“حكاوي الحواري”.. عندما يصير البشر والحجر كيانا واحدا

شيرين صبحي

رؤية- شيرين صبحي

الحارة المصرية هي الوحدة المُكَونة للواقع المصري، وحولها دارت الحكايات والنوادر، وطُرحت الأمثال الشعبية. هذه الحارة بدفئها وحميميتها وأهلها والبيوت المتراصة والمتلاحمة، هو ما يرصده الفنان التشكيلي محمد مكاوي في معرضه “حكاوي الحواري”، الذي تحتضنه قاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار الثقافي.

يقول مكاوي: إن الحارة تبدو وكأنها كيان واحد لا يمكن حذف أي جزء منها كالبازل أو الدومينو أو الميكانو؛ إذا انتزع جزء منه انهارت، والبشر أيضا أصبحوا جزءا منها بحيث إذا أمعنا النظر أو غصنا في خيالنا يمكننا تخيل الحجر والبشر وكأنهم كيان واحد لا يمكن فصله.

البيوت في الحارة بتمايلها واستنادها واتكائها على بعضها البعض مكونة نسيجا من الكتل والفراغات التي توحي أحيانا للناظر بتمعن وكأنها تنتج أشكالها الخاصة كالناظر في السحاب.

استطاع مكاوي، أن يعيد صياغة المفردات فى ذاكرته ووجدانه في أعمال فنية، تتميز بتكوينات متزنة، كما يوضح الفنان التشكيلي الدكتور طاهر عبد العظيم، ويسيطر على اللون والحركة بين الساخن والبارد بشكل راقٍ، كما امتزجت الشخصيات بالمكان، حتى أصبحوا في نسيج واحد.

قام مكاوي بتصوير الحارة ورسمها عبر سنوات طويلة برؤى مختلفة عن الرؤية الكلاسيكية للواقع، وعلى مدار عام ونصف في تجربتي لتنفيذ مجموعة الأعمال المكونة لمعرضه، متغاضيا عن المنظور والنسب الطبيعية لعرض رؤيته الخاصة للحواري وحكاويها وأهلها.

يذكر أن الفنان محمد مكاوي من مواليد 1958، وهو عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق. نظم العديد من المعارض الخاصة، ونال عدة جوائز.

ربما يعجبك أيضا