كامل الوزير.. مارد مصباح السيسي السحري

رؤية – إبراهيم جابر:

“فانوس سحري”

كامل الوزير الذي اعتاد الظهور برفقة الرئيس المصري خلال افتتاح المشاريع القومية المهمة، لعل أبرزها “مشروع حفر قناة السويس الجديدة، تطوير هضبة الجلالة بالعين السخنة، حفر القناة الجانبية بميناء شرق بورسعيد، محور روض الفرج، ومسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح” وغيرها من مشروعات وزارة الإسكان، بدا وكأنه مارد مصباح السيسي السحري لحل وإنهاء كافة المشاريع في وقت قصير جدا، ليكلفه السيسي بمهمة ثقيلة جديدة وهي تولي وزارة النقل.

نداءات الرئيس المصري لرئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية كانت لا تخلو من طلبات تبدو للكثير “مستحيلة” أو على الأقل صعبة المنال.. لكنها دوما ما كانت تتحقق على يد رجال الهيئة الهندسية بقيادة الوزير.. لتظهر في أبهى حلة لها.. ليتغنى بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمهتمين بالشأن العام في مصر.

تكليف الوزير، اليوم، بدا تأكيدا للمشهد السابق، فالرئيس المصري قال -في تصريحاته خلال الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة المصرية بمناسبة “يوم الشهيد”- “لقد أثيرت شائعات حول تولي مهندس جديد لمرفق النقل، ثم فوجئنا بأن هذا الشخص متوفي، وعقب ذلك تحدثت عن إمكانية تولي اللواء كامل الوزير منصب وزير النقل، وأثيرت شائعات أخرى جديدة تفيد بأننا نطلب بإصرار من كامل الوزير شغل هذا المنصب لمدة 5 أيام”.

وتساءل الرئيس السيسي، موجها حديثه للواء كامل الوزير، هل نحن في منظومة الجيش نُلح على أي شخص؟ لافتا إلى أن اللواء كامل الوزير أجاب على المطلب، قائلا: “أنا تحت قدم مصر في أي وقت”، مشددا على أنه يعطي قطاع النقل أحد أفضل الضباط بالقوات المسلحة.

“دعم الوزير”

وزير النقل الجديد، ابن محافظة الدقهلية، والذي تخرج من الكلية الفنية العسكرية الدفعة 17 في 1 يوليو 1980 “تخصص إنشاءات”، وحصل على عدد من الشهادات كان أبرزها ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، تلقى دعما غير محدود من الرئيس المصري.

وذكر السيسي -في كلمته- “إذا وافق البرلمان على هذا الترشح فسيكون عليك أن تقدم للمصريين مرفقا كالجديد للسكة الحديد بحلول 30 يونيو 2020″، مؤكدا أنه سيتم تقديم الدعم الكامل للوزير ولوزارة النقل من جانب كافة أجهزة الدولة المعنية حتى ينجح هذا المرفق الحيوي بما في ذلك الاستعانة بخبرات من ضباط القوات المسلحة ذات الطابع الفني اللازم لتطوير السكة الحديد.

ولفت الرئيس المصري إلى أن مرفق النقل يواجه تحديات ضخمة، ويحتاج إلى دعم كل المصريين والجيش والشرطة وأجهزة الدولة، منوها بأنه ليس لديه مانع في دعم هذا المرفق بضباط من إدارة المركبات والمدرعات والمهندسين لصالح الورش، وأن وزير الدفاع المصري الفريق محمد زكي لن يبخل على هذا المرفق الحيوي ولا على مصر.

“ترقية جديدة”

الرئيس المصري أعلن اليوم عن ترقية اللواء كامل الوزير إلى رتبة الفريق، وقلده الرتبة العسكرية، بنفسه تقديرا للدور الذي لعبه منذ تعيينه رئيسا للهيئة الهندسية في ديسمبر عام 2015.

وكان الوزير تدرج في العمل داخل الهيئة الهندسية والتحق بوظائف مختلفة في سلاح المهندسين بالقوات المسلحة، وصل إلى مدير سلاح المهندسين واستمر في العمل به 3 سنوات، وفي يوليو 2014 تم تكليفه رئيسا لأركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي توج خلالها بالعديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة.

“رد الوزير”

الوزير لم يفوت الفرصة، خلال الندوة التثقفية، ليوجه الشكر للرئيس المصري على ثقته فيه، متعهدا بأن يواصل العمل الليل بالنهار مع رجال وزارة النقل لتحقيق الهدف المنشود حتى تكون وزارة النقل بهيئاتها المختلفة قاطرة للتنمية في مصر، مضيفا: “اتعهد بأن أسعى لتحقيق نهضة شاملة في الوزارة، وليس قطاع السكك الحديد فقط.. وسنواصل العمل ليل نهار لنثبت لكل المصريين أن مصر عندما يتوفر لديها قيادة سياسية واعية تريد تغيير بلدها، فإن كل المصريين سيقفون بجانبها وسيطورون بلدهم”.