“بدنا نعيش”.. حراك مفاجئ يُربك حسابات حماس

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

اجتماعات مكثفة عقدتها القوى السياسية والفصائل الوطنية في غزة لبحث تداعيات القمع والاعتقالات التي تعرض لها نشطاء الحراك الشعبي في القطاع على يد الأجهزة الأمنية.

حراك “بدنا نعيش”

وكان حراك “بدنا نعيش” قد انطلق في أنحاء مختلفة من قطاع غزّة: معسكر جباليا، ودير البلح، وخانيونس، ونصيرات، والبريج، بعد دعوة أطلقها مجموعة من الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسمَيْ #الترنس_يجمعنا، للخروج يوم 14 آذار (مارس) 2019، و#بدنا_نعيش، في تظاهرات سلميّة، تنديدًا بالظروف السيّئة الّتي يعيشها القطاع؛ ومنها غلاء المعيشة، وارتفاع أسعار الكثير من السلع الأساسية.

عقب الاجتماعات أعربت الفصائل عن موقفها ومطالبها للرأي العام، حيث أكد جمال مزهر -عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- الرفض المطلق لكل أشكال القمع والتعدي على الحريات والحقوق، سواء بالملاحقة أو الاعتقال أو الشيطنة، داعيا الجميع إلى الالتزام باستمرار سلمية التظاهر وحماية الحقوق والممتلكات العامة.

ويطالب حراك “بدنا نعيش” حكومة غزة بوقف الضرائب عن جميع السلع والخدمات التي ترهق المواطن الفلسطيني في قطاع غزة وتثقل عليه وتشق عليه حياته اليومية.

فيما دعا القيادي في حركة فتح عماد الأغا، إلى ضرورة وجود رؤية سياسية لإنهاء الانقسام، وإعادة ملف المصالحة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

قمع أمني

وقامت قوة أمنية تابعة لحركة حماس بفض حراك بدنا نعيش بالقوة خلال هذه الأيام، وأطلقت الرصاص بشكل مكثف، واعتقلت عددا كبيرا من الشبان.

وبحسب الفصائل الفلسطينية، فالحل المتعلق لمنع تعميق الانقسام والاحتراب الداخلي، هو فتح حوار وطني جاد للخروج من الأزمة، ومطالبة الأجهزة الأمنية بوقف العنف والإفراج عن معتقلي الحراك، والاستجابة -قدر الإمكان- لمطالبهم الحياتية بوقف الضرائب وتحسين مستوى المعيشة.

مواجهة أوسع مع حماس

ويرى مراقبون، أن الحراك متجه إلى مواجهة أوسع مع حماس، على ضوء غياب الحلول لتحسين الأوضاع المعيشية للسكان.

وطالب صالح ناصر -القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- بتراجع الأجهزة الأمنية عن أسلوبها في التعاطي مع الحراك الجماهيري، وفتح حوار جاد داخلي لمعرفة ما يدور داخل البلاد، دون تجيير سياسي لهذا الحراك ودون عنف.

استياء فلسطيني

وأثار قمع الأجهزة الأمنية للشبان الغاضبين، استياء المؤسسات الحقوقية، بينما أدانت مختلف الفصال الفلسطينية عملية القمع، وبررت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس قمعها بعدم حصول المظاهرات على التراخيص اللازمة.

الحراك الفصائلي لتعزيز السلم الأهلي يتزامن مع استمرار الدعوات لنشطاء الحراك بمواصلة التظاهر في غزة، ما يجعل الترقب سيد الموقف في الميدان.

ودعا الحراك الشبابي السلمي “بدنا نعيش” إلى الإستمرار في النزول إلى الشوارع والمشاركة في المسيرات السلمية، لتحقيق المطالب المشروعة بالعيش الكريم والحرية، فيما أبقت أجهزة الأمن في غزة على قبضتها الحديدية في التعامل مع التجمعات الشبابية.

حراك مفاجئ

من جانبه، قال السفير حازم أبوشنب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، إن الحراك الشبابي السلمي الذي بدأ في قطاع غزة فاجأ الجميع.

وصعّد الحراك وقمع أمن حماس للمتظاهرين، جو المناكفة بين “فتح” و”حماس” بالترافق مع دخول السلطة في رام الله على خط الدفاع عن الحراك، وإعلانها عن اتصالات تُجريها مع العديد من الأطراف للضغط على “حماس” بغية وقف القمع، حسبما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.

الشارع الفلسطيني في غزة بأي أحداث عنف داخلية قد تعمق من مشهد الانقسام، والأزمة الإنسانية، فوحدها لغة الحوار العقلاني بين كل الأطراف هى الكفيلة بإيجاد حل لمطالب الناس بالعيش الكريم.

وأضاف حازم أبوشنب -في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، اليوم الأحد- أنه بعد مرور ثلاثة أيام، تركوا أثرا وانطباعات عن السياسيين والمثقفين والمستوى الشعبي.

وفيما يتعلق بعلاقة حركة فتح بحراك “بدنا نعيش”، في قطاع غزة، أوضح أبوشنب، قائلا: تفاجأنا في فتح بهذا الحراك، وبهذه العفوية من قطاعات الشعب الواسعة، والتي انضم إليها أصحاب كل الأعمار وكبار السن بشكل عفوي.

فيما حاولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تدق أسفينا بين الفلسطينيين، وتظهر الحراك وكأنه “فتحاوي” ضد حكم “حماس” في غزة، وذلك عبر عنوان رئيسي على الموقع الإلكتروني للإذاعة الإسرائيلية الرسمية “مكان”، وهو “غزة: حماس تعتقل عشرات المتظاهرين من حركة فتح”، فيما تراقب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مآلات هذه التظاهرات في غزة، لكنها تعتبر أن “حماس” لا تزال تتعامل معها بقبضة حديدية.

ربما يعجبك أيضا