لماذا تساوم أوروبا نظام ولاية الفقيه؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

باريس – أكد الحقوقي الإيراني مهدي براعي -من المسؤولين الأقدمين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية- أن المشهد الدولي الراهن أصبح مختلفًا عن ما كان عليه في السابق، وأصبح هناك اعتراف على الصعيد الدولي بالمقاومة الإيرانية، ولكنه أوضح في مقابلة أجراها تليفزيون “إيران آزادي” معه على هامش مؤتمر ميونيخ، وبسؤاله عن أسباب عدم استجابة الأوروبي لطلب وزير الخارجية الأمريكي من الاتحاد الأوروبي أن ينسحب من الاتفاق النووي، ولكن السيدة موغيريني ترى البقاء في الاتفاق النووي ضمانًا لأمن أوروبا، لماذا تتساوم مع نظام ولاية الفقيه؟

مهدي براعي أجاب: إنهم يستدلون إذا حصل النظام على السلاح النووي، فَإن أمن أوروبا عندئذٍ يتعرض للخطر، وبالنتيجة يجب أن يبقى الاتفاق النووي مع النظام. حتى لا يحصل هذا النظام على السلاح النووي. ولكن ما هو الواقع؟ الواقع هو وجود هذا النظام. وهذا تنازل يمنح للنظام. ويشجعه على العمل في مجالات أخرى. ناهيك عن أن هذا النظام يتابع المشاريع النووية الآن سرًّا. صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية للنظام قال: إننا أخفينا الأنابيب عن أعين مفتشي الأمم المتحدة. الواقع أن وجود هذا النظام هو نفسه مصدر الأزمات. ولهذا السبب؛ فهذه السياسة هي سياسة باطلة وفي جوهرها تريد تأمين مصالحهم وسبب إقامة العلاقات يعود المصالح الاقتصادية ويريدون تأمين مصالحهم الاقتصادية من خلال صفقات اقتصادية. وهم يبحثون عن خطة وغطاء يؤمن مصالحهم ولا يعلمون أن هؤلاء يتضررون استراتيجيًا ويتعرض أمنهم للخطر.

سؤال: هل مؤتمر وارسو، كان إجماعًا للاحتجاج على أعمال النظام الإيراني المدمرة أم من أجل حسم مستقبل النظام وكيف سيدور الوضع نحو إسقاط النظام؟

مهدي براعي: مؤتمر وارسو كان إجماعًا دوليًا. ولأول مرة عقد هكذا مؤتمر ليصلوا إلى إجماع عالمي على أن النظام الإيراني هو العنصر التدميري الرئيسي. وهذا في نهاية المطاف، يسقط الدعم للنظام وإسناده، بل يدخلون في معترك وصراع ضد النظام.  ولهذا السبب نرى أن هذا المؤتمر قد أحرج النظام الذي أبدى توجعه وتألمه من ذلك. ونتيجة هذا المؤتمر تعزيز مكانة بديل النظام. ويفتح المجال أمامه لكي يمضي قدمًا إلى الأمام في تمرير سياسته لإسقاط النظام. مؤتمر وارسو قد غيّر معادلات كثيرة.

وأضاف براعي: في الوقت الحالي هناك اعتراف بالبديل للنظام الديكتاتوري وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على الصعيد الدولي، وقال في لقاء تليفزيوني: لقد اختلف الموقف الحالي لبديل النظام؛ أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على الصعيد الدولي مع ما كان عليه في السابق.

وأوضح براعي، سابقًا كان اسم البديل مدرجًا في قائمة المنظمات المحظورة للاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة، ومن جانب آخر كان محاصرًا في العراق، هذه الظروف السابقة كانت ناجمة عن سياسة المساومة والمهادنة، ولكن الآن شطب اسم البديل من القائمة، وهو مرهون بعمل مرهق ومضنٍ ودؤوب، وعلى رأسه زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي، وذلك  من خلال عمل حقوقي واجتماعي مكثف.

