هل دفع مسلمو هولندا “فاتورة الإرهاب” بنجاح حزب يميني متطرف جديد؟‎

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

هل حقًا دفعت الجالية الإسلامية بهولندا فاتورة حادث أوتريخت الإرهابي، وذلك بعد صعود حزب يميني متطرف جديد “حزب “منتدى من أجل الديمقراطية” الهولندي الشعبوي بقيادة تييري بوديه لاحتلال المركز الثاني في مجلس الشيوخ بعد التقدم الذي حققه في انتخابات المقاطعات الذي أقيم، أمس الأربعاء، وهذا يعني أن حزب رئيس الوزراء الحالي مارك روته يخسر الغالبية في المجلس. وبوديه معروف بسياسته المناهضة للاتحاد الأوروبي للهجرة “بوديه يتهم روته باتباع سياسة هجرة “ساذجة”.

والجدير بالذكر أنه قد حقق الشعبويون المناهضون للاتحاد الأوروبي تقدمًا في انتخابات المقاطعات التي أجريت الأربعاء، ما يمهد لخسارة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته غالبيته في مجلس الشيوخ.

وحل حزب “منتدى من أجل الديمقراطية” الشعبوي بقيادة تييري بوديه المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي ثانيًا في مجلس الشيوخ بعد حزب روته، بحسب استطلاعات أجرتها شبكة إن.أو إس أمام مراكز الاقتراع.

الأوضاع في هولندا أبشع بعد حادث أوتريخت

لا شك تعيش الجالية الإسلامية في أوروبا كلها بعد حادث نيوزيلاند كابوس مرعب، والأبشع منه تعيشه  حاليًا الجالية بهولندا بعد حادث أوتريخت والذي جاء قبل الانتخابات بأيام قليلة وكأنه استهدف هذا التوقيت يزيد من جرعة الإسلاموفوبيا، ولا شك أثر سلبًا على نتائجها.

وعلى الرغم من أنه واجه بوديه انتقادات بعد امتناعه عن وقف حملته الانتخابية بعد حادثة إطلاق النار على ترامواي في أوتريخت والتي قتل فيها ثلاثة أشخاص إلا أنه فاز بأغلبية الأصوات.

ذلك وقد انتقد بوديه حكومة روته واتهمها بتبني سياسات هجرة “ساذجة”. وقال أمام حشد هتف باسمه، مساء الأربعاء “إن حكومات متعاقبة لروته شرعت أبواب حدودنا وأدخلت مئات آلاف الأشخاص بثقافات مختلفة تماما عن ثقافتنا. وكان بوديه قد دعا في السابق إلى خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، لكن عاد عن الفكرة وسط تصاعد الفوضى المحيطة ببريكسيت.

خوف هولندي

وفي سياق آخر أثار حادث أوتريخت الكثير من الجدل والخوف لدى الشعب الهولندي، حتى قبل الإعلان عن أنه إرهابي رسميا، كان هناك توقعات لأكثر من 70 % من الشعب الهولندي، يؤكدون أنه إرهابي وأكدوا أنها بداية الإرهاب في هولندا، وخاصة بعد تأكيد الجهات الأمنية، بأن التحقيقات أثبتت علاقة أخو القاتل بإحدى المنظمات التركية المتطرفة، والجدير بالذكر أنه قد وقع يوم الإثنين الماضي بالمدينة الهولندية بأوتريخت حادث إرهابي وراح ضحيته 3 قتلى و7 مصابين بين ثلاثة في حالة حرجة. 

