القمة الأوروبية العربية في شرم الشيخ ترسم تحالفات”جيوسياسية” جديدة

دعاء عبدالنبي

رؤية ـ جاسم محمد

اختتمت القمة الأوربية العربية المشتركة الأولى المنعقدة في شرم الشيخ، يوم أمس الإثنين، بإصدار بيان ختامي أكد أهمية تعزيز الشراكة لمواجهة التحديات مثل الهجرة غير الشرعية واللاجئين والتحريض على الكراهية والاتجار في البشر والتغير المناخي خلال قمة هي الأولى من نوعها.

تأتي القمة الأوروبية العربية لتعزيز الحوار والتنسيق من أجل الوصول إلى فهم مشترك، والتعامل مع الأخطار والتحديات الإقليمية والدولية.

وشارك في القمة رؤساء وحكومات أكثر من أربعين بلدًا أعضاء في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

وستحتضن بروكسل القمة المقبلة في بروكسل بحلول عام 2022.

استعرضت القمة النزاعات الاقليمية والتحديات المشتركة التي تواجه الكتلتين.  ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدول العربية ودول الاتحاد الاوروبي للاتفاق على “مقاربة شاملة” لمكافحة الارهاب.

ردود أفعال

أعلن قادة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية في ختام قمتهما المشتركة الأولى في شرم الشيخ بمصر عن “عصر جديد” في العلاقات لتعزيز الشراكة لمواجهة تحديات كالهجرة غير الشرعية واللاجئين والتحريض على الكراهية والاتجار بالبشر .

الرئيس السيسي من جانبه شدد على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية محذرًا من تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة دولنا. كما قال إن استمرار النزاعات في سوريا وليبيا واليمن دون تسوية هو شكل من “القصور ستحاسبنا عليه الاجيال القادمة.

 وفي ملف التنمية الاقتصادية، سيتم تناول الجانب التجاري كذلك بين القادة بالنظر إلى حجم التبادل بين ضفتي البحر المتوسط.

وقال توسك، رئيس المفوضية الأوروبية، أن قرب أوروبا الجغرافي من الدول العربية يحتم على التعاون المشترك لمواجهة التحديات.

وأضاف ” نكافح رسائل التطرف والأفكار القومية التي يمكن أن تهز مجتمعاتنا، ونحيي الدول العربية التي تتقاسم عبء النازحين واللاجئين”.

ودعت المستشارة الألمانية الدول العربية بالعمل سويا مع أوروبا لتحقيق تحول سياسي في سوريا وإجراء مشاورات شاملة حول ما يمكن أن يبدو عليه النظام السياسي لسوريا مستقبلا.

دول أوروبا تعترف بنجاحات مصر

اعترفت دول أوروبا بالنجاحات التي حققتها مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة، أبرزها محاربة الإرهاب والتطرف في سيناء وتنفيذ مشاريع تنموية اقتصادية عملاقة، عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع “المليون ونصف فدان”.

الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الألمانية، نشر بأن برلين تشدد على أن “ألمانيا ومصر يجمعهما منذ وقت طويل علاقات وطيدة ومتشعبة، وأن “ألمانيا لا تزال تسعى إلى دعم بناء دولة عصرية وديمقراطية في مصر. وشددت المانيا على  دور دولة مصر بإعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. ويبدو ان مصر نجحت بالفعل بتجاوز الهاجز الاوروبي والفتور الذي كان يسيطر على العلاقات مابين دول أوروبا ومصر منذ صورة 25 يناير.

تعتبر “قضية” الهجرة واللاجئين، القضية الاساسية في انقسام دول الاتحاد الاوروبي، والتي اخذت تعصف بتماسك هذا الاتحاد منذ موجات الهجرة  الى اوروبا عام 2014 ومازالت تضرب بتداعياتها لحد الان . ما تهدف له دول الاتحاد الأوروبي هو كبح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك بعقد شراكات مع دول شمال أفريقيا.

النتائج

إن انعقاد القمة الأوروبية في مصر بهذا الحجم والمشاركة النوعية من قادة وزعماء أوروبا، بدون شك يعتبر تحولا نوعيا في العلاقات مابين مصر ودول أوروبا. والتحول في الموقف الأوروبي يأتي في وقت تشهد دول أوروبا أزمات مع الادارة الاميركية وتهديدات خارجية وداخلية تعصف بهذا الاتحاد.

القمة الأوروبية، هذه تعني ان أوروبا تبحث عن تحالفات وتكتلات سياسية وأقتصادية جديدة في دول المنطقة، ابرزها مصر، والتي وصفتها بإنها ركيزة الامن في دول المنطقة. الرؤية الأوروبية جاءت بسبب الموقع الجغرافي الى مصر، وبأعتباارها ابرز الفاعلين في قضية السلام في الشرق الاوسط، القضية الفلسطيمية.

الأهم في هذا المؤتمر، أن القضية الفلسطينية، تقدمت في أجندة القمة هذه في أعقاب تراجعها في قمم سابقة شهدتها عام 2019، أبرزها قمة وارسو” مشروع القرن” وقمة ميونخ للامن.

القمة الأوروبية العربية، حذرت من الفوضى الموجودة في دول المنطقة، وربطتها في “تغاضي” حل القضية الفلسطينة وإحلال السلام. وهي جائت وسط تردي العلاقات مابين ضفتي الاطلسي، وبادرة ظهور تحالفات”جيوسياسية” جديدة، على حساب الدور الأمريكي.

ولفت الرئيس السيسي إلى قضية مهمة، ضرورة ان تحترم دول أوروبا القيم العربية مثلما تحترم الدول العربية القيم والقوانين الأوروبية، مايريده الرئيس السيسي، أن دول أوروبا انتهكت الكثير من قوانين وحقوق الانسان على أراضيها، وهي من تصف نفسها بأنها “أمم الديمقراطيات” مثل نشر حالة الطواريء وإصدار الأحكام المشددة ضد المتورطين بالارهاب والتطرف.

لقد شهدت دول أوروبا ممارسات خاطئة منها غلق الحدود أمام اللاجئين، فرض الرقابة على فضاء شنجن وفرض حالات الطواريء في بعض دول أوروبا، وقوانين نزع الجنسية من مواطنيها تحت يافطة محاربة الإرهاب والتطرف.

اليوم بدأت أوروبا تدرك الدور التي تقوم به مصر في محاربة الإرهاب والتطرف إقليميًا ودوليًا. فمن المتوقع أن تشهد العلاقات الأوروبية العربية تطورًا اوسع خلال السنوات القادمة، أوروبا أدركت جيدًا، أن الاستقرار السياسي في دول منطقة الشرق الأوسط ينعكس على أوروبا إيجابيًا والعكس صحيح، وهذا ما أظهرته موجات الأرهاب  في دول المنطقة وارتدادها على أوروبا. إلى جانب التعاون السياسي من المتوقع أن تكون هناك مشاريع تنموية أوسع مابين الطرفين، وهي نظرة حقيقية لمعالجة جذور المشاكل في دول المنطقة.

ربما يعجبك أيضا