وأكمل -موضحا على الصعيد الدولي- لقد باءت سياسة المساومة والمهادنة بالفشل

سؤال: في سياستها لاسترضاء الملالي كانت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تدرج مجاهدي خلق في قائمة المنظمات المحظورة وتقصفها، والآن ما الذي حدث؟ حيث تؤكد الصحف الحكومية أن مجاهدي خلق هي الحل الوحيد لإيران؟

قال مهدي براعي: لقد جربت الدول الأوروبية كل الطرق مع النظام، ومنحته كل ما طلبه من امتيازات وحوافز، مجربة كل شيء لعلها تتمكن من التفاوض مع هذا النظام، وكلما طلب النظام من الامتيازات والحوافز منحته إياها، ولكنها وجدت الظروف أسوأ.

وأوضح، نواجه أزمة حقيقية؛ فهناك انهيار اقتصادي، ولا مناص منه للنظام، والمشكلات الداخلية مطروحة على طاولتها، وهو في عزلة دولية جرّاء فشل سياسة المساومة. والخيار الوحيد للنظام في عام 2018 كان الإرهاب ضد البديل على وجه التحديد، لعله يقدر على إزالة قضية البديل من الساحة، وأضاف كان واضحًا أن النظام يبذل قصارى جهده ليستخدم جميع الصحف الخارجية التي له نفوذ فيها ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية حتى يتمكن ومن خلال مجموعة من المعلومات الكاذبة الصادرة عن النظام أو بعض العملاء المرتزقين والمأجورين للنظام، أن يحرك ساكنًا ويفعل شيئًا كما يريد الإيحاء أمام البلدان الغربية وخاصة الدولية بأنه لا يوجد بديل لي “، ويقول: في حالة رحيلي سوف يحل محلي أسوأ مني”، كما يؤكد حماة النظام على ذلك في وسائل الإعلام، ويريد النظام الإعلان أنه لا يوجد بديل لي، بينما الآن مجاهدي خلق مطروحة على الطاولة بشكل واضح وجاد، وتشير جميع الأصابع إلى هذا البديل. لدى مجاهدي خلق تنظيم وخلفية وتأريخ حافل بالنضال، كما لها قاعدة شعبية واسعة في إيران والآن معاقل الانتفاضة جعلت العيون العمياء مفتوحة لترى الحقائق أفضل.

وحذر  براعي، أن هناك أحاديث مستمرة عن البدلاء، لأن سوق طرح البديل منتعش الآن، وهناك كثيرون يدعون أنهم هم البدلاء. طبعًا هناك أسباب أخرى تقف وراء فبركة البدلاء. يريدون إقصاء البديل الحقيقي والرئيسي. في الواقع هؤلاء متحدون عمليًا مع النظام في موقفهم الرجعي. من يدعي كونه البديل، يجب أن يكون هدف معاداته واضحًا؟ وهو النظام. ولكن هؤلاء يستهدفون مجاهدي خلق. وهي القوة التي تقاوم وتصمد وتقدم التضحية وتعاني وتتحمل الضغوط، هؤلاء وبدلًا من الضغط على النظام، يستهدفون مجاهدي خلق المعارضة لهذا النظام. ولهذا السبب فإن مجاهدي خلق هي المعيار. وإذا كان هناك تيار سياسي أصيل حقًا فعليه أن يتعاطف مع مجاهدي خلق، حتى ولو كان على اختلاف مع المنظمة أو له انتقاد عليها، ولكن لا يجب أن يعادي ويستهدف مجاهدي خلق. هؤلاء الذين يمدحون قوات الحرس هدفهم إضعاف البديل الثوري والتصدي له، بدلًا من دفع الثمن. هؤلاء يراهنون على قوات الحرس فيما هي تشكل العمود الفقري للقمع لدى النظام.

وأكد براعي، إذا انهارت قوات الحرس، سينهار النظام. وإذا راهن تيار على قوات الحرس، فهو ليس بديلًا للنظام. كأنه يبحث عن حل من داخل النظام. بينما حتى التيارات المتشدقة الإصلاحية داخل النظام، لم تكن الحل. فهؤلاء راهنوا على قوات الحرس وهذه المخططات الآن تم الكشف عنها وأصبحت بلا محتوى، وإذا كان هناك طرف يناضل ضد النظام وله عناصر يناضل في الداخل، فهذه المقاومة تتعزز ولا تضعف.

ربما يعجبك أيضا