العقوبات الأمريكية تحاصر مليشيات “خامنئي” في لبنان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أعلنت واشنطن أنّها فرضت عقوبات محدّدة الأهداف على “شبكة لبنانية” متّهمة بتبييض أموال “بارونات مخدّرات” والمساهمة في تمويل ميليشيات “حزب الله” الإرهابية الشيعية المدعوم من إيران.

الولايات المتحدة تصنف ميليشيات “حزب الله” اللبنانية المدعومة من إيران على لوائح المنظمات الإرهابية، وتفرض عليها عقوبات مالية متزايدة في إطار جهود التصدي لتمدد النظام الإيراني في المنطقة، دول خليجية كذلك قامت بإدراج “حزب الله” اللبناني وبعض قياداته على قائمة عقوبات، لدعمهم “الإرهاب، وغسيلهم الأموال واتجارهم بالمخدرات”.

وقد أكد المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران براين هوك، أن ” إيران قلصت تمويلها لحزب الله تحت ضغط العقوبات الأمريكية”.

واشنطن إذا وضعت اللبنانيين جميعا أمام خيارين: إما الوقوف في وجه “حزب الله” وأجندته الإيرانية التخريبية، وإما انهيار الاقتصاد اللبناني، من خلال توسيع لائحة العقوبات لتشمل جميع الذين يتسترون على مشروع الحزب، الذي التغلغل في مفاصل المؤسسات العامة في لبنان.

عقوبات وزارة الخزانة

وقالت وزارة الخزانة في بيان إنّها أدرجت على قائمتها السوداء كلاً من اللبناني قاسم شمص و”منظمة تبييض الأموال” التابعة له، وشركة “شمص للصيرفة” ومقرّها في شتورة (شرق لبنان).

وأضاف البيان أنّ هذه “الشبكة الدوليّة” تقوم بتبييض كميّات ضخمة من أموال المخدّرات حول العالم تصل قيمتها إلى “عشرات ملايين الدولارات شهرياً”، وتقوم كذلك بـ”تسهيل نقل الأموال لصالح حزب الله”.

وبحسب الخزانة فإنّ هذه الشبكة تنشط كذلك في أستراليا والبرازيل وكولومبيا وإسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وهولندا وفنزويلا.

ونقل البيان عن مساعد وزير الخزانة سيغال ماندلكر قوله إنّ هذه العقوبات تندرج في إطار “الحملة غير المسبوقة للإدارة لمنع حزب الله وأتباعه الإرهابيين العالميين من الاستفادة من العنف والفساد وتجارة المخدّرات”.

وبحسب وزارة الخزانة فإنّ شركة “شمص للصيرفة” مرخّصة من مصرف لبنان المركزي “على الرّغم من الشكوك القديمة للسلطات الأمريكية” بشأنها.

وشدّدت الوزارة على أنّها “مصمّمة على العمل مع مصرف لبنان لمنع تجار المخدرات ومبيّضي الأموال والجماعات الإرهابية مثل حزب الله من ولوج النظام المالي اللبناني”.

العقوبات المفروضة على الحزب الشيعي الموالي إيران منذ عام 2016، نشرت الخوف بين اللبنانيين على اختلاف أطيافهم من احتمال أن تصنف واشنطن المصارف والبنوك اللبنانية بأنها شديدة المخاطر فيما يخص الاستثمارات، الأمر الذي ولاشك سيلحق أضرار ضخمة بقطاع كبير من الاقتصاد اللبناني الهش أصلا.

التغلغل الإيراني

فيما قال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، إن 74 من أعضاء مجلس النواب اللبناني يؤيدون ما أسماه “محور المقاومة”.

وتابع أنه بهذه النتيجة تحول “حزب الله” من حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة في لبنان!

وقد حملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لبيروت قبل اسابيع أخبارًا غير سارة للميليشيات اللبنانية الموالية لإيران، فهي لم تكن زيارة بروتوكولية عادية، بل كانت زيارة نقل فيها بومبيو رسائل ترامب للحكومة اللبنانية بأن كل من سينحاز لميليشيات حزب الله الللبنانية”، ستطوله قائمة العقوبات الأمريكية سواء في الداخل اللبناني أو في الخارج، والمثير أن تلك المواقف الحادة أعلنها الوزير الأمريكي على منبر وزارة الخارجية اللبنانية، وفي حضور كبارة قادة تيار الرئيس ميشال عون المتحالف مع ميليشيات “حزب الله”.

وللميليشيا الإرهابية الشيعية جناح عسكري ضخم قاتل لصالح نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني في حربهم الدائرة منذ ثمانية أعوام ضد انتفاضة الشعب السوري، وقد شاركت عبر إرهابييها في تدريب مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، وللميليشيا أيضا حزب سياسي له مقاعد بالبرلمان وبالحكومة.

مجموعة “متحدون ضد إيران نووية”

ونتيجة تحقيقات خاصة قامت بها مجموعة “متحدون ضد ايران نووية”، وجدت المجموعة أن لبنان يعتمد برنامجا لغسل الأموال تحت رعاية الدولة من أجل غسل أموال غير شرعية لكل من إيران وحزب الله بهدف دعم سندات الخزانة اللبنانية بشكل اصطناعي ومزور.

وقد اتهمت المجموعة مصرف لبنان والنظام المصرفي اللبناني بشكل مباشر بأنهما شريكان في برنامج غسل الأموال.

الدولة والحزب

فيما أشار أمين عام الجمهورية الجديدة المهندس هنري صفير عن مدى قدرة إلى أن “كلام بومبيو يعني أن لا دولة في لبنان طالما حزب الله موجود فيها”، لافتا إلى أن “وزير الخارجية جبران باسيل رد على بومبيو موضحا أن ممثلي حزب الله انتخبوا من الشعب، فما كان من رئيس الديبلوماسية الأمريكية إلا التوضيح أن هؤلاء منتخبين بوسائل الترهيب”.

وقال: “إذا كان باسيل يتسلح بديموقراطية الانتخاب، فذلك من أجل أن يقول إن ضمن الشعب اللبناني هناك وجود لحزب الله، أما معنى جواب بومبيو فهو أن وجودهم في الديموقراطية هو وجود ترهيب وليس وجودا حقيقيا، ومتعلق بالمال الذي يأتي من إيران”.

ربما يعجبك أيضا