لماذا يجب أن ينحني البريطانيون في حضرة تيريزا ماي؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
مهما كانت الأخطاء التي ارتكبتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال فترة رئاستها للوزراء ، فإن الشيء الوحيد الذي لا يمكن اتهامها به هو الكسل أو التعالي.

وعملت تيريزا ماي بلا كلل وبتصميم صارم في الحصول على صفقة عابرة للحدود، وعلى الرغم من فشلها في تنفيذها بسبب الانقسامات العميقة في السياسة البريطانية، إلا أنها أكثر سيدة تستحق التحية في بريطانيا.

حاولت ماي تحقيق المستحيل عبر تأمين خروج بريطانيا من الاتحاد بشكل منظم أمام معارضة لا هوادة فيها من جميع الأطراف.

وتقول صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن جدول أعمال رئيسة الوزراء الشهور الماضية كان بمثابة عقاب قاسي، بالإضافة إلى مرضها بالسكري، مما كان سيعجل بسقوطها في أي لحظة.

وقد كانت خطواتها في جلسات مجلس العموم البريطانية ثقيلة مفعمة بالتعب والإرهاق، فهي لم تكل ولم تمل التجاذبات والمعارك الضارية من أجل تمرير خطتها للخروج من الاتحاد البريطاني.

وتنتمي ماي لأسرة من الطبقة الوسطى وهي ابنة للقس هوبير براسير الذي تعلمت منه تقديم التضحية القصوى في سبيل الآخرين بإيمان عميق، فقد كان حلم الحياة السياسية يراودها منذ سن الثانية عشر.

وشغلت ماي منصب رئيسة الوزراء منذ 13 يوليو 2016 خلفاً لديفيد كاميرون، وثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارغريت تاتشر، وثالث سياسي بريطاني يتولى المنصب دون انتخابات رسمية، وأظهرت شجاعة وتفاني لم يظهره سياسي من قبلها.

وهناك العديد من الأمهات والزوجات في بريطانيا يجب أن يقفن اليوم احترامًا لهذه السيدة، حتى لو اختلفوا معها سياسيًا، وسيشعرون مع ذلك بإحساس كبير بالاحترام تجاهها وبالطريقة الرائعة التي وقفت بها أمام اتحادات الرجال المصطفة ضدها.

وفشل أعضاء مجلس العموم البريطاني في التوافق حول الخيارات الثمانية التي عرضت للتصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، حيث لم يحصل أي خيار على الأغلبية اللازمة لاعتماده بعد تصويت ظل حتى وقت متأخر أمس الأربعاء.

وتم رفض اقتراح البقاء في الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي بأغلبية 272 صوتا مقابل 264 صوتا، بينما تم رفض ابطال المادة 50 لتجنب لتجنب الخروج دون اتفاق بموافقة 184 صوتا مقابل 293 صوتا.

وتوجت النتائج يوما حافلا بالدراما البريطانية بعد أن وعدت تيريزا ماي بالتنازل عن منصب رئيس الوزراء إذا تم تمرير صفقتها.

وعرضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على خصومها  ترك منصبها قبل أن تنتهى مدتها الانتخابية مقابل تمرير “البريكست”، وتابعت: “أنا مستعدة لمغادرة منصبى قبل نهاية ولايتي”.

وقالت ماي لنواب حزب المحافظين ” أنا مستعدة للتخلي عن منصبي في وقت أبكر مما كنت اعتزم فيه الرحيل من أجل القيام بما يخدم صالح البلاد والحزب”

جدير بالذكر أن نتائج التصويت غير ملزمة للحكومة لكنها تعطي المؤشرات على الخيار لذي يمكن أن يحظى بالأغلبية في حال اجراء تصويت ملزم في المستقبل القريب.

وفي كل الأحوال سواء انتهت محاولات ماي بمغادرة منصبها أو البقاء فيه، فإنها يجب أن تظل مرفوعة الرأس لأنها أعطت لبلادها كل شئ.

ربما يعجبك أيضا