اليمن على صفيح ساخن.. “الحديدة” تتألم والحوثي يشدد الخناق على الحجور

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

لا يمر يوم على اليمن إلا وتنزف فيه مزيد من الدماء وتزهق الأرواح، فالمحافظات اليمنية والمناطق التي تشهد الصراعات باتت مثخنة بالجراح والسبب انتهاكات الحوثيين المستمرة التي تزداد هزائمها يوما تلو الآخر في المؤيدين وعلى الأرض، ويزداد عداء القبائل لأفعال الحوثيين والانتهاكات المتكررة التي لا تراعي هدنة في الحديدة ووقوع اختراقات، وأمس الأربعاء قتل عدد من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية بينهم قيادي ميداني في مواجهات مع قوات الجيش اليمني شمال محافظة الجوف.

واندلعت المواجهات بعد محاولة الميليشيا التسلل إلى جبال الربعة، بين محافظتي الجوف وصعدة، إلا أن الجيش أحبط المحاولة، ما أسفر عن مصرع عدد من عناصر الميليشيا بينهم مشرفها في الجبهة عارف سالم مشير الغري من مديرية رازح بمحافظة صعدة وجرح آخرين، حسب ما ذكر موقع الجيش اليمني “سبتمبر نت”. وفي سياق متصل لقي عدد من ميليشيا الحوثي مصرعهم بينهم قيادي ميداني الثلاثاء الماضي، بعد معارك ضارية ضد قبائل حجور بمحافظة حجة بينما تصدت هجومًا للميليشيا على الحديتين شرق عزلة العبيسة في كشر شمال حجة.

وقال محمود الطاهر المحلل السياسي اليمني، يبدو أن الهدنة في الحديدة بالفعل تمر في مراحلها الأخيرة وهناك شواهد كثيرة تلوح في الأفق، منها توقف المفاوضات فيما يخص إعادة انتشار مليشيات الحوثي من موانئ الحديدة وتسليمها للحكومة اليمنية، وكذلك توقف المفاوضات المباشرة في الأردن فيما يخص الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، إضافة إلى المحاولات الحوثية اليومية في إحداث تقدم بمحافظة الحديدة اليمنية التي تخضع الآن للقرار الأممي 2415، وهناك هدنة إجبارية وفقًا للقرار، إلا أن الحوثيين المواليين لإيران لم يعترفوا بهذا القرار خلال 73 يومًا منذ أن أقره مجلس الأمن الدولي، وأرتكبوا أكثر من 1500 خرقًا له، في المقابل تلتزم الحكومة اليمنية والمقاومة الوطنية المشتركة بأقصى درجات ضبط النفس وهذا قد لا يطول.

وأضاف الطاهر –في تصريحات خاصة لـ”رؤية”إن حديث وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت مؤخرًا أن هناك فرصة أخيرة لعملية السلام في اليمن، وأتبعها في مقابلة صحفية بوصف المليشيات الحوثية على أنها احتلال إيراني، يشير إلى أن بريطانيا التي كانت تراهن على المليشيات الحوثية قد سئمت من الدفاع المستميت عن مليشيات لا تعرف المواثيق ولا تلتزم بالمعاهدات أو القرارات الدولية، وربما قد نشاهد خلال الأيام القليلة القادمة عمليات عسكرية قوية تجبر المليشيات الحوثية بتسليم موانئ الحديدة بالقوة العسكرية.

الانتهاكات الحوثية للشرعية في اليمن وتهديد حياة اليمنيين لا تنتهي، فأمس قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران قصفت بالمدفعية مستشفى 22 مايو شرقي مدينة الحديدة غربي البلاد.

كشف وزير الدولة اليمني لشؤون مجلسي النواب والشورى محمد مقبل الحميري -مؤخرًا- عن تعيين الحوثيين مجرمين ومهربي مخدرات من أصحاب السوابق الجنائية أعضاء في مجلس الشورى. ووصف الحميري في اتصال هاتفي مع صحيفة “عكاظ” السعودية، تعيين الحوثيين محمد حسين العيدروس رئيسًا للمجلس بدل رئيسه الشرعي محمد علي عثمان بـ”الخطوة الباطلة” التي لا تستند على أي نصوص دستورية لكنها تفرض بقوة السلاح.

وفيما يخص قبائل حجور، قال المحلل اليمني محمود الطاهر: هناك تعنت كبير من قبل الإخوان المسلمين الذين يتحكمون بغالبية القرارات السياسية والعسكرية للحكومة اليمنية، في سبيل عدم الدفع بقوات حكومية لفك الحصار عن القبائل بحجة أن قبائل حجور وحجة غالبيتهم من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يرأسه الراحل علي عبدالله صالح، ولهذا نجد أن الحوثي شدد الخناق على القبائل في ظل عدم تحرك قوات عسكرية يمنية لفك الحصار عن القبائل، في الوقت الذي لا تزال المليشيات الحوثية تمطر قبائل حجور بصواريخ باليستية وصل عددها في غضون ساعات إلى 7 صواريخ.

في سياق ذي صلة، قال جمال باراس، المحلل السياسي والباحث القانوني اليمني، إن خروقات وانتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين في الحديدة تأتي ضمن جرائم الحرب التي يجب ضمها في ملف جنائي متكامل يحوي أسماء المشاركين في تلك الأعمال الإجرامية والمشرفين عليها، مشيرًا إلى أن بنود الهدنة التي تضمنها اتفاق السويد كانت تنص على إيقاف تبادل إطلاق النار في كامل محافظة الحديدة وهو ما لم تلتزم به المليشيا حتى الآن.

ربما يعجبك أيضا