بسبب ممارساته المشينة.. أوروبا تدير ظهرها لنتنياهو وفرنسا ترجئ الزيارة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

زار نتنياهو باريس قبل أقل من عام دون أن يرد ماكرون الزيارة بعد، يقول الإسرئيليون إن زيارته أجلت، بينما يقول فرنسيون إن الرئيس لم يبرمجها أصلا كي تؤجل، بل اتفق عليها دون تحديد تاريخ.

أسباب غير معلنة

الاستيطان وقمع الاحتلال لمسيرات غزة في طليعة الأسباب غير المعلنة لعدم تحديد موعد الزيارة، فمنذ إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوعين السماح ببناء 4 آلاف مسكن في مستوطنات الضفة تشددت لهجة الإدانة الفرنسية.

وأعلنت فرنسا، إدانتها للقرارات الجديدة التى اتّخذتها السلطات الإسرائيلية والتي تتيح بناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

التخلي عن خطة الاستيطان

ودعت فرنسا السلطات الإسرائيلية إلى إعادة النظر في القرارات الأخيرة، والتخلي عن خطة الاستيطان، بهدف صون حل الدولتين اللتين من المفترض أن تتخذا من القدس عاصمة لهما، مؤكدة أن فرنسا تكرر تمسكها بهذا الحل.

فيما اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أن الاستيطان مخالف للقانون الدولي، فالمشروع الاستيطاني الجديد يفرز مشكلة لأنه يؤثر على أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وننتظر من حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة التخلي عنه.

وما لم تسمح به اللهجة الدبلوماسية الرسمية، قاله وزير خارجية فرنسا الأسبق هيرفي دو شاريت، إن أسطورة اليهودي الذي حكم عليه تاريخيًا بالمنفى والسعي أبدًا حلت محلها أسطورة الفلسطيني المتشرد المحكوم عليه بالا يكون لديه وطن يعيش فيه بسلام.

ورغم الموقف الفرنسي المتقدم تجاه إدانة الاستيطان والاحتلال، إلا أن الرئاسة الفرنسية لم تذهب بعد إلى حد الاعتراف بدولة فلسطين التي سبقتها إليه دول أوروبية أخرى، فأكثر من أربع سنوات مرت منذ تصويت مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، لكنه يبقى اعترافا غير ملزم للسلطة التنفيذية التي اختارت في عهدي الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، ومن بعده ماكرون تأجيل الاعتراف متذرعة بقرب الإعلان عن مبادرة لم تعلن في النهاية وبانتظار الخطة الأمريكية للحل.

غير قانوني ومخالف

كما شدد الاتحاد الأوروبي، على أن قرار إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية “غير قانوني ومخالف للقانون الدولي”.

جاء ذلك في بيان صادر عن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، فيديريكا موغيريني، حول خطة إسرائيل بناء أكثر من 4 آلاف مستوطنة في الضفة الغربية.

وتنص قرارات الأمم المتحدة على أن المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ومرتفعات الجولان السورية المحتلة غير شرعية.

إدانات دولية

وأضاف البيان، أن موقف الاتحاد الأوروبي “واضح وثابت” حيال سياسة الاستيطان لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن القرار “سيضر بعملية حل الدولتين”.

كما أدانت بريطانيا، اعتزام إسرائيل إنشاء مستوطنات يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وجاء ذلك في بيان أصدره وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، مارك فيلد.

وتعتبر الحكومة الألمانية، مثل شركائها في الاتحاد الأوروبي، المستوطنات في الأراضي الفلسطينية مخالفة للقانون الدولي وعقبة رئيسة أمام إمكانية التوصل إلى حل الدولتين للتفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين. كما ترى الإخلاء المخطط له وهدم المنازل في عدة مناطق من بينها منطقتي القدس الشرقية الشيخ جراح وسلوان بقلق بالغ. ينطبق الأمر نفسه على الوضع حول قرية خان الأحمر المهددة بالإخلاء.

هدم عشرات المنازل

تزامن ذلك مع مصادقة محكمة الاحتلال المركزية بالقدس المحتلة على هدم عشرات المنازل في بلدة سلوان بحجة تواجدها في نفوذ مخطط المناطق والحدائق الطبيعية، وذلك بعد أن ردت المحكمة الاستئناف الذي قدمه أصحاب المنازل التي يقطنها المئات من المواطنين ويواجهون خطر التشريد والترحيل، في سلوان والحي السكني وادي ياصول .

وصادقت المحكمة على طلب بلدية الاحتلال بهدم عشرات منازل للفلسطينيين الموجودة ضمن مخطط “غابة السلام”، بينما طلبت البلدية استثناء البؤر الاستيطانية ومنازل المستوطنين المتواجدة في نفس المنطقة، التي استولت عليها جمعية “إلعاد” الاستيطانية والمبادرة لمشاريع استيطانية بذريعة تطوير السياحة في المنطقة.

تشريد 500 فلسطيني

ويستهدف قرار المحكمة 60 منزلا عرضة للهدم تحت ذات الذريعة، وفي حال هدمت تلك المنازل سيتم تشريد 500 فلسطيني يقطنون المنطقة.

وطرحت كل من وزارة إسكان الاحتلال الإسرائيلي و”سلطة أراضي إسرائيل”، خمس مناقصات لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية.

ضم الضفة الغربية

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن أنه سيبدأ تنفيذ خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية، في حال فوزه بالانتخابات العامة، التي جرت هذا الشهر، وحاز تحالف اليمين (بينهم حزب نتنياهو) بالفعل على أغلبية مقاعدها.

وحسب معطيات حركة “السلام الآن” الإسرائيلية (غير حكومية)، يصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى أكثر من 630 ألف مستوطن يعيشون في 132 مستوطنة.
 

ربما يعجبك أيضا