عيد الحب.. ليس بالضرورة زهورا وقلوبا حمراء

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تعددت الروايات حول أصل عيد الحب، ولكن الرواية الأكثر انتشاراً هي رواية القديس “فالنتين” الذي عاش في مدينة تورني الإيطالية وقام الإمبرطور بإعدامه، بسبب حبه لدينه، بينما تقول روايات أخرى بأنه أعدم لأنه كان يزوج العشاق المسيحيين سراً، ولان الروايات مختلفة فالاحتفال بـ”عيد الحب” أيضا مختلف؛ لذا دعونا نلقي نظرة على الحب عند الشعوب الأخرى.

رؤية الحبيب في المنام

لطالما اعتُبرَ الـ14 من فبراير رمزا للرومنسية والحب، حيث بدأ ذلك في العصور الوسطى ولا يزال التقليد مستمرا إلى حد الساعة، لكن الوضع يختلف في بعض البلدان، قد يتسبب احتفالك بعيد الحب بتقديم باقة زهور أو اهداء علبة شوكولاتة في خضوعك لعقاب شديد.

ففي إندونيسيا يحتفل العديد بعيد الحب، غير أن هذا لا يُرضي المسؤولين ورجال الدين هناك، ففي السنوات القليلة الماضية تظاهر الإندونيسيون المحافظون ضد الاحتفال بهذه المناسبة التي اعتبروها غريبةً عن الإسلام، ودفعوا بقولهم إنها تروج للممارسات الجنسية غير الشرعية واستهلاك الكحول.

احذروا فخ عيد الحب” بهذه الشعارات يرفع النساء في ماليزيا لافتات رفض العيد، في حملة لـ”رفع الوعي” بين المسلمين بأن احتفال عيد الحب ليس جزءًا من الممارسة الدينية الإسلامية.

هذا وتعود أصول الحملة المناهضة للاحتفال بعيد الفالنتاين إلى فتوى أصدرتها السلطات الدينية الماليزية في عام 2005، ولكن لا يزال عدد من الماليزيين مصرا على الاحتفال بعيد الحب.

في عام 2014 وقعت مشادات في جامعة “بيشاوار” في باكستان بسبب عيد الحب، حيث كان مجموعة من الطلاب الليبراليين بحتفلون بعيد الحب بالبالونات الحمراء وقوالب الحلوى، بينما تركت هذه المظاهر الاحتفالية لدى مجموعة طلاب أخرى الانطباع بأنها غريبة عن تعاليم الإسلام ليشرع أصحابها في قذف الحجارة، ووصل الأمر إلى حد إطلاق النار بين المجموعتين واندلاع النار في مرقد الطلبة، والحصيلة إصابة ثلاثة طلبة بجروح وتعرض الشرطة للرمي بالحجارة.

وفي إيران يكتسب الاحتفال بعيد الحب شعبية متزايدة، رغم أن السلطات كانت فيما سبق تسعى للقضاء على الاحتفالات التي ترافق هذا اليوم لاعتبارها إياه “عرفاً غربياً مندثرا”، وعلى الرغم من ذلك فإن المطاعم في طهران غالبا ما تعلن على أنها قد حُجزت بالكامل في عيد الحب، إضافة لعرض المتاجر لدببة حمراء وعلب الشوكولاتة على شكل قلب، رغم إدراك أصحاب المتاجر لما قد يتعرضون له من متابعات جزائية في حال بيعهم للهدايا الخاصة بعيد الحب ، لذا تلافت المتاجر تعرضها للمخالفات من خلال توظيف مراقبين خارج المطعم لإنذارها في حال قدوم دورية مفتشين.

 وفي الهند انتقدت عدة أحزاب سياسية عيد الحب ودفعوا بكونه من القيم الغربية التي لا تمت للقيم الهندية بصلة، فصرح الحزب الوطني الهندوسي في عام 2015 بأنه سوف يشجع الأشخاص الذين يلمحون سويةً في يوم عيد الحب على عقد القران، وبأنهم سيستدعون رجلاً دينياً ليبقى على أهبة الاستعداد طيلة اليوم للقيام بالإجراء فوراً.

حزن في عيد الحب

تشير الدراسات إلى أن فترة عيد الحب هي الأكثر ارتفاعًا في نسب الانتحار عالميًا، ويعود السبب في ذلك إلى الخيبة التي يشعر بها بعض الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، حين يشعرون بأنهم غير محبوبين وغير مرغوب بهم، بالإضافة إلى غياب الهدايا، أو تلقي هدية غير التي يرغبون بها، حسب موقع Listverse؛ نتج عن استفتاء للرأي تم قبل أعوام قليلة أن 1 من كل 10 شباب ومراهقين اعترف بالشعور بالوحدة والاكتئاب وأنه غير مرغوب به.

وعند سؤال الأشخاص: “ماذا يعني لك عيد الحب؟”  كانت إجابة حوالي 40%  منهم تحمل مشاعر وأفكارا سلبية.

تقوم النساء في بريطانيا بتعليق 4 أوراق “غار” على زوايا الوسادة وواحدة في المنتصف؛ لاعتقادهن بأن هذا سيجعلهن يحلمن بزوج المستقبل، ولكن هذا التقليد لم يعد شائعاً كثيرا؛ إذ إن الغالبية تفضل الاكتفاء بتقديم الهدايا، أما في منطقة نورفولك في بريطانيا، فهناك نسخة “فالنتاينية” من بابا نويل يعرف باسم “جاك فالنتاين” يقوم خلال الليل بتوزيع الهدايا.

عيد الصداقة

في فنلندا وأستونيا عيد الحب ليس مناسبة للاحتفال بالرومانسية بل بالأصدقاء، فتاريخ 14 نوفمبر هو “عيد الصداقة” في هاتين الدولتين، ويتم خلاله تبادل بطاقات تعبر عن تقديرهم لبعضهم البعض، الجزئية البسيطة المرتبطة بالحب.

اليوم الأبيض

تحتفل اليابان في 14 فبراير من كل عام بعيد آخر غير “عيد الحب” هو “اليوم الأبيض” تزامن “الحب مع الأبيض في نفس اليوم، خلق حالة من الغضب المتزايد في صفوف النساء اليابانيات، حيث ترفض النساء اليابانيات العادة التي تلزمهن في هذا اليوم بإهداء الشكولاتة لزملائهم في العمل.

ويعرف هذا التقليد المتوارث في اليابان باسم “giri choco” اي التزام الشكولاتة، وبحسب إحصائية وجدت بأن أكثر من 60% من النساء اليابانيات سيشترين لأنفسهن شكولاتة في هذا اليوم، في الوقت الذي قالت فيه 36% بأنهن لا يزلن يحافظن على هذا التقليد.

زواج الطيور

عيد الحب يتخذ شكلاً غريباً ومختلفاً في سلوفينيا، فهو عملياً اليوم الأول للعمل في الحقول والحدائق، إذ إنهم يؤمنون بأنه في هذا اليوم تحديداً تبدأ النباتات بالخروج من سباتها الشتوي والنمو من جديد، فعيد الحب ليس يوم عودة الحياة للزهور والنباتات فحسب بل هو اليوم الذي تعرض فيه الطيور الزواج على بعضها البعض، ولمشاهدة عروض زواج الطيور على الشخص أن يسير حافي القدمين عبر الحقول التي تغطيها الثلوج.

بلدان ترفض 

ربما يعجبك أيضا