تعرف على بنية الاستخبارات الإيرانية ومهامها في ظل العقوبات الأمريكية

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد

في ظل تصاعد نتائج العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران، ورفض دول أوروبا تخلي إيران عن بعض بنود الاتفاق النووي، لم يبق لإيران الكثير من الخيارات، وهذا يضع إيران في موضع سياسي واقتصادي حرج جدًا لم تشهده منذ عام 1979، لقد نجح الرئيس الأمريكي ترامب بسياسة فرض العقوبات، إلى حد أن دول أوروبا هي الأخرى بدأت تتجه صوب أمريكا.

تبقى الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري وأذرع إيران من ميليشيات، في العراق وفي سوريا واليمن، فاعلة، كلما اشتدت هذه العقوبات، ترسم لها الأهداف لتنفيذ عمليات إرهابية، وهذا ما حدث ضد سفن راسية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية منتصف شهر مايو 2019، وكذلك ضرب ميليشيات الحوثيين مضخات أنابيب تصدير النفط.

وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية 

 تسمى وزارة الاستخبارات والأمن القومي وبالفارسية هي “وزارت إطلاعات” هي الشرطة السرية وجهاز المخابرات الرئيسي في إيران.  

كانت معرفة باسم SAVAMA، وفقا لمعلومات موسوعية، وأصبح جهاز المخابرات الإيراني وزارة قائمة بحد ذاتها عام 1984. ويعتبر محمود علوي وزيرا للاستخبارات، منذ عام 2013 وهو رجل دين وفقيه حيث حصل على صفة “حجة الإسلام”.

ولأول مرة كشفت فيها إيران عن أجهزة استخباراتها، كان يوم 16 أكتوبر 2014، وفقًا لتقرير قناة العربية وعن تفاصيل تركيب الأجهزة الاستخباراتية، بقولها إن وزير الاستخبارات محمود علوي يرأس مجلسًا تنسيقيًا يشرف على 16 وكالة استخباراتية مختلفة.

وتتكون أجهزة الاستخبارات الإيرانية الحالية من عدة مؤسسات رئيسة وهي: وزارة الإعلام، وزارة الاستخبارات والأمن الوطني، جهاز الاستخبارات العسكرية ومكافحة التجسس، جهاز استخبارات الحرس الثوري.

 وتخضع منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أيضًا إلى وزارة الاستخبارات.

ووفقًا لتقرير صادر من الكونجرس الأمريكي، بـ 64 صفحة، حول الاستخبارات الإيرانية، فإن الوزارة تنقسم مهامها إلى مهام خارجية ومهام داخلية، وهذا التقسيم يعتبر بديهيًا موجود أساسًا في غالبية أجهزة الاستخبارات.

وجاء في التقرير: أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تضم 30 ألف عضو يعملون في مختلف المجالات التجسسية، منها سرقة التكنولوجيا ومختلف الأعمال الإرهابية مثل الاغتيالات واختطاف المعارضين. 

ووصف التقرير الأمريكي، وزارة الاستخبارات الإيرانية بأنها من أقوى المؤسسات الاستخبارتية في المنطقة، وهي تقدم شتى أنواع المساعدات، المالية والعسكرية والتقنية إلى حماس وحزب الله اللبناني وشبكات القاعدة في العراق وأفغانستان وإلى العديد من الجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.

التقارير كشفت بأن الاستخبارات الإيرانية تضم موظفين أجانب منهم من بريطانيا وإسرائيليين، وعلى سبيل المثال فإن سعيد أمامي الذي تمت تصفيته بيد الاستخبارات الإيرانية بسبب قضايا داخلية تبوأ قبل ذلك منصب مديرية الاستخبارات بالرغم من أنه كان من أصول يهودية ولكن أسند إليه منصب معاون الوزير .

