مولد نجم سياسي جديد في تركيا

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

صدم مرشح المعارضة إكرام إمام أوغلو، الطبقة السياسية التركية بأكملها وحتى العديد من مؤيديه من خلال الظهور كرائد بارز في السباق المتنافس عليه عن كثب على لقب عمدة اسطنبول.

كان فوزه الواضح، الذي ما زال موضع خلاف من قبل الحزب الحاكم، أبرز مكاسب المعارضة العديدة ضد الجهاز السياسي القوي والتمويل الجيد لأردوغان في الانتخابات البلدية على مستوى البلاد.

ونجح مرشح المعارضة إكرام إمام أوغلو، بالفوز بالانتخابات البلدية لاسطنبول، متفوقا على رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم، الذي وضعه أردوغان ليحسم معركة العاصمة التجارية لتركيا

وفاجأ إمام أوغلو أردوغان وحزبه، بعد حصوله على 4159650 صوتا مقابل 4131761 صوتًا لمرشح حزب العدالة والتنمية يلدريم، لينتزع المقعد الأهم في الانتخابات البلدية.

وتربط محافظ اسطنبول الجديد والرئيس التركي، أوجه شبه عدة، قد تشكل تهديدا حقيقيا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، بعد عدة أعوام من الآن.

ولد إمام أوغلو، الرجل الذي يتحلى بـ”كاريزما” عالية، في مدينة طرابزون شمال شرقي تركيا، عام 1970، وخاض مسيرة مشابهة بشكل كبير لمسيرة أردوغان.

وتخرج إمام أوغلو في جامعة اسطنبول حاصلا على بكالوريوس إدارة أعمال، مثله مثل الرئيس الذي درس إدارة الأعمال من جامعة مرمرة.

وللغريمين تاريخ مشابه في عالم كرة القدم، حيث مارس أردوغان هذه الرياضة كلاعب “شبه محترف”، ومثله لعب إمام أوغلو مع فرق كرة قدم على مستوى الهواة.

واستمر إمام أوغلو برسم طريق النجاح في عدة مجالات، منها إدارة شركة مختصة بأعمال البناء، بعدها بتأسيس وإدارة نادي طرابزون سبور لكرة القدم، الذي أصبح في فترة قياسية من أفضل الأندية في الدوري التركي الممتاز.

مسيرته الناجحة في عالم إدارة الأعمال دفعته للتوجه للسياسة، حيث أصبح إمام أوغلو عضوا بارزا في حزب الشعب الجمهوري المعارض عام 2008، عندما كان أردوغان رئيسا للوزراء.

وفي نفس العام تسلم أردوغان رئاسة البلاد، استمرت شعبية إمام أوغلو بالتوسع في اسطنبول، حتى اختير محافظا لبلدية بيليكدوزو، أحد أحياء القسم الأوروبي من اسطنبول.

وأثبت إمام أوغلو أنه خصم لا يستهان به، بعد حصوله على مقعد محافظ إسطنبول، أكبر مدن تركيا، التي يقطن فيها أكثر من 15 مليون نسمة.

ومثل مرشح حزب المعارضة ابن مدينة طرابزون، صوت سكان إسطنبول لرجب طيب أردوغان واختاروه محافظا للمدينة عام 1994، واستمر عهده 4 أعوام، مهدت لقيادته البلاد لاحقا.

واليوم يتربع إمام أوغلو على رأس أهم المدن التركية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ولديه الوقت الكافي لتوسيع قاعدته الشعبية بحلول عام 2023، موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا.

وتقول صحيفة “الاندبندنت” البريطانية  أنه على الرغم من الانجراف الاستبدادي للحكومة التركية ، أشارت الانتخابات البلدية أيضًا إلى أن بعض جوانب الديمقراطية التركية لا تزال قائمة، بعدما أدلى 84 في المائة من الناخبين بأصواتهم. وقال يوسف إريم ، المحلل في الإذاعة العامة التركية: “لقد أعربوا عن رأي مفاده أن أصواتهم مهمة، فهم يؤمنون بالديمقراطية”.

ربما يعجبك أيضا