ملتقى الشباب العربي الإفريقي.. طريق التطور ما زال طويلا

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – انطلقت فعاليات اليوم الثاني لملتقى الشباب العربي الإفريقي بثلاث جلسات، حملت مناقشات عدة عن جدوى “منتديات الشباب، وثورة البحث العلمي، طفرة وسائل التواصل وخطورتها، إضافة إلى التعاون العربي الإفريقي”، وأكد المشاركون أن استغلال الموارد والتأهيل والتدريب، والتعاون أصبح ضرورة ملحة لتغيير الأوضاع عربيا وإفريقيا، وأن الوصول إلى التطور ما زال طويلا.

“منتديات الشباب”

شهدت الجلسة الأولى في الملتقى بعنوان “منتدى شباب العالم.. آفاق جديدة”، إشادات كبيرة بتنظيم مؤتمرات للتواصل بين الشباب وقيادات الدولة المصرية، واستجابة أجهزة الدولة للتوصيات التي صدرت عن المنتديات، ما حقق نتائج جيدة وتوسع كبير.

وقالت آية عطية -المنسق العام لمنتدى شباب العالم- إن المنتدى أصبح يمتلك شبكة كبيرة من الأعضاء يبلغ عددهم حوالي 500 ألف عضو من 193 دولة حول العالم، موضحة أنهم سيطلقون مجموعة من المنصات لمنتدى شباب العالم، وأنه سيتم إعلان فتح باب التسجيل وتلقي طلبات الانضمام عبر الموقع الرسمي، وتعتمد هذه المنصات على اختيار الشركات الناشئة التي تخدم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.

وتابعت: “نتلقى طلبات شراكة من مؤسسات عالمية، وتم عقد شراكة مع البنك الدولي الذي تواصل مع المؤسسة من أجل التوصل لعدد كبير من الشباب، وتم عقد مسابقة دولية للأفكار التي يقدمها الشباب في إطار أهداف التنمية المستدامة، وسيتم اختيار أفضل المشروعات وتنفيذها على أرض الواقع”.

وأوضح استشاري إدارات الأعمال ونظم المعلومات في فيينا حسين فهمي أن مؤسسة منتدى شباب العالم هي المنصة التي استطعنا من خلالها الشراكة، حيث اختصرنا من خلال المنصة المحورية زمن تنفيذ المشروع من عام إلى 3 أشهر، مؤكدا أن أغلب الشركات التي عملت على تنفيذ تلك المنصة شركات مصرية، معلنا عن إطلاق موقع (ستوري مايت).

وأكد ممثل جامعة (سينجولاريتي) في مصر حيدر غالب، سعادته بانطلاق الشراكة الثانية التي تتمثل في فعاليات المسابقة الدولية للتأثير الإيجابي التابعة لجامعة “سينجولاريتي” على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في يوليو القادم بمصر، مؤكدا أن التقديم في المسابقة سيتم عن طريق التسجيل على موقع الجامعة على شبكة الإنترنت ومن خلالها سيتم اختيار أفضل الافكار التي تهدف إلى تطوير القارة والمنطقة بأكملها باستخدام التكنولوجيا.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إنه كان يواجه مشكلة تواصل مع الشباب المصري قبيل عام 2016، موضحًا أنه تلقى اقتراحا من أحد الشباب بعقد مؤتمر للشباب، ومنها انطلقت مؤتمرات الشباب، وأن فكرة مؤتمرات الشباب بدأت في التطور، وكان من المفترض الحفاظ على دورية انعقادها كل 3 أشهر.

وتابع: “لما نفذنا لقينا نتائج وقولنا نشوف تجربتنا هتوصلنا لفين، ولقينا التجربة وصلتنا لشكل أفضل، وأدت لنتائج رائعة وأصبحت منصة مباشرة للتواصل”.

