نائبة مسلمة في مرمى حملة كراهية برعاية ترامب

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

يتزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة مسعورة ضد الإسلام والمسلمين، في شخص النائبة المسلمة من أصول صومالية إلهان عمر، فيما يتزعم حملة الإسلاموفوبيا “فوكس نيوز” و”نيويورك بوست”.

مرارًا وتكرارًا، يتصيد منتقدو إلهان عمر كلماتها ونواياها، متهمينها بقول أشياء لم تقلها أو تدينها، بسبب ما قيل من قبل، حتى من قبل الجمهوريين أنفسهم.

وقالت عمر -في مقطع الفيديو أثناء كلمة لها بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” الأسبوع الماضي- “لمدة طويلة ونحن نعيش في عدم ارتياح كمواطنين من الدرجة الثانية.. لقد تأسس كير بعد 11 سبتمبر؛ لأنه أدرك أن بعض الأشخاص فعلوا شيئا ما، وبسبب ذلك بدأنا جميعا نفقد السبل نحو حرياتنا المدنية”.

ونشر ترامب، يوم الجمعة الماضي، مقطع فيديو عبر حسابه على “تويتر”، حاول فيه تحريف تعليق لعمر عن تفجيرات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وانتزاعه من سياقه ليبدو كأن الأخيرة “تُقلل” من شأن هول الحدث الذي بسببه اتخذت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تدابير أمنية واسعة وقاسية طاولت جميع المواطنين، لكنها أضرت بشكل خاص بالعرب والمسلمين.

وقد سلط ترامب الضوء في ذلك المقطع على جملة “بعض الأشخاص فعلوا شيئا ما” وأوردها كتابة في المقطع، ملمحا إلى ما بيّنه على أنه استهانة بتلك الأحداث، وأرفق تعليقا على هذا المقطع قال فيها “لن ننسى أبدا”.

وقد سلط ترامب الضوء في ذلك المقطع على جملة “بعض الأشخاص فعلوا شيئا ما” وأوردها كتابة في المقطع، ملمحا إلى ما بيّنه على أنه استهانة بتلك الأحداث، وأرفق تعليقا على هذا المقطع قال فيها “لن ننسى أبدا”.

أطلق مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، السبت الماضي، حملة إلكترونية للتضامن مع عضو مجلس النواب الأمريكي المسلمة صومالية الأصل، إلهان عمر، بعد تعرضها لتحريض واضح من رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب.

وعلقت عمر -السبت الماضي، في سلسلة تغريدات على “تويتر”- على الفيديو الذي نشره ترامب، قائلة: “لم أدخل الكونجرس لأحافظ على صمتي، ولم أدخل الكونجرس لأبقى على الهامش. بل رشحت نفسي لإيماني بأن الوقت قد حان لإعادة الصفاء الأخلاقي والشجاعة للكونجرس. وللقتال والدفاع عن ديمقراطيتنا”.

وأضافت، إنه “لا يمكن لأحد أن يهدد حبي الثابت للولايات المتحدة، بغض النظر عن مدى فساده أو عدم كفاءته أو شرّه. أقف بلا هوادة لمواصلة القتال من أجل تكافؤ الفرص في سعينا لتحقيق السعادة لجميع الأمريكيين”.
 

ويُكمل ترامب بذلك سلسلة من تصريحات محرضة على عمر التي اتهمها بـ”اللاسامية” بسبب مواقفها الإنسانية المتعاطفة مع الفلسطينيين كشعب مقموع من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ورفضها للاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين، والذي عبرت عنه في أكثر من مناسبة، لكن أهمها كان انتقادها لدور اللوبي الصهيوني في التأثير على السياسيات الأميركية.

ويبدو أن تحريض ترامب المستمر على عمر قد لقي آذانا مصغية في الشارع، حيث تعرضت النائب إلى تهديد بالقتل الشهر الماضي من شخص يميني متطرف قال إنه يؤيد ترامب، كما انتشرت صور تحرض على قتلها في عدّة مدن وولايات أمريكية.

ونشرت صحيفة “نيويورك بوست” المملوكة لروبرت مردوخ صورة لبرجي التجارة المحترقين في أحداث 11 سبتمبر، في إشارة إلى إلهان عمر، وكأنها المتسببة في قتل 2977 شخصا

وتسبب المقطع الذي نشره ترامب، في موجة تضامن واسعة مع عمر ضد تحريض الأول.

وكتب ديف ماين: “إن ما يفعله ترامب، هو أمر خطير للغاية، ناهيك عن أنه يعرض حياتها للخطر…”.

وأكد البيت الأبيض، أمس الأحد، أن الرئيس الأمريكي “لا يحض على العنف” ضد النائبة المسلمة في الكونجرس إلهان عمر، بعد نشره عبر “تويتر” تسجيلًا مصورًا أثار انتقادات كثيرة يربط تصريحات لها بهجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تصريحات لقناة “إيه بي سي”، أن “الرئيس لا يريد حتما الاذى لأي كان، لكن عليه حتما تنبيه العضو في الكونغرس على تصريحاتها الكثيرة المعادية للسامية”.

وتولي الصحف العالمية والأمريكية اهتمامًا غير عاديًا لكلمات وأفعال عمر؛ لأنها صريحة وصارمة ضد جميع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان، بعد أن انتقدت القمع الصيني لسكان الأويغور، ووقفت مع الشعب السوداني في انتفاضتهم، وعارضت التدخل الأمريكي في فنزويلا، كما أنها راعية لصندوق تعويضات ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، وقد قدمت بالفعل قانون حماية ضد اللوبي غير القانوني لعام 2019، وقانون حماية رعاية العمال الفيدرالي لعام 2019. وقامت مؤخرًا برعاية مشروع قانون لإنهاء حظر دونالد ترامب لدخول لمسلمين. وقد بدأت عملها فقط في يناير.
 

ربما يعجبك أيضا