بعد صدمة الانتخابات.. أمريكا تعاقب أردوغان بتجميد صفقة “إف 35”

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في الحادي والعشرين من يونيو 2017 تسلمت تركيا أول مقاتلة من طراز إف 35، الطائرة الأمريكية التي توصف بأنها الأغلى في العالم، بل والأكثر تطوراً، لكنّ صفقة تسليم بقية الطائرات التي تنتظرها أنقرة باتت في مهب الريح، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وقف شحن معدات تخص طائرات إف 35 إلى تركيا، وذلك بعد إصرار أنقرة على شراء نظام إس- 400 الصاروخى من روسيا التي تقول واشنطن إنه سيكشف أسرار طائراتها الجديدة.

واشنطن تهدد وأنقرة تتحدى

واشنطن ترى في صفقة السلاح الروسية تهديداً لوحدة شمال الأطلسي الذي تشاركها أنقرة عضويته، كما تزيد من خطر اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية وكشف أسرارها وبالتالي مخاطر أمنية على أمريكا والقارة الأوروبية .

ويقول المتحدث باسم البنتاجون اللفتنانت كولونيل مايك أندروز في بيان “لحين صدور قرار تركي لا لبس فيه بالتخلي عن شحنات إس-400، فإن الشحنات والأنشطة المرتبطة بقدرات تركيا على تشغيل طائرات إف-35 ستتوقف”.

الملف أحدث سجالاً طويلاً بين الجانبين التركي والأمريكي، فأمريكا تهدد وتركيا تتحدى، ورغم  أن الأخيرة  لم تبد أي مبادأة، بل أكدت مراراً على لسان رئيسها أردوغان أنها ماضية في تنفيذ صفقتها مع موسكو، حينها انتقل الجانب الأمريكي من خانة التهديد إلى خانة الفعل.

أعضاء في مجلس الشيوخ تقدموا بمشروع قانون يوقف تسليم المقاتلات، ويبدو أنه تلقى الدعم المطلوب ليكتب فصلاً جديداً في ملف العلاقات المتأزمة بين البلدين.

أما منظومة الصواريخ إس – 400 فقد قررت تركيا شراءها عام 2017 بعد تعثر جهودها في شراء أنظمة دفاع جوية من الولايات المتحدة، تقول أنقرة إنها ستتسلمها يوليو المقبل .

فصل جديد من الخلافات

الخلاف بشأن طائرات إف -35 هو أحدث النزاعات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وتركيا والتي تشهد العلاقات بينهما توتراً بسبب سلسلة من الخلافات أهمه دعم واشنطن للميلشيات الكردية في سوريا والتي تعتبرها تركيا مليشيات إرهابية.

ليس هذا فحسب، فالملفات الشائكة بين البلدين تشمل أيضاً مطالبة أنقرة واشنطن بتسليمها رجل الدين فتح الله جولن وفضلاً عن السياسة الخاصة بالشرق الأوسط والحرب في سوريا والعقوبات على إيران.

صدمة الانتخابات

يبدو أن الصدمات تأتي تباعاً للسلطان أردوغان، فمنذ أيام مني حزبه بخسارة مدوية لثلاثة من أكبر المدن التركية في الانتخابات البلدية، على رأسها العاصمة أنقرة، ومسقط رأسه إسطنبول.

فالسلطان الذي تعاني بلاده من تهاوي قيمة العملة المحلية لمستويات قياسية، وتثير تصريحاته بين الفينة والأخرى انقسام الشارع التركي، بات في ورطة حقيقية، اعترف بها في خطاب الشرفة الأخير، مؤكداً أن حكومته من الآن فصاعداً ستعمل على تنفيذ خطط اقتصادية قوية.

ربما يعجبك أيضا