قسوة ترامب تفتح شهية النساء على البيت الأبيض

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

يبدو أن “هيلاري كلينتون” لن تكون السيدة الوحيدة التي وقفت أمام “ترامب” في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فبعد عامين على وصول الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض، تتزاحم المرشحات الديمقراطيات لإخراجه من منصبه، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2020، وهن واثقات أن الأمريكيين جاهزين لانتخاب امرأة هذه المرّة على رأس الولايات المتحدة.

في أمريكا يتنافس على الاقتراعات الانتخابية حزبان؛ هما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، والأول من المرجح أن يكون ترامب، الرئيس الحالي، هو مرشحه في الانتخابات المقبلة بعد أقل من سنتين، أما الثاني فسيبحث جاهدًا للدفع بمرشحٍ يمكنه إزاحة ترامب من سدة الحكم في البيت الأبيض.

وافتُتح السباق الديمقراطي إلى البيت الأبيض مع إعلان إليزابيث وارن، “69 عاما”، ترشيحها في 31 ديسمبر الماضي، ولحقت بها 3 مرشّحات أخريات، هن السيناتور كيرستن جيليبراند “52 عاما”، وكامالا هاريس “54 عاما”، ثم النائب تالسي جابرد “37 عاما” بفارق في التوقعات، لتكون الخامسة النائب “إيمي كلوبوشار” وهي أحدث المنضمين لسباق الرئاسة الأمريكية.

أنا أيضا

رصدت الصحف الغربية ظاهرة تزايد أعداد النساء فوق الخمسين ممن يتولين مناصب عليا، ولا يرغبن في التواري أو الاعتزال، ومنطقهن أنهن يتمتعن باللياقة الجسدية والذهنية التي تؤهلهن ليس فقط للاستمرار في مناصبهن ولكن للعمل لفترات أطول وتولي المناصب العليا، حيث تباينت الآراء في تحليل هذه الظاهرة، فبينما تشير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية -في تقرير لها حول هذا الموضوع- إلى أن حركة “أنا أيضا” كانت عاملا مساعدًا في إزاحة عدد من المسئولين النافذين من مناصبهم التي شغلوها لفترات طويلة بعد ثبوت ارتكابهم تجاوزات أخلاقية، وهو ما أتاح الفرصة أمام النساء لأخذ فرصتهن كاملة.

أرجعت “سوزان دوجلاس” -الأستاذة بجامعة “ميتشجان” الأمريكية- هذا التغير إلى ما سمته بالثورة الديموجرافية التي جعلت كثيرين يتقبلن فكرة وجود سيدات عاملات في العقد السادس بل والسابع من العمر أحيانا، وتقدير الخبرة والكفاءة التي يتمتعن بها.

السقف الزجاجي

تقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة “ديلاوير”، “إرين كاسيزي”، إن عدد النساء المرشحات غير مسبوق في التاريخ، حين لا يكون هناك سوى مرشّحة واحدة، يُزجّ بها في فئة خاصة، باعتبارها أشبه بحالة شاذّة، مبدية أملها بأن تسلّط الأضواء هذه المرّة على برامج المرشحات، لكنها لا تتوقع أن تفلت المرشّحات ممّا يلحق بمعظم النساء في السياسة، موضحة “أنهنّ يواجهن المطلب المزدوج بأن يَكُنَّ ودودات ويُظهرن كفاءة في آن واحد، لكن من الصعب جدا القيام بالأمرين معا”.

 يذكر أن المرشحات يخضعن، منذ البداية، لمعيار يفرض عليهنّ أن يكنّ “صاحبات شخصية محببة”، وهو معيار نادرا ما يطبق على المرشحين الرجال، وقد اصطدمت به هيلاري كلينتون التي اتهمها البعض بالافتقار إلى العفويّة.

وتضيف: “يتحتّم -في غالب الأحيان- على المرشّحات القيام بحسابات استراتيجية، فيخترن إما التشديد على أنوثتهنّ كمرشّحات، وإما التقليل من أهميّة كونهنّ نساء، ومن الصعب معرفة أي من الخيارين سيكون صائبًا”.

فى 2016، أقرت كلينتون بهزيمتها في مواجهة ترامب، مبدية أسفها لعدم تمكنها من تحطيم “السقف الزجاجي، لكن امرأة ما ستقوم بذلك في أحد الأيام، ودعونا نأمل أن يكون ذلك أقرب ممّا نتصوّر”، بعد حملة اتسمت بكثير من الهجمات استهدفتها بصفتها امرأة، وأفضت إلى فوز ترامب بالرغم من اتهامات وُجهت إليه بارتكاب أعمال تحرّش جنسي والكثير من التعليقات المهينة للنساء التي صدرت عنه.

وفي ذات السياق يقول مرشح كلينتون آنذاك لمنصب نائب الرئيس، “تيم كاين”: “إن كنت استخلصت عبرة ولو بصورة أليمة في 2016، فهي إلى أي حدّ نطبّق معايير مختلفة إلى حد شنيع” .

وتابع: “ما زال الطريق أمامنا طويلا إذن حتى تلقى النساء المعاملة التي تليق بهنّ” في السياسة، معتبرا أنّ الانتخابات التشريعية في نوفمبر 2018 تدعو إلى التفاؤل إذ “أظهرت طاقة كبرى من جانب النساء المرشحات”، وتم على هذا الصعيد تحطيم عدد من الأرقام القياسية، مع تسجيل أعلى عدد من النساء في الكونجرس الأمريكي، وكذلك على صعيد الولايات الخمسين وبرلماناتها، ومع ترشح ما لا يقل عن 5 نساء حتى الآن للانتخابات الرئاسية 2020، فإن المساواة بين الرجال والنساء في السياسة تتقدم بخطى حثيثة.

ربما يعجبك أيضا