابع روحاني: “ليعرف العالم كله أن قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم أعظم بکثير من أيام الحرب والدفاع المقدس”.

وفي جانب آخر من خطابه، في مسيرة 11 فبراير، أشار روحاني إلى ما سماه “مساعدة” إيران للشعب السوري والعراقي واللبناني والفلسطيني واليمني، قائلاً: “لقد ساعدنا شعوب هذه الدول في حراكهم نحو الحرية واتخاذ قراراتهم بشأن تحديد مصائرهم”.

کما أکَّد أن جميع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من المرشد الأعلى إلى رئيس الجمهورية والبرلمانيين ومجلس الخبراء والمجالس البلدية، تولوا مسؤولياتهم وأخذوا مناصبهم عبر أصوات الشعب.

وقال الرئيس أيضًا: “إن خروج المواطنين في شوارع الجمهورية الإسلامية وفي المدينة الكبيرة طهران، يعني أن خطط العدو فشلت”.

مختتمًا كلمته بأن “إيران لم تستأذن أحدًا، بخصوص صناعة الصواريخ بمختلف أنواعها، سواء كانت صواريخ مضادة للدروع، أو صواريخ الدفاع الجوي، أو صواريخ أرض – بحر، أو بحر – بحر، أو أرض – أرض”.

الوعد بالحضارة

وفي إطار الاستمرار حول أهداف الثورة العالمية، قال يحيى صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى، أمس الأحد 10 فبراير، إن إيران مرت بفترتين من بناء الحضارة؛ الأولى هي الفترة الصفوية، والثانية هي ثورة عام 1979.

وأضاف صفوي: “في الـ 50 عامًا المقبلة سننشئ ثقافة وحضارة إسلامية جديدة”.

ولم يضف المسؤول الإيراني أي تفاصيل حول كيفية إنشاء مثل هذه الحضارة، رغم تفاقم الاستياء العام في البلاد، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة التي تواجه المواطن الإيراني منذ أبعة عقود.

استهداف الأمريكيين

وفي تصريح أدلى به، اليوم الإثنين، شدد مساعد وزير الدفاع الإيراني للشؤون البرلمانية، العميد رضا طلايي، على أن الولايات المتحدة وإسرائيل أرادتا أن “تجعلا سوريا تابعة لهما وللسعودية، لكن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني والمتطوعين لقنوهم درسًا جعلهم يندمون”.

وتابع: “جميع القواعد الأمريكية في المنطقة تقع في مرمى أسلحتنا وإذا ارتكبت واشنطن أي حماقة تجاهنا سنستهدف قواعدها من داخل إيران”.

وفي وقت سابق من اليوم، هدد مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني يد الله جواني بـ”محو تل أبيب وحيفا من وجه الأرض إذا أقدمت الولايات المتحدة على إطلاق رصاصة واحدة صوبنا”.

كما قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، اليوم الإثنين: “العدو الذي يقول اترکوا الصواريخ جانبًا، يعرف أنه قد فشل”.

وأضاف سلامي: “اليوم، لدى إيران قوة من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، في مواجهة الاستکبار العالمي، وكل يوم نحرر أرضًا من الاستکبار لإجبار أمريكا على الانسحاب من سوريا”.

ويشير سلامي في تصريحه هذا إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرًا، بالانسحاب من شمال سوريا، مدعيًا أن سبب الانسحاب هو القضاء على تنظيم داعش.

أوضاع غير مناسبة

وفيما يعبر على حالة الرفض للأوضاع الحالية داخل النظام الإيراني، قال الناشط الإصلاحي والأمين العام السابق لحزب المشاركة، محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الأسبق محمد خاتمي، اليوم الإثنين، على هامش مسيرة ذكرى الثورة: “لقد أظهر الشعب في جميع مظاهرات 11 فبراير أنه موالٍ لمبادئ الثورة والنظام”.

لكن خاتمي قال، في الوقت نفسه: “ما نشعر به في بلدنا اليوم هو تدني مستوى معيشة المواطنين، وظروفهم السيئة، الوضع الحالي غير ملائم للشعب ولا يتناسب مع الثورة”.

يشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية للإيرانيين ازدادت سوءًا في الفترة الأخيرة، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي في مايو الماضي، واستئناف العقوبات على طهران مرة أخرى في جولتين: الأولى في أغسطس الماضي، والثانية في نوفمبر الماضي.

وهو ما قلل من موارد إيران من العملات الأجنبية، ما رفع من التضخم والبطالة وأسعار المواد الغذائية والأدوية. فزادت وتيرة الاحتجاجات والإضرابات، وهو ما يراه مراقبون منذرًا باضطرابات سياسية واجتماعية على المدى القريب والمتوسط.

تجدر الإشارة كذلك إلى أن محمد رضا خاتمي، ينتظر إصدار لائحة اتهام، منذ أكثر من شهرين، حيث كان مدعي عام طهران، عباس جعفري دولت آبادي، قد صرح في وقت سابق من شهر ديسمبر الماضي، بأن رضا خاتمي ينتظر ملاحقة القضاء، بسبب تصريحاته الأخيرة حول نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009.

ومن المعروف أن محمد رضا خاتمي، يرى أن وصول محمود أحمدي نجاد إلى الرئاسة عام 2009 کان نتيجة لتزوير الانتخابات.

ربما يعجبك أيضا