“ثورة البحث العلمي”

الجلسة الثانية، شهدت حديثا متنوعا عن “ثورة البحث العلمي، والتي عقدت بعنوان “مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية”، وذكر السيسي أن البحث العلمي، صناعة توجد مفرداتها، وعناصرها بالكامل في مصر وإفريقيا، وأن مفردات صناعة البحث العلمي في الدول الإفريقية ليست بكفاءة مثيلتها في الدول المتقدمة، مبينا أن كفاءة البحث العلمي البشرية والعقول المتميزة في الدول الإفريقية أكثر من الدول المتقدمة.

وأوضح أنه يجب على الدول المتبنية للخبرات المصرية والأأفريقية في البحث العلمي، أن تشارك في الفوائد التي تحصلها من هذه الخبرات المهاجرة، مثل تخفيض سعر المنتجات الطبية الناتجة عن الأبحاث على سبيل المثال، لافتا إلى أن الأزمة الحالية لإحداث طفرة في البحث العلمي وكافة المجالات في مصر والقارة السمراء تتمثل في التموويل.

“وسائل الاتصال”

وخلال فعاليات المائدة المستديرة التي انعقدت بعنوان “وادي النيل ممر للتكامل الإفريقي والعربي”، تحدث السيسي عن الطفرة التى حدثت فى وسائل الاتصال بدول العالم، قائلا: “يبدو أننا لم نكن مستعدين لها في دولنا لاسيما فى تداعياتها ونتائجها، لأن مواقع التواصل أتاحت فرصة كبيرة للتواصل غير المنضبط”.

وأضاف السيسي، أن 60% من سكان إفريقيا والمنطقة العربية، دون الأربعين عاما، وهذا الرقم الضخم تحد كبير رغم كونه ميزة، ويجب التنبه لهذا الأمر مع الطفرة التي حدثت في وسائل الاتصال، لافتا إلى أن استهداف عناصر الدولة الوطنية من خلال وسائل الاتصال، يمثل تحديا كبيرا، ليس على المستوى الإفريقي فقط، ولكن على المستوى العربي.

وأردف: “قبل حديثنا عن التكامل العربي الإفريقي أو مشروعات عربية إفريقية، خلوا بالكم من استقرار بلاكم، لأن استقرارنا استثمارنا”، مستكملا: “مخاطر الصراعات السياسية في دولنا نتيجة أشياء كثيرة، نحن مطالبين أن ننخرط في تواصل وبرامج تستهدف شبابنا وعقولهم، ولا نترك عقولهم للآخرين يأخذوهم في اتجاهات أخرى، وإذا كنا نتحدث عن التكامل والتعاون القريب بين المنطقة العربية، فلابد أن نتجاوز كل التحديات التي تعوق هذا التعاون”.

“التعاون والتنمية”

وأوضح الرئيس المصري، أن مصر على أتم استعداد للتعاون مع كل الدول الإفريقية، لإقامة مشروعات مشتركة تعم بالخير على الطرفين، ويجب التحرك عربيا وإفريقيا معا في نفس المسار لإنجاح هذا الأمر، كما يمكن للأشقاء في الخليج تمويل تلك المشروعات، مردفا: “معا نستطيع أن نتحرك في مسار للتعاون، يعطي الثقة بالنجاح في البداية، لنشجع على مشروعات أخرى”.

ودعا السيسي، إلى تحسين البنية التحتية فى القارة الإفريقية من أجل ربط وتكامل دولها، مضيفًا:” إذا كنتم عاوزين يا عرب ويا أفارقة عاوزين تغيروا وجه قارتكم يجب توافر البنية الأساسية من طرق وسكة حديد للربط بين الأقاليم الخمسة، وخلال عشر سنوات سيتغير وجه القارة عبر التفاعل الذاتي نتيجة الفرصة التى توفرت في البنية الأساسية”.

وكشف الرئيس السيسي، عن إعداد وطرح ورقة بالقمة العربية الإفريقية المقبلة في العاصمة السعودية الرياض، تتعلق بالسوق العربية الإفريقية المشتركة، وإنشاء صناديق تمويل عربية إفريقية مشتركة بالتعاون مع مؤسسات التمويل الأخرى بهدف توفير مشروعات البنية الأساسية بدول القارة”.

ربما يعجبك أيضا