“الجنوبي”.. الناس والمدينة والبساطة في لوحات عبدالله حماس

شيرين صبحي

رؤية- شيرين صبحي

يعبر الفنان السعودي عبدالله حماس في لوحاته عن الناس، المدينة، الأزياء، الحياة البسيطة لأهالي القرى والأرياف، فهو يعيد ذاكرتنا إلى المباني الشعبية والمظاهر الحياتية في مدينته “أبها” بارتفاع أشجارها وجبالها وثراء ألوانها.

في معرضه الأخير “الجنوبي”، الذي يحتضنه جاليري ضي -أتيليه العرب للثقافة والفنون بالقاهرة- يعتمد حماس على ألوان الطبيعة الخلابة وأسلوب الحياة البسيطة، فيعكس في أعماله البيئة التي عاش بها، حيث تأثر بالطبيعة الجبلية لمنطقة عسير، وترتبط أعماله بالسمات المعمارية العربية والزخارف الشعبية، وهو ينحو نحو التجريد وصولا إلى عناصر ليس لها أشباه مطابقة تماما في الواقع ويعتمد في لوحاته وأعماله على التنوع الملحوظ والتجديد في الألوان والأدوات المختلفة وتناسقها.

يتعامل “حماس” مع السطح التصويري في طريقة سردية، وتداعيات متلاحقة لا تقبل التوقّف، تماما مثل تربيعات السيراميك الملون على الجدار، ومثل صفحات ألف ليلة وليلة، وهي تقبل مثلها التفريخ الى ليالٍ منفردة، كما يوضح الناقد دكتور أسعد عرابي، ولعل هذه الخصائص كانت غائبة في معرضه الباريسي الذي أُقيم قبل عامين، فقد أسرت قياساته أبعاد الصالة، وهو ما يخالف جذريا طبيعته التخيلية المتدفقة، التي تعتمد على صيرورة التجربة الداخلية، وانعكاسها في صيرورة المادة وامتدادات التكوين، صيرورة لا تعرف إلا التغيير من حال إلى حال مثل تقلبات الموجة، وتفترش هذه الحيرة الإبداعية مساحة الجدار والبيئة، ولذا تبدو اللوحة أشبه بالشريط السينمائي المتتابع، كلما توقفت شريحة منه عبرنا إلى تداعيات صورية أخرى وهكذا.

ربما يعجبك أيضا