إرهاب الحرس الثوري الإيراني بلا حدود

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

الحرس الثوري الإيراني هو أداة نظام الملالي الإرهابي، للهيمنة على بلدان المشرق العربي، وكلما مر الوقت كلما توحش ذلك النظام الإرهابي في نشر الفوضى والتخريب والتطرف ونشر المليشيات الشيعية الأجنبية متعددة الجنسيات لتقتل شعوب المنطقة وتدمر حواضر العرب السنة التاريخية.

وقد أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أن “الحرس الثوري قام بتجنيد 200 ألف عنصر في العراق وسوريا”، وقد سبقت تلك التصريحات الخطيرة، تصريحات أخرى لغضنفر آبادي -رئيس محكمة الثورة في طهران- قال فيها إنه “إذا لم ينصر الشعب الإيراني الثورة، فسيأتي الحشد الشعبي العراقي، والحوثي اليمني، والفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة الإيرانية”!

وقبل أشهر قال علي يونسي -مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني- “إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وجغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة، وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معًا أو نتحد”، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق.

وقد رأى العالم أجمع كيف ضغط الحرس الثوري الإيراني وقادته على حكومة بغداد حتى تم دمج مليشيات الحشد الشعبي الشيعية (الباسيج العراقي) في الجيش العراقي، بل أمر قادة حرس الثوري الإيراني بشار الأسد بمنح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من عناصر المليشيات الشيعية الأجنبية التي تقاتل في سوريا بإشراف الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يعني أن التغول الإيراني في العراق وسوريا تم شرعنته، ليس ذلك فقط، وإنما باتت تلك المليشيات التابعة لإيران تهيمن على كامل المشهد السياسي في العراق وسوريا.

العراق و دعم الأسد

وفي مقابلة أجراها جعفري مع مجلة “سروش” ونشرتها وكالات إيرانية، أشار جعفري إلى أن بلاده قامت بتجنيد 100 ألف عنصر في العراق، ونفس العدد في سوريا، مؤكداً أن هذا الإجراء هو من ضمن سياسات إيران في دول المنطقة.

وحول مهمة هذه العناصر في سوريا، قال قائد الحرس الثوري الإيراني: “مهمتها محاربة النصرة والمعارضة السورية”.

وتقوم إيران بدعم وتمويل عدد كبير من الميليشيات في كل من سوريا والعراق.

ففي العراق تقوم طهران بتسليح ميليشيات ودعمها مالياً، حيث تقوم هذه الميليشيات بالضغط على القرار السياسي في بغداد.

وفي سوريا تدعم إيران نظام بشار الأسد، حيث قامت بإرسال ميليشيات من دول مختلفة ومنها أفغانستان وباكستان تحت عناوين “لواء زينبيون” و”كتائب فاطميون”.

وأضاف محمد علي جعفري، أن بعض القوات الإيرانية ذهبت إلى العراق كي تنقل التجارب الإيرانية إلى هناك، وليقوم الحرس الثوري بتدريب المجندين العراقيين.

كما أكد قائد الحرس الثوري التدخلات العسكرية الإيرانية في دول المنطقة وقال: “محور المقاومة يطالب إيران بالدعم العسكري”.

فيما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن رجل أعمال عراقي قوله: إن “الإيرانيين  وعبر زيارة روحاني التي استمرت عدة أيام يسعون جادين للسيطرة على السوق العراقية، لأن ليس لديهم خيار آخر، فهم يعانون من العقوبات الأميركية، وهم بحاجة ماسة للعراق، حتى إنهم أصبحوا أكثر مرونة في التعامل معنا”.

وعلى جانب آخر، كشف محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي، والذي يرافق الوفد الرئاسي في الزيارة للعراق، بأن طهران استلمت الدفعة الأولى من ديونها قبل تجهيز العراق بالطاقة والبالغة نحو 200 مليون دولار.

واعتبر قائد الحرس الثوري “قوة” الميليشيات في المنطقة “من نجاحات النظام الإيراني”.

ما هو الحرس الثوري؟

الحرس الثوري الإيراني واحد من أهم الأجهزة الأمنية في إيران، تأسس عام 1979 بقرار من المرشد الخميني بهدف حماية النظام الجديد، ومدرج على قوائم الجماعات الإرهابية في أمريكا منذ عام 2007.

التنظيم الذي يسيطر على النظام الصاروخي الإيراني المثير للجدل، يقدر عدد أفراده بنحو 125 ألف، ويمتلك قوات برية وبحرية وجوية وله سلطة الإشراف على الأسلحة الاستراتيجية في البلاد، كما يشرف على ميليشيات الباسيج التي تتكون من 90 ألف متطوع.

الحرس الثوري أداة النظام لقمع أي تحرك للمعارضة داخل البلاد وفي الوقت ذاته يعتبر يد إيران الطولى للتدخل في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي لا تخفيه إيران.

هجوم على الحرس

فيما هاجم مسؤول إيراني كبير من “مجلس تشخيص مصلحة النظام” الإيراني الحرس الثوري وسياساته الداخلية، مُحمِّلاً إياه مسؤولية الفشل والفساد الاقتصادي الكبير داخل البلاد.

وقال عضو المجلس “محمد باقر قاليباف” -في كلمة ألقاها أمام تجمُّع للشباب بمحافظة أصفهان- إن الحرس الثوري يتحمَّل مسؤولية الفساد المنتشر في البلاد، وأضاف: إن “طبيعة اقتصاد الدولة القائم هي التي تسبِّب الفساد، فلو كان الاقتصاد بأيدي الشعب فلن نشهد الفساد بهذا الحجم الكبير”.

وفنّد “قاليباف” ادّعاءات النظام اﻹيراني بمسؤولية الولايات المتحدة عن تَرَدِّي الوضع الداخلي قائلاً: إن “العقوبات الأمريكية ليست هي السبب الوحيد وراء كل هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها إيران”.

وأوضح أن العقوبات الأمريكية أثرت سلباً على الوضع الاقتصادي في البلاد، ولكن بنسبة 30% فقط “أما الـ70% الباقية فسببها سوء الإدارة والفساد في البلاد”.

يُشار إلى أن الشعب الإيراني يعاني ارتفاعاً غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة بينما تنفق طهران الأموال على دَعْم ميليشياتها خارج الحدود.
 

ربما يعجبك أيضا