تهدئة متبادلة ومرتبطة بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن غزة‎

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

غزة – يسود هدوء حذر مختلف مناطق قطاع غزة في أعقاب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وإسرائيل برعاية مصرية.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم الإثنين، وتوقفت الغارات الإسرائيلية فيما توقف إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة أيضًا.

وذكرت قناة “فلسطين اليوم” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي عن مصادر خاصة، أن وقف إطلاق النار تم بشرط أن يكون متبادلاً ومتزامنًا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة.

وقال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في فلسطين محمد البريم (أبومجاهد) إن اتفاق وقف إطلاق النار تم برعاية مصرية وقطرية وأممية وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة، وأن يكون متبادلا ومتزامنا.

وقال مسؤول المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية بقطاع غزة وسام زغبر: إن “اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية يشمل وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر ووقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي القطاع، شريطة أن يكون متبادلا ومتزامنًا”.

وأضاف زغبر “نحن ملتزمون بما توصلنا إليه من اتفاق لوقف إطلاق النار عبر المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال وبالرعاية المصرية، والتزامنا مرهون بالتزام الاحتلال بوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني واستكمال تنفيذ إجراءات تخفيف الحصار”
وفي الحصيلة أيضًا، دمرت الطائرات الإسرائيلية 15 عمارة سكنية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، النقطة التي كانت منطلقًا لتصعيد رد المقاومة. ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع مساء أمس عدد الشهداء إلى 26، منهم ثلاث سيدات مع جنينين، إضافة إلى رضيعين وطفل، فيما أصيب 154 مواطنًا بجراح مختلفة.

ووفق حصيلة شبه رسمية، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 200 غارة، إضافة إلى استهداف المدفعية والبوارج البحرية أكثر من 100 موقع، بينها بنايات سكنية تضم مؤسسات إعلامية، إضافة إلى قصف وتدمير أراضٍ ودفيئات زراعية، علماً بأن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه هاجم ما لا يقل عن 320 هدفاً منذ السبت.

لم تقبل المقاومة الفلسطينية فرض معادلات جديدة عليها بعد المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ تفاهمات التهدئة، إذ ردّت بقوة كبيرة على الاعتداءات التي بدأت مساء الجمعة الماضي بقنص جيش العدو عددًا من المتظاهرين في “مسيرات العودة”، عبر الرد فورًا بقنص ضابط وجندية، ليغتال العدو عنصرين من المقاومة، وتنطلق في اليومين الماضيين الردود وردود الفعل بين الطرفين. وحتى الساعة الأخيرة من أمس، بدا واضحًا أن التصعيد مستمر، وخاصة أن قيادة المقاومة الموجود جزء كبير منها حاليًا في العاصمة المصرية القاهرة، أصرت على تطبيق تفاهمات التهدئة السابقة دون شروط، رافضة مقترحًا إسرائيليًا تحت عنوان “الهدوء مقابل الهدوء” مثل المرات السابقة، دون ضمان لتطبيق التفاهمات، وهو ما سيدفع غالبًا نحو يوم جديد من القتال إذا لم يتنازل العدو ويقبل شرط المقاومة حتى الصباح.

وللمرة الأولى منذ 2014، عاد العدو إلى تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال بحق عناصر المقاومة في مناطق مختلفة، ما أدى إلى عدد من الشهداء، لكن النسبة الكبرى كانت من المدنيين جراء استهداف المنازل، ومنهم عائلتان شمال القطاع، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية شقة سكنية مأهولة في منطقة الشيخ زايد، ما أدى إلى استشهاد أحد كوادر “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” طلال أبو الجديان وزوجته وطفلته الرضيعة، كما استشهد 4 آخرون، بينهم امرأة وجنينها في استهداف طاول عائلة المدهون في بيت لاهيا (شمال)، بينما نعت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حماس” اثنين من عناصرها على الأقل، نعت “سرايا القدس” سبعة من عناصرها، وأعلنت “سرايا القدس” إدخالها صاروخ “بدر 3” برأس متفجر 250 كجم.

في المقابل، كبّدت المقاومة الفلسطينية العدو الإسرائيلي خسائر في الأرواح والممتلكات خلال تصديها للاعتداءات.

ورغم فرض الرقابة العسكرية حظرًا على المعلومات، أقرّ الإعلام العبري بمقتل 5 مستوطنين منذ صباح السبت الماضي وإصابة أكثر من مئة، فيما نقلت الإذاعة العبرية أن أكثر من 600 صاروخ أطلقت من غزة خلال اليومين الماضيين. وكشف العدو مساء أمس أن صاروخاً أصاب منزل رئيس “لجنة الخارجية والأمن” في الكنيست ورئيس “الشاباك” الأسبق، آفي ديختر، في عسقلان صباحًا..

 كما نقل مسؤول كبير في سلاح الجو الإسرائيلي أن مستوطنات “غلاف غزة” والجنوب تعرضت لـ”هجوم غير مسبوق” بالصواريخ.

ربما يعجبك أيضا