“أرامكو” و”سابك”.. لقاء السحاب في عالم الطاقة

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

أعلنت كبرى شركات النفط بالعالم “أرامكو” السعودية، اتمام صفقة الاستحواذ على 70% من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، في صفقة تعد الأكبر بقطاع النفط والبتروكيماويات بلغت قيمتها 259.125 مليار ريال، ما يعادل 69.1 مليار دولار.

بموجب الصفقة قامت أرامكو بشراء حصة أغلبية “70%” في رابع أكبر شركة للبتروكيماويات بالعالم من صندوق الاستثمارات العامة -الصندوق السيادي-، بسعر 123.39 ريال للسهم الواحد، وأكدت أرامكو عدم نيتها الاستحواذ على الحصة المتبقية والمتداولة في “سابك”، فيما يخضع استكمال الصفقة لشروط إغلاق معينة، بما في ذلك الموافقات التنظيمية.

الصفقة تمثل نقلة نوعية لثلاث من أهم المؤسسات الاقتصادية في المملكة -بحسب المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، ياسر بن عثمان الرميان- بالنسبة لأرامكو ستسهم في الاستفادة من القدرات القوية التي تتمتع بها “سابك” لفتح الآفاق أمام فرص النمو التحويلية، فسابك تدير من مقرها في الرياض، أعمالاً في أكثر من 50 دولة على مستوى العالم ويعمل بها 33 ألف موظف، ويصل إنتاجها السنوي من البتروكيماويات إلى 62 مليون طن، وفي العام الماضي بلغ إنتاجها الإجمالي في مختلف وحدات الأعمال التابعة لها 75 مليون طن، ومبيعات بقيمة 45 مليار دولار، فيما تقدر أصولها بـ85 مليار دولار.

بالنسبة لـ”سابك”، الصفقة تحمل فرص نمو هائلة للشركة، وتقدم -بحسب الرميان- مالكا استراتيجيا قادرا على إضافة قيمة كبيرة للشركة ومساهميها، فيما ستقدم الصفقة لصندوق الاستثمارات العامة رأسمال ضخما لتعزيز استراتيجية الاستثمار طويلة الأمد للصندوق.
من جانبه قال يوسف بن عبدالله البنيان، نائب رئيس مجلس إدارة “سابك”: هذا الاستحواذ يعد ركيزة أساس لشركتي “سابك” و”أرامكو” في تطوير قطاع البتروكيماويات بالسعودية، كما يعزز التوافق في الأهداف من أجل إنشاء شركة عالمية رائدة في قطاع الكيماويات.

مراحل الصفقة
19 يوليو 2018 أرامكو تؤكد إجراء محادثات أولية لشراء حصة في سابك.

10 سبتمبر 2018 اختيار “جولدمان” مستشارا للصفقة.

12 أكتوبر 2018 أرامكو تراجع استثمارات سابك تمهيدا للاستحواذ.

23 يناير 2019 أرامكو تدرس اختيار بنوك لإصدار سندات لإتمام الصفقة.

27 فبراير 2019 أرامكو تعين “جولدمان” لإصدار سندات دولية.

27 مارس 2019 أرامكو تعلن الاستحواذ رسميا على 70% من سابك.

قفزة نوعية
الآثار الإيجابية لاندماج أكبر شركة نفط في العالم مع واحدة من كبرى شركات البتروكيماويات بالعالم، تعطي الصفقة قيمة مضافة، فمع عملية الاستحواذ، ستتمكن أرامكو من تحقيق أهدافها الخاصة بدفع استراتيجية النمو التحويلية، وزيادة طاقة التكرير الحالية من 4.9 مليون برميل يوميا إلى 8- 10 ملايين برميل يوميا بحلول 2030، وتحويل 2- 3 مليون برميل من إنتاجها اليومي إلى منتجات بتروكيماوية، ما يسهم في تنويع أنشطتها وخدمة أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع اقتصاد السعودية وتقليص الاعتماد على النفط.

كما ستسهم الصفقة في رفع إنتاج أرامكو من البتروكيماويات من 17 مليون طن سنويا إلى نحو 80 مليون طن سنويا، الصفقة أيضا تمهد للطرح العام لأرامكو، من خلال تعزيز قيمتها السوقية، وفي تصريحات لـ”العربية” قال رئيس الشركة المهندس أمين حسن الناصر: الخطة الآن الطرح سيكون في 2021، صفقة “سابك” سيتم استكمالها بالكامل بعد الموافقات التنظيمية التي ستتطلب وقتاً وبعد إكمال الاستحواذ بشكل كامل، ووضع الكشوفات المالية لسابك في كشوفات أرامكو، سوف نحتاج إلى فترة على الأقل سنة قبل طرح الشركة في الأسواق المالية.

جيم كرين -مؤلف كتاب “ممالك الطاقة”- قال في تعليقه على الصفقة: شراء شركة عملاقة للبتروكيماويات مثل سابك يتناسب مع خطط أرامكو الخاصة لتنويع أنشطتها، فهذا هو التحوط المناخي لأرامكو، الذي يعكس جدية المملكة بشأن تنويع اقتصادها بعيدا على الاعتماد المفرط على النفط.. فالطلب على منتجات البتروكيماويات ينمو بوتيرة أسرع من النفط الخام. 
 

ربما يعجبك أيضا