غزة تقاوم العدوان.. آخر الشهداء طفلة رضيعة والقصف يشتد

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

شهد قطاع غزة، أمس الجمعة، حالة استنفار، بعد تصاعد حدة التوتر العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في القطاع، وذلك إثر اشتباكات، اعتبرت الأعنف منذ أسابيع بين الطرفين، والتي أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة 51 آخرين، جراء قصف الجيش الإسرائيلي موقعا لحركة حماس، واعتداء قواته على المتظاهرين المشاركين في فعاليات مسيرات العودة على حدود القطاع.

غارات إسرائيلية والمقاومة ترد

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ يوم أمس الجمعة، عدوانها على قطاع غزة، بشنها غارات، استهدفت ما لا يقل عن 25 هدفًا في قطاع غزة، خلال أقل من 5 ساعات، واستهدف القصف أيضًا مواقع للمقاومة وأراضي زراعية ومنازل وسيارة تعود إلى قيادي بارز في سرايا القدس، لكنه نجا من الاستهداف.

وسرعان ما تطورت الأمور، بعد إطلاق قذائف صاروخية من القطاع، صباح اليوم السبت، باتجاه مستوطنات إسرائيلية على حدود قطاع غزة، بينما دوت صافرات الإنذار في المناطق الحدودية لإسرائيل مع القطاع المحاصر، وفي بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي ذكر “أنه تم رصد إطلاق نحو 90 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، حيث تمكنت القبة الحديدية من اعتراض عشرات منها”، فيما أشارت مصادر أخرى إلى إطلاق أكثر من 100 صاروخ، كما أصيب جنديان إسرائيليان بعيارات نارية.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه رد بغارة جوية استهدفت “قاذفتي صواريخ” في غزة، بينما أغارت دباباته على 30 هدفًا، لمواقع عسكرية تابعة لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وذكر الجيش في بيان أن من بين الأهداف المستهدفة عدة مجمعات عسكرية تابعة لحماس داخل مدينة غزة وفى كل من حيي الشجاعية وتل الهوا، قائلا إنها تستخدم لإنتاج وسائل قتالية.

وأضاف، إن أحد المجمعات يستخدم من قبل القوة البحرية التابعة لحماس بالإضافة إلى مجمع عسكري مشترك لحماس والجهاد في بيت لاهيا، كما أغارت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي على عدد من المجمعات العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي” في أحياء دير البلح وتل السلطان والشاطئ وخانيونس.

بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء اليوم، عن استشهاد طفلة فلسطينية، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وقالت الوزارة، في بيان مقتضب، إن الطفلة “صبا محمود أبوعرار”، والتي تبلغ من العمر سنة وشهرين، استشهدت جراء استهداف إسرائيلي، شرق مدينة غزة.

وباستشهاد الطفلة “صبا” يكون عدد الشهداء الفلسطينيين منذ الأمس قد وصل إلى 5 شهداء وأكثر من 60 إصابة، فيما يزال القصف الإسرائيلي متواصلًا على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.

إسرائيل تغلق المعابر وتمنع الصيد

وبالتزامن مع التصعيد العسكري الجديد، أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، إغلاق المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة ومنع الصيد مقابل سواحل القطاع، كما أبلغت وزارة الشؤون المدنية الإسرائيلية الصيادين الفلسطينيين بقرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق البحر بشكل كامل ابتداء من الساعة الرابعة والنصف من عصر السبت بالتوقيت المحلي، مؤكدة أنها ستقوم بمنع دخول أي شخص أو مركب للبحر تحت أي شكل أو مبرر.

الحكومة الفلسطينية تطالب بتدخل أممي

من جانبها دعت الحكومة الفلسطينية الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف “عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على أهلنا في قطاع غزة”، وأكدت في بيان لها، أنها تنظر “بخطورة بالغة للتصعيد الإسرائيلي المتدحرج ضد أهلنا في قطاع غزة، وما نجم عنه من استهداف للمدنيين العزل، وضرب للبنية التحتية لإبقاء القطاع في حالة إرباك دائم بهدف إعاقة جهود إعادة الإعمار وتعطيل إطلاق المشاريع التنموية لمساعدة أهلنا في القطاع”.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أدانت الحكومة الفلسطينية بأشد عبارات الإدانة العدوان المستمر، وطالبت الأمم المتحدة لتحمّل مسؤولياتها بالتدخل الفوري لوقفه، داعية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني “الذي يتعرض لمختلف أنواع العدوان بالقصف في قطاع غزة، وبالتغول الاستيطاني والاعتداءات على المواطنين من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية”.

وعقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اجتماعا أمنيا طارئا في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب لبحث التطورات الأمنية في قطاع غزة، وأفاد أنه سيجري مشاورات مع قادة أمنيين، كما تتواصل في القاهرة المحادثات بين مسؤولي جهاز المخابرات المصرية وممثلين عن فصائل فلسطينية في إطار مساعي تثبيت الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وتخفيف الحصار على قطاع غزة.

ربما يعجبك أيضا