في عيد الأم.. جميعهن مثاليات

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

تحتفل مصر والدول العربية، اليوم الخميس، بيوم الأم أو عيد الأم تقديرًا للأمهات ولدورهن العظيم في حياتنا.

وعادة ما يتم الاحتفال به في الحادي والعشرين من شهر مارس في كل عام، كما أنه بداية فصل الربيع أيضًا، ما يدل ذلك على أن الأم هي ربيع حياة أبنائها وأجمل ما فيها وهي الدفء والحنان اللازمين لأبنائها.

بدورها، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بيوم الأم مباح شرعًا وأحد مظاهر البر والإحسان ورد الجميل، وليس بدعة، لعموم الأدلة بتكريم الوالدين واقتران شكرهما بشكر الله عز وجل في قوله: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14]، وخص الأم بمزيد من الأهمية وبيَّن أنها أولى الناس بالصحبة.

من جانبها، أعلنت وزارة التضامن عن أسماء 32 أم مثالية على مستوى الجمهورية، نستعرض أبرز قصص كفاحهن فيما يلي.

الأم المثالية بالسويس: “عملت في تربية الطيور من أجل أولادي”

قالت نعيمة محمود على محمد، الفائزة بالأم المثالية على مستوى محافظة السويس، فوزها بالأم المثالية على مستوى المحافظة، أكبر وسام لها وتتويج لجهدها الكبير الذي بذلته من أجل تربية ولادها الثلاثة.

وأضافت الأم المثالية على مستوى محافظة السويس: “توفى زوجي من 30 عامًا وكان وقتها عمره 27 عامًا، وكان عامل يومية، وبعدها قررت أن أبحث عن مصدر رزق لتربية أولادي وقمت بتصنيع صابون سائل، من أجل توفير لقمة العيش، كام قمت بعمل بتربية الطيور من أجل توفير مصاريف الحياة”.

 ولفتت الحاجة نعيمة، إلى أن عمرها 54 عامًا، ولديها ثلاثة ولاد هم “ياسر” 36 عامًا موظف، و “منال” 33 عامًا حاصلة على بكالوريوس تجارة، وتوفى زوجها، ولديها 3 أولاد وتعيش معها في منزلها، كما لديها “محمد” 32 عامًا حاصل على بكالوريوس تجارة، ولا يعمل، كما لها 8 أحفاد، وتحلم أن يكرمها ربها بأداء فريضة الحج.

طبيبة ومهندسة بمعاش 67 جنيهًا.. رحلة كفاح “الأم المثالية” عن محافظة الجيزة

حين رن هاتف المنزل، لم تتخيل نادية محمد أن يكون الأمر كهذا، أخبرها موظف وزارة التضامن الاجتماعي بأنها اُختيرت، أما مثالية عن محافظة الجيزة، لم تتمالك صاحبة الـ63 عامًا نفسها، فرت الدموع من عينيها، كأن العين انتظرت تلك اللحظة، وتلك الفرصة التي تُفرغ بها بعضا من تعبها، على مدار عقود، ذاقت فيها الأم قسوة القدر والعيش.

قبل 14 عامًا، تُوفي زوج نادية، بعد صراع مع المرض دام 6 سنوات، كانت الطامة كبرى، لكن لم يكن أمام الأم إلا التماسك، طوعت راتبها من الشركة الحكومية للصرف على بنتيها، ووضعت تعليمهما على قمة أولويتها، ليكون لها ما أرادت، وفقا لموقع “مصراوي”.

لكن الأمور عادة لا تكون بسهولة الأمنيات، تعرضت الشركة الحكومية للخصخصة، في العام 1997، تقاعدت نادية إجباريا، حصلت على مكافأة صغيرة، ومعاش شهري قُدر بـ67 جنيها، كان هذا لا يكفي، لذا اضطرت الأم إلى التنقل بين الأعمال، فيما لم تتخل عن حلمها لأولادها.

