ماذا وراء التصعيد العسكري في شمال سوريا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يواصل النظام السوري والمليشيات الإرهابية الموالية لإيران مع حليفهم الروسي تصعيد قصفهم الجوي المستمر على مناطق مختلفة في إدلب وريفها، وكذلك مناطق أخرى بريفي حلب وحماة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلّحة.

ومع رفض الفصائل السورية المعارضة، لتسيير دوريات روسية في مناطقهم “المحررة”، بدأت روسيا تصعد عسكريًا عبرها وغبر قوات الأسد والمليشيات الشيعية التابعة لإيران ضد المدنيين في إدلب وريف حماة الشمالي وريف الساحل السوري.

ومنذ بداية 2019، كثفت قوات نظام بشار الأسد والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران، من هجماتها على منطقة خفض التصعيد.
التطورات الميدانية 

وسّعت الفصائل السورية من معاركها لاستعادة النقاط التي تقدم عليها “نظام الأسد” في ريفي حماة الشمالي والغربي، حيث تدور الاشتباكات العنيفة.

حيث شنت الفصائل الثورية هجومًا واسعًا على مواقع قوات النظام في منطقة الكركات قرب قلعة المضيق غرب حماة؛ حيث تمكّنوا من قتل وإصابة عددٍ من جنود النظام.

كما أعلنت الفصائل الثورية عن السيطرة الكاملة على بلدة باب الطاقة في ريف حماة الغربي، بعد طرد قوات النظام التي سيطرت على أجزاء منها.

محمد رشيد، الناطق الرسمي باسم “جيش النصر” الذي يقاتل تحت راية الجبهة الوطنية للتحرير في اتصال مع العربية.نت، أن “النظام يحاول التقدم في مناطقنا ولكننا نتصدى له”، مضيفاً أن “المعارضة المسلحة لن تقبل عودة النظام لمناطقها وفرض سيطرته عليها مجدداً”.

وكانت “هيئة تحرير الشام” قد شنَّت الجمعة، هجومًا واسعًا على جبهة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، بعد ساعات من إعلان “نظام الأسد” سيطرته على البلدة بشكلٍ رسميّ.

الهيئة بدأت بالهجوم على مواقع قوات النظام داخل بلدة كفرنبودة مع ساعات الصباح الأولى؛ حيث تمكنت من السيطرة على عدة أحياء داخل البلدة.

الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة، بعد السيطرة على عدة أحياء داخل البلدة.

يذكر أن قوات النظام قد بدأت قبل يومين هجومًا بريًّا واسعًا، وبغطاءٍ جويٍّ مكثفٍ على محاور قلعة المضيق وكفرنبودة في ريف حماة الشمالي؛ الأمر الذي دفع الفصائل إلى الاستنفار والبدء في عمل مضاد لاستعادة المناطق التي خسروها.

أسباب التدخل الروسي

وبحسب ما قال مصدر عسكري مطلع على تواصل فصائل إدلب مع تركيا (طلب عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي، فإن تصعيد القصف يأتي من باب الضغط على الفصائل العسكرية لتسيير الدوريات المشتركة الروسية – التركية في المنطقة منزوعة السلاح، مضيفًا أن رفض تسيير الدوريات الروسية يأتي من جانب فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” وليس “هيئة تحرير الشام”، والتي وافقت على تسييرها لكن بمرافقتها.

واستبعد المصدر عملية عسكرية من جانب قوات الأسد على محافظة إدلب، معتبرًا أن دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح يعتبر خطوة أولى لعودة بعض المناطق إلى سيطرة النظام السوري، ومن المفترض أن يعقب الأمر إجراءات تدريجية من قبل روسيا للاستحواذ على مركز مدينة إدلب.

وبحسب المصدر، ففي حال دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح تؤمّن قوات الأسد محافظة حماة بالكامل أو اللاذقية من أي استهداف من جانب فصائل المعارضة.

فيما يرى الناطق باسم فيلق الشام، أن ما يحصل في إدلب هو استنزاف للمعارضة بالضغط على الأهالي حتى ينزحوا إلى أماكن محددة، بمعنى أنه “تهجير بالدرجة الأولى”.

واعتبر أنه لا يوجد اقتحام لإدلب حصرًا، لكن قد تكون بعض العمليات المحدودة سواء من النظام السوري أو المعارضة.

وبحسب حذيفة فإن المرحلة المقبلة هي سياسية ولا عسكرية، ولا يمكن الحصول على مكسب سياسي إلا بالضغط العسكري.

احتمالية الصفقة الروسية التركية

وقد نقلت صحيفة “الغارديان البريطانية” عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنَّ سيناريو الهجوم على كامل مناطق خفض التصعيد هو احتمال ضعيف، في حين ستشهد المنطقة كما هي الحال الآن حملات محدودة تمنح القوات الروسية وقوات النظام موطئ قدم في إدلب، مقابل السماح لتركيا بالتوسع في مناطق سيطرتها الحالية وباتجاه الشرق.

25 ميلاً مقابل تل رفعت

وأشار أحد الدبلوماسيين الذين نقلت عنهم الصحيفة أنَّ هناك اقتراحات بترتيب بين روسيا وتركيا والنظام السوري، وتقضي هذه الترتيبات بقضم النظام لمساحة تصل إلى 25 ميلاً أي ما يعادل 40 كم، من المنطقة العازلة في إدلب وحماة، مقابل أن يسيطر الأتراك على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وعلق نائب الرئيس التركي “فؤاد أقطاي” يوم الأحد الماضي على قصف قوات النظام لنقطة المراقبة التركية في شير مغار بريف حماة الغربي وقتل جندي تركي وجرح آخرين بقوله: “كان الاتفاق بالنسبة لنا أن نتوقف عند تل رفعت، لكن في حال استمرت هذه الهجمات فقد يتخذ الأمر شكلاً مختلفاً، ونحن نناقش كل هذا مع روسيا التي ندرك على الأقل ما تخطط له”.

ربما يعجبك أيضا