وشهد العديد من السيناريوهات والتوقعات، السيناريو الأول كان عبارة عن معلومات بأن هناك طلق ناري على مساجد في أوتريخت، وبناء على ذلك كانت الاحتمالية الأولى تطرح نفسها، بأنه عمل إرهابي من قبل اليميني المتطرف، خاصة وعلى أثر ذلك تم إطلاق تحذيرات بغلق المساجد، والمدارس الإسلامية، وجامعة أوتريخت، ثم طلب من المحلات التجارية الإسلامية، بأن تغلق مبكرا، وتم إيقاف المواصلات، كما أعلنت حالة الطوارئ وتم تأمين مؤسسات الدولة ونزول قوات مكافحة الإرهاب، ورفعت الحالة الأمنية لأقصي درجة، بعدها بدقائق تم الإبلاغ عن حقيبة  مشبوهة، أمام مؤسسة أمنية هامة وأكتشف فيما بعد أنها فارغة.

التفتيش عن الجاني، الرئيسي في الواقعة، والمعلومات التى تم جمعها حول الشاب التركي المتورط في الحادث كانت متضاربة إلى حد كبير. ووسط الإجراءات الأمنية المشددة والتي وصلت للقطارات ومطار أمستردام الدولي، وحالة من الرعب تصيب المجتمع الهولندي وسط تعتيم إعلامي عن نوعية وجنسية الضحايا وتصنيف الحادث، ولكن كان هناك فرضية أخرى أن الشاب التركي وعمره 37 عامًا له سجل إجرامي حافل بتشكيلة من الجرائم المتنوعة ومنها المخدرات والاغتصاب ومحاولة قتل وغيره، واستمر الجدل حتى بعد القبض على الجاني ومعه أكثر من شخص وتم التحقيق معهم.

أردوغان يصدم هولندا بتدخله

ووسط كل هذا صدمت الجهات الأمنية الهولندية، بتدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحديثه لوكالات الأنباء التركية وعنها نقلت رويترز، حيث وصف أردوغان الحادث بأنه ليس إرهابيًّا بل مجرد خلاف عائلي، وأن الشاب التركي الذي ولد بتركيا، كان يستهدف فتاة بعينها على صلة قرابة به وعندما حاول البعض حمايتها استهدف الجميع بشكل غير مدبر، ولا شك كان تدخلًا غير مقبول نهائيا، لأن الجاني يحمل الجنسية الهولندية، كما أنه أثار الرعب في المنطقة كاملة، وبخلاف ذلك فإن سوء العلاقات الهولندية التركية منذ فترة تجعلها ترفض تدخلات تركيا مطلقا في شأنها الداخلي.

إرهاب

وجهت النيابة العامة الهولندية الخميس تهمة القتل بدافع “الإرهاب” إلى المشتبه بتنفيذه الهجوم على ترامواي بمدينة أوتريخت الإثنين الماضي، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وقال الادعاء العام في بيان إن “المشتبه به البالغ من العمر 37 عاما سيمثل أمام قاض الجمعة بتهم جرائم قتل متعددة بدوافع إرهابية”.

وكانت النيابة العامة والشرطة الهولنديتين قد أعلنتا في بيان مشترك الثلاثاء إن فرضية “الدافع الإرهابي فيما يتعلق بإطلاق النار بترامواي في أوتريخت يوم الاثنين، باتت جدية بناء على رسالة عثر عليها في السيارة التي هرب فيها المشتبه به وأمور أخرى، وكذلك طبيعة الوقائع”.

رئيس وزراء هولندا مارك روته قال الحادث الذي يستهدف الأمنين ويبث الرعب في قلوب الشعب الهولندي هو عمل إرهابي من الدرجة الأولى.

من داخل البرلمان وبعد عبارات الحزن ووقف دقيقة حدادًا على الضحايا، علق خيرت فيلدرز رئيس الحزب اليميني المتطرف وبعد أن تأكد أنه عمل إرهابي لا علاقة اليميني المتطرف به،  مهاجما النيابة العامة ووزير العدل الهولندي بسبب ترك هذا المجرم طليقا بالرغم من تاريخه الإجرامي، ووصل إلى حد حجب الثقة عن وزير العدل ومطالبة باقالة رئيس النيابة، وفي المقابل أكد رجال القضاء أن خروج الشاب التركي غوكمن تانيس  البالغ من العمر 37 عاما كان قانونيا تماما.

ربما يعجبك أيضا