جدل في السعودية بسبب تطبيق “أبشر”.. وجوجل تحسم الجدل

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

حالة من الجدل الكبير دارت في السعودية وفي أمريكا وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تطبيق “أبشر” السعودي الحكومي، والذي اتهم بانتهاكات حقوق المرأة، بعد توافر خاصية تتيح من خلاله تتبع الرجال لنسائهم ومعرفة مكانهم والتحكم في تخليص معاملاتهم الورقية دون الرجوع إليهم.

وأطلقت الداخلية السعودية، على متجري “جوجل بلاي” و”آبل ستور”، تطبيق “أبشر” الذي يسمح للرجال بتحديد متى وكيف يمكن للمرأة السعودية عبور الحدود وتنبيههم حال محاولتها مغادرة المملكة، كما يقدم التطبيق خدمات أخرى مثل تجديد جواز السفر وتحصيل المخالفات المرورية وملء بطاقات استقدام العاملات الأجنبيات.

نشرت الإعلامية السعودية منى أبوسليمان عبر حسابها في “تويتر” استبيانا تسأل فيه السعوديين عن التطبيق، ومدى تسهيله أمور المرأة، ويمكن القول بأن حوالي ثلث المشاركين أكدوا أن كلمة السر عند أولياء الأمور فقط، وزادت عن هذه النسبة قليلة من قال إنها مع النساء تسهيلا للأمور.

انتقد سياسيون وناشطون أمريكيون شركتي “آبل” و”جوجل”، بسبب سماحهما بوجود تطبيقات سعودية تسمح للرجال بمراقبة وتتبع النساء والتحكم في سفرهنّ، مشدّدين على ضرورة إزالة تلك التطبيقات “التي تنتهك حقوق المرأة”.

وقال نشطاء حقوق الإنسان: إن عمالقة التكنولوجيا ساهموا، من خلال تصميمهم لتطبيقات إلكترونية معينة، في تمكين آخرين من ارتكاب انتهاكات بحق النساء والفتيات في المملكة السعودية.

وأكدت الخبيرة في حقوق المرأة بالشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش” روثنا بيجوم، أكدت على أن “جزءا من تصميم التطبيق “أبشر” يقوم على التمييز بحق المرأة”.

وقالت بيجوم: “إن السيطرة الكاملة لولي الأمر الذكر أصبحت الآن متاحة أكثر باستخدام التكنولوجيا الحديثة وجعلت حياة الرجال في نهاية المطاف أسهل، فيما قيّدت حياة النساء أكثر فأكثر”.

وأضافت أن عددًا قليلاً من النساء قد حوّلوا التطبيق لصالحهم من خلال الوصول إلى هاتف ولي الأمر وتغيير الإعدادات لمنحهم الحرية، لكن مثل هذه الحالات بقيت نادرة.

ومن ناحيته، دعا السناتور الأمريكي رون وايدن -في تغريدة له على “تويتر”- شركتي “آبل” و”جوجل” إلى إزالة التطبيق من متاجرهما، قائلاً: إنه يشجع “الممارسات المسيئة بحق المرأة”.

وأثارت سعاد أبودية، المتحدثة باسم مجموعة “المساواة الآن” في الشرق الأوسط لحقوق المرأة، الشكوك حول ما إذا كانت الشركات ستتخذ إجراء بصدد التطبيق “أبشر”.

وقالت -في مقابلة مع “رويترز”- إن “محادثات السلطة والمال، للأسف، لا تولي كثير اهتمام لانتهاكات حقوق الإنسان”، مستطردةً بالقول: “آمل حقاً أن يتخذوا موقفاً ملموسًا تجاه إزالة هذه التطبيقات، لكنني لست متفائلة”.

من جهة أخرى دافعت السلطات السعودية عن تطبيق للهواتف الذكية الذي يقول منتقدوه إنه يسمح للرجال بمراقبة تحركات أقاربهم من النساء، مستنكرة ما وصفته بـ”الحملة المغرضة المنظمة” للتشكيك في التطبيق.

وصدر بيان عن وزارة الداخلية السعودية قال: إن تطبيق “أبشر” يوفر أكثر من “160 خدمة إجرائية مختلفة، لكافة شرائح المجتمع بالمملكة من مواطنين ومقيمين بمن فيهم من النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة”.

 البيان انتقد ما وصفه بـ”الحملة المُغرضة المنظمة التي تسعى للتشكيك في غايات تطبيق خدمة أبشر الذي يتم توفيره على الهواتف الذكية لتسهيل وتيسير تقديم خدماتها للمستفيدين منها”.

ورفضت الوزارة السعودية ما وصفته بـ”المحاولات الرامية لتسييس الاستخدام النظامي للأدوات التقنية التي تمثل حقوقًا مشروعة لمستخدمي الوسائل التي تتوفر عليها، وحرصها على حماية مصالح المستفيدين من خدماتها من كل ما يترتب على المساس بها من أضرار”.

ودشن نشطاء سعوديون هاشتاجا بعنوان “ادعم تطبيق أبشر”

وعلى خلفية الانتقادات الرافضة للتطبيق، وتواجه “جوجل” انتقادات كبيرة من جماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية لاستضافتها التطبيق، كما أرسلت Speier ومجموعة من الممثلين رسالة إلى المديرين التنفيذيين لشركتي جوجل وأبل مطالبين بسحب التطبيق من متاجرهما، وأعلنت جوجل أنها ستفتح تحقيقا في الأمر.

ووفقًا لمجلة “بيزنس إنسايدر” خاطبت جوجل الحكومة السعودية، وبعد الرد الحكومي كشفت الشركة اليوم بأن التطبيق لاينتهك أيا من سياساتها، وقررت عدم سحب التطبيق من المتجر.

ربما يعجبك أيضا