الرداء الأبيض سلاح كنداكات السودان في وجه البشير

مها عطاف

رؤية مها عطاف

دائمًا ما تترك المرأة بصمة طيبة ومميزة في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فيقول الفيلسوف الفرنسي “كوندورسيه”: “لو كتب تاريخ النساء لكان تاريخ العالم، ليس ثمة ثورة في الإمبراطوريات، والأسر لم تكن النساء فيها سببًا أو غاية أو وسيلة”، لذلك ولأسباب أكثرها ما يتعلق بالنضال والبحث عن الحقوق، لم يأت اليوم العالمي للمرأة صدفة أو عبثًا، بل يعود إلى تاريخ يحمل الكثير من الكفاح والصمود، وتزامنًا مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة، نسلط الضوء على المرأة السودانية، والتي تصدرت مشهد الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر الماضي، منذ اليوم الأول، في وجه الرئيس عمر البشير.

“موكب المرأة السودانية”

“إن نون النسوة هي نون النضال على امتداد تاريخ هذه الأرض”.. كان مذاق الاحتفال بالمرأة في السودان هذا العام مختلفًا، فمنذ حلول مارس الجاري، أطلق النشطاء العديد من الحملات، ليكون هذا الشهر خاصًا بـ”كنداكات السودان”، وبين “موكب المرأة السودانية” و”دعمًا للنساء”، خرجت تظاهرات عديدة في السودان عشية يوم المرأة بقيادة نساء، تقديرًا للدور الفاعل للمرأة السودانية واعترافاً بالأثمان التي تكبدتها.

“التحية والإجلال للثائرات رهينات المحبسين، المجد لهن وهن يقلقن مضاجع النظام خارج وداخل معتقلاته، والمجد لهن وهن يثرن ضد الظلم الاجتماعي الذي يعتقلهن في قيم بالية..” كانت تلك الكلمات من بيان لتجمع المهنيين وهو يمهد للمواكب لمناصرة المرأة السودانية، وأطلق “تجمع المهنيين السودانيين” على التظاهرات اسم “موكب المرأة السودانية”، لافتًا إلى أنها تعد “إحياءً لنضالات المرأة السودانية”، وعرفانًا بدورها منذ بداية الاحتجاجات.

مبادرة “مارس الأبيض”

وعلى طريقتهن الخاصة، اختارت  مجموعة من الناشطات في الخرطوم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث أطلقن مبادرة بعنوان “مارس الأبيض”، دعين خلالها إلى ارتداء النساء بمختلف فئاتهن العمرية ثوبا أبيض طيلة شهر مارس، باعتباره الزي القومي للمرأة في السودان، وهي مبادرة رمزية تهدف إلى توحيد السودانيات في وجه النظام الذي هضم حقوق المرأة وحصرها في صورة محددة.

هذا التحرك يشهده الشارع السوداني منذ أكثر من شهرين، حيث كانت الطالبات بجامعة الأحفاد السودانية، أوائل من التقطن زمام المبادرة، ونفذن الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية داخل مباني الجامعة بمدينة أم درمان وهن يرتدين الثوب الأبيض، ونددن خلالها بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

بينما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتلك المبادرة، وفي مضمونها جددت الدعوة إلى إلغاء قانون الأحوال الشخصية الذي يهضم حقوق المرأة الزوجية ويحرم الأم المطلقة من أطفالها.

تاريخ نسائي مشرف

يزخر التاريخ السوداني بالعديد من الشخصيات الرائدة في الحركة النسوية بالسودان والمسرح السياسي، ومن هذه الشخصيات “خالدة زاهر” أول طبيبة سودانية من مؤسسات وقيادات الحركة النسائية السودانية، ويبرز أيضًا اسم “السريرة مكي عب الله الصوفي” شاعرة وفنانة تشكيلية وهي صاحبة تصميم علم الاستقلال، وفي القضاء كانت “إحسان فخري” أول امرأة سودانية تتولى منصب قاضٍ وأول قاضية في المنطقة العربية.

ربما يعجبك أيضا