بعد الاتهامات الأخيرة .. نتنياهو الجريح يبحث عن ملاذ آمن

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

بين مؤيد ومعارض، نزل المستوطنون الإسرائيليون إلى الشوارع في تظاهرتين متباينتين، الأولى تطالب برحيل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والثانية تبدي دعمها له.

جاءت التظاهرات التي شهدتها تل أبيب على خلفية قرار المدعي العام الإسرائيلي بمحاكمة نتنياهو بتهم عدة في سلسلة من قضايا الفساد، الأمر الذي قد ينهي مسيرة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حافظ على منصبه للولاية الرابعة على التوالي، ويطمح إلى تمسكه بالسلطة في ولاية خامسة خلال الانتخابات المقررة في التاسع من إبريل القادم.

المدعي العام يتهم نتنياهو

نتنياهو من جهته، نفى جميع التهم الموجهة ضده واعتبرها حملة منظمة ذات دوافع سياسية ضد إعادة انتخابه، خصوصا مع بروز القضايا قبل أيام معدودة من الانتخابات فقط، وذلك بهدف الإطاحة به، لكن المدعي العام مصمم على محاسبة نتنياهو بتهم تزوير وخيانة الأمانة وتهمة تلقي رشاوى، وهى التهمة الأخطر، إذ يواجه نتنياهو الحبس لمدة أقصاها 10 سنوات في حال أعتبر مذنب.

هذه هى المرة الأولى التي يتم فيها إخطار رئيس وزراء إسرائيلي بمضمون الدعوى القضائية التي تواجهه، ويتوقع أن تستغرق ملفات الاتهام وجلسة الاستماع التي لم تحدد بعد، أشهر أو سنوات.

رسميا أصبح رئيس وزراء الاحتلال مشتبه به في قضايا فساد ورشاوى واحتيال وخيانة الأمانة، وذلك بعد عامين من التحقيقات الجنائية.

رئيس الوزراء غير ملزم بالاستقالة وينتظر الآن جلسة قبل المحاكمة التي تمنح محاميه فرصة طلب إلغاء أو تخفيف التهم الموجهة ضده.

انهيار شعبية نتنياهو

بحسب استطلاعات رأي عديدة، تهاوت شعبية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بسرعة كبيرة إثر إعلان المدعي العام وتناقل الخبر عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية.

الاستطلاعات أشارت إلى تفوق تحالف الكتلة الجديدة التي أطلق عليها “أزرق – أبيض” برئاسة بيني جانتس رئيس هيئة الأركان السابق، على حزب الليكود اليميني برئاسة نتنياهو.

حيوان جريح

من جانبها، وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الحال الذي وصل إليه نتنياهو بـ “الحيوان الجريح” بعد قرار المدعي العام.

وصف شكل مقدمة للتحذير من أن نتنياهو أصبح أخطر من ذي قبل بعد أن وصفه المستشار القضائي بالفاسد والمفسدن حسب الصحيفة الإسرائيلية.

تكمن خطورة نتنياهو بالنسبة لمنتقديه بأنه سيفعل كل ما بوسعه من أجل البقاء في الحكومة والفوز بولاية خامسة، فقد يلجأ مثلا إلى إيجاد ملاذ آمن بأي ثمن، سواء  من خلال تقديم إغراءات وأجر مسبوقين لحلفائه الأشد تطرفا، لسن قانون على غرار القانون الفرنسي الذي يمنع محاكمة من هو على هرم السلطة أثناء ولايته، أو من خلال المغامرة العسكرية ضد غزة أو لبنان أو ربما أبعد من ذلك إن ضمن الربح بالميدان، ولعل من خيارات نتنياهو الأخرى إشباع شهوات عرّابي الاستيطان في الضفة الغربية بإخلاء الخان الأحمر، أو من خلال هجمات استيطانية منفلتة من عقالها، أو بالاستيلاء من جديد على مصلى باب الرحمة ومحيط المسجد الأقصى في القدس المحتلة، كل ذلك لاستعادة ثقة الشارع الإسرائيلي واستمالة غلاة المتطرفين والعنصريين لنيل أصواتهم، أو إظهار كل من هو ضده باعتباره يساري ضعيف مفرط في أرض إسرائيل، على حد زعمهم.

إنقلاب داخل إسرائيل

التداعيات الأولية لقرار محاكمته تؤشر إلى احتمال أن تشهد إسرائيل انقلابا في الانتخابات المقررة في التاسع من إبريل المقبل، حيث أشارت نتائج الاستطلاعات إلى أن قوة حزب نتنياهو تراجعت من 30 مقعدا إلى نحو 25، في مقابل ارتفاع حزب منافسه “أزرق أبيض” إلى نحو 37 مقعداً، وهو ما من شأنه أن يفقد تحالف أحزاب اليمين والمتدنيين برئاسة نتنياهو، الأغلبية المطلوبة من أجل تشكيل الإئتلاف الحكومي المقبل، وستكون الغلبة لصالح بيني جانتس.

أخيرا، تبقى الاستطلاعات مجرد توقعات تصيب أحيانا وتخيب أخرى، والأيام الـ 37 الباقية قبل موعد الانتخابات، فترة طويلة نسبياً، وقد تكون كفيلة بظهور مفاجأت جديدة، خاصة وأن نتنياهو أصبح يراجع مرعوباً في ذهنه شريط صور من سبقوه، وهم يدخلون السجن، خاصة سلفه أولمرت والرئيس السابق موشيه كتساف، والحاخام الأكبر السابق يونا ميتسجر، إلى جانب عدد من الوزراء الفاسدين.
 

ربما يعجبك أيضا