ما الذي يجمع بين أردوغان وقاتل المسلمين في نيوزيلندا؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخروج من كبوته بتصدير الأزمات خارجيًا وداخليًا، ساعيًا لاستغلال أي أزمة للتغطية على فشله في إدارة أزمات بلاده.

تعرض أرودغان -خلال جولاته الانتخابية- لحادث نيوزيلندا وعرض فيديو عملية قتل المسلمين، وقال: “إخوتي. أريد أن آخذكم الآن إلى نيوزيلندا، فهناك فائدة من مشاهدة هذه الحادثة على الشاشة”، وأشار أردوغان إلى أن “الصليبيين لا يستطيعون منع تركيا من الارتقاء”.

وقال أردوغان: “الهجوم الذي وقع بمسجدين في نيوزيلندا صدم تركيا أكثر من أي دولة مسلمة أخرى، فعلى الأقل قُتل 3 أتراك فيه”.

وأشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، في تقريرها، إلى أن أخبار الحادثة التي شهدتها نيوزيلندا، سيطرت على وسائل الإعلام في الدول المسلمة بالتحديد، ولكن كانت التغطية مختلفة بالنسبة لوسائل الإعلام التركية الحكومية.

وذكرت إحدى وسائل الإعلام الموالية للحكومة، أن “الفاشية في الدول الغربية تنشر موجة تلو الأخرى، والجميع مدرك لمدى إرهابية تارانت”.

ويرى المراقبون السياسيون، أن أردوغان يميل إلى استقطاب قاعدته الجماههيرية التقليدية عن طريق الاستمالة الدينية والخطابات الشعبوية، وهي القاعدة التي أضرت بها الأوضاع الاقتصادية السيئة، وذلك عن طريق التذرع بصورة الرجل الغربي القاتل الذي يطلق النار على المسلمين المسالمين الذين يؤدون صلاتهم.

ويقول إيمري أردوغان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إسطنبول بيلجي، “الفكرة هي توحيد ناخبيه باستخدام كبش فداء خارجي”، مضيفًا أن الرئيس التركي يستخدم مصطلحات مثل “الصليبيون يهاجموننا”. مشيرًا إلى أن رسالة أردوغان من هذا، هي أنه على الرغم من كون تركيا شريكًا تجاريًا مهمًا وعضوًا في الناتو، إلا أنهم ما زالوا يهاجموننا، وهو يلعب على كونه الضحية هنا.

وتقول صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن أردوغان يواجه معركة شاقة في الانتخابات المحلية في نهاية الشهر بسبب الصعوبات الاقتصادية العميقة التي تعاني منها تركيا، والتي تشمل ارتفاع التضخم،

وأضافت: “من المفارقات أن نائب رئيس تركيا، فات أوكتاي قد دعا -في وقت سابق- جميع الأطراف إلى التوقف عن استخدام لغة تحريضية في أعقاب هجمات كرايست شيرش”.

منفذ الهجوم، الإرهابي برينتون تارانت، صاحب الـ28 عامًا، وصف أردوغان في بيان مكون من 74 صفحة بأنه “زعيم أكبر الشعوب المعادية لأوروبا، وقائد أكبر جماعة إسلامية في أوروبا”، وهدد بقتله، ووصف الأتراك بأنهم “جنود عرقيون يحتلون أوروبا حاليًا”.

وهدد تارانت في بيانه أيضًا، الذي أرسله إلى رئيسة الوزراء النيوزيلندية وعدة جهات إعلامية قبل الهجوم بـ10 دقائق تقريبًا، تركيا بالغزو، وكتب: “نحن قادمون للقسطنطينية، وسندمر كل مسجد ومئذنة في المدينة”.

وتوعد أردوغان كل شخص يفكر في تنفيذ مثل هذه الهجمات في تركيا، وقال أردوغان: إن أي شخص يحاول القيام بمثل هذا الهجوم في تركيا سيرسله في صناديق إلى بلاده.

بينما وبخ وزير الخارجية النيوزيلندي، وينستون بيترز، أردوغان لاستخدامه لقطات من إطلاق النار، قائلاً: إن ذلك قد يعرض النيوزيلنديين في الخارج للخطر. كما عرض أردوغان مقتطفات من “بيان” نشره المهاجم المشتبه به على الإنترنت وتم إنزاله لاحقًا.

وأعلن أردوغان، الذي يواجه معركة شاقة في الانتخابات المحلية في نهاية الشهر بسبب الصعوبات الاقتصادية العميقة التي تعاني منها تركيا، والتي تشمل ارتفاع التضخم، أن جزءًا من بيان المشتبه به في كرايست تشيرش هو إبعاد الأتراك عن أوروبا، وقال: إن الهجوم كان جزءا من حملة عالمية من الإسلاموفوبيا.

ربما يعجبك أيضا