سعدية ثابت.. “الأم المثالية” الأولى على مستوى الجمهورية

قصة كفاح كبيرة قدمتها لأبنائها السيدة سعدية ثابت فليته، الأم المثالية على الجمهورية، خلال مسيرة عطائها والتي تبلغ من العمر 63 عامًا.

 وتحكي سعدية ثابت فليته الأم المثالية على الجمهورية من محافظة المنيا، قصة كفاحها، قائلة:” عندي 3 أولاد أشرف وهو خريج تجارة خارجية، الكبير، وأيمن مهندس، ورامي خدمة اجتماعية”، وزوجي متوفي منذ 33 عامًا وكان يعمل مهندسًا زراعيًا وحرصت طوال تلك الفترة على تربية الأبناء”.

ولفتت الأم المثالية على الجمهورية إلى أنها عانت من الظروف الصعبة إثر وفاة زوجها حتى نجحت في تربية أبنائها.

الأم المثالية بالقاهرة.. ربيت بنتين كفيفتين

“تفاجأت بالتكريم ومكنتش أعرف إن بناتي كانوا بيعدوا له مع خالهم الأكبر”، هكذا تحدثت عزة النجار، الأم المثالية بمحافظة القاهرة، مؤكدة أنها لم تسع يومًا لهذا التكريم، لأن مهامها في التربية تراها واجبًا ثوابه فقط عند الله.

وقالت “النجار” – وهي تعمل مدير إدارة مراجعة الأجور والتأمينات بشركة مطاحن جنوب القاهرة – إنها ربت ابنتين كفيفتين، حصلت الكبرى على درجة الماجستير في كلية الألسن، والصغرى حصلت على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، لافتة إلى أنهما أملها في هذه الحياة، أحسنت تربيتهما، وتتمني أن تراهما عروستين في المستقبل.

وأضافت، أن أخاها الأكبر هو صاحب فكرة تقديم أوراقها لمسابقة الأم المثالية، كعرفان منه بالجميل لي، حيث كنت أمًا وأختًا ترعى أخواتها بعد وفاة و الديها.

الأم المثالية بالإسكندرية.. 30 عامًا من الكفاح

30 عامًا من الكفاح عاشتها حنان عبد السلام محمد، 56 عامًا، المتخرجة في كلية الآداب بقسم الاجتماع، والحاصلة على دبلومة عامة في العلوم الاجتماعية، وتعمل كبير أخصايين في منطقة العامرية الطبية، عاشتها أعوامها الثلاثين الماضي، راهبة في محراب تربية أبنائها الثلاثة، للوصول بهم إلى بر أمان، أكبرهم أحمد علاء الدين محمد (30 عاما)، دبلوم صنايع مهني – من ذوي الهمم- يعمل في مستشفى الرمد، ولديه إعاقة ذهنية وحركية، والثاني محمد، متخرج في كلية التربية الرياضية، ويبلغ من العمر (25 عاما)، ويعمل في مدرسة خاصة، والثالث نور، طالب في كلية السباحة والفنادق، ويبلغ من العمر 22 ربيعا.

تبدأ رحلة كفاح الأم المثالية في الإسكندرية، بعد ولادة ابنها الأول – بحسب روايتها لـ”بوابة الأهرام” – حيث أثبتت الإشاعات وجود جلطة في المخ أدت لشلل دماغي، تسبب في قصور ذهني، وأثر ذلك على حركة وكلام الطفل، وتقول الأم: “لم أيأس وقمت بعرضه على العديد من الأطباء في تخصصات مختلفة، ولكن قدّر الله أن يكمل حياته بإعاقة ذهنية وإعاقة في الحركة”.

رغم المشاق المالية التي تحملتها الأسرة في رعاية الأبناء، إلا أنها كانت تحثهم دائما على الاشتراك في الأنشطة الرياضية والترفيهية والرحلات، مؤكدة عملها جاهدة على إدماج ابنها الأكبر في المجتمع، حتى استطاعت إلحاقه بالعمل في أحد المستشفيات، ضمن نسبة الـ5 % المخصصة لذوي الهمم.

ربما يعجبك أيضا