وشكلت وزارة الاستخبارات الإيرانية “إطلاعات” أركان خاصة للتصدي والمهاجمة الإلكترونية عام 1990، ومع هذا فإن وزارة الدفاع الأمريكية تعتقد بأن إيران في هذا المجال ما زالت ضعيفة.

واعترفت طهران بأن رجال استخباراتها تحصل على التدريب من روسيا وبعض دول آسيا الوسطى وغير مستبعد من دول أمريكا اللاتينية، حيث تعتمد على عناصر حزب الله، من أصول لبنانية تعيش في المنفى.

ويعتبر فيلق القدس هو المسسؤول عن إدارة وحدات وخلايا استخبارية في الدول الأهداف من خلال إجراء اتصالات مع مجموعات متطرفة ويقوم بالتنسيق معها وتمويلها مقابل تنفيذ عمليات لصالحه.

التركيبة الأمنية والاستخباراتية لجهاز الدولة الإيراني

نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دراسة في 08 يناير 2018، من إعداد سعيد جولكر، الخبير الإيراني الأكاديمي في الشؤون الإيرانية للإحاطة بالتركيبة الأمنية والاستخباراتية لجهاز الدولة الإيراني والخاضعة لنظام حكم ولاية الفقيه. وتحدثت الدراسة عن الطريقة النمطية المألوفة التي اتبعها جهاز الأمن الإيراني في قمع الانتفاضة الأخيرة في إيران بعد توسُّع رقعة الاحتجاجات في مدن وبلدات متعددة، حيث تكررت هذه السلسلة من عمليات التمرد والقمع.

عدة مرات في ظل “آية الله”، حيث كان النظام ينجح في إخمادها في كل مرة.

وتقول المعارضة الأحوازية من داخل إيران، بأن فيلق القدس تابع للحرس الثوري الإيراني ويعمل على الصعيد الخارجي بالتنسيق مع وزارة الاستخبارات اطلاعات ومن أهم مهام فيلق القدس، النشاط في دول الجوار خاصة دول الخليج والعراق بتشكيل شبكات تجسس.

مهام الاستخبارات التقليدية

بدون شك، فإن مهام، أجهزة الاستخبارات الإيرانية، تكون معنية بالخدمة الخارجية، وبمتابعة ، رصد وفحص منتسبيها العاملين في الخارج أو المبعوثين ضمن الوفود الرسمية أو غير الرسمية.

الاستخبارات الإيرانية كانت وراء الكشف عن تعاون أصفهاني، عضو فريق التفاوض النووي الإيراني في أكتوبر 2017، والذي اعتقل من قبل مخابرات الحرس الثوري بدل من الاستخبارات الإيرانية مباشرة، ما أثار ذلك بعض الخلاف بين أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

وهنا يجدر الإشارة، أن تعدد الأجهزة الاستخبارية في الدولة الواحدة، ممكن أن تكون مصدر قوة وممكن أن تكون العكس، وهذا يعتمد على توزيع المهام والصلاحيات، وعدم وجود تقاطع بينها، وعلى أن تخضع جميعها إلى مجلس الأمن القومي، غير ذلك تأتي بنتائج سلبية.

ما عدا المهام التقليدية، إيران تملك وحدات اليكترونية، سايبر داخل منظومتها الاستخبارية لتنفيذ هجمات اليكترونية، وتنفيذ “هاكر “والتجسس على وسائل التواصل الاجتماعي، وأجهزة هواتف وبدون شك، سوف تقوم أيضًا بتسريب بعض المعلومات.

الخلاصة

تعتمد إيران دائمًا استراتيجية تعدد الأذرع الاستخبارية، ونقل المواجهات خارج أراضيها، من أجل إشغال الولايات المتحدة وخصومها في دول أخرى يمكن وصفها “جدار صد” أو “حزام أمني” وهذا ما يجري في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

الولايات المتحدة وحلفائها تدرك، حجم التهديدات ونوع العمليات الإرهابية التي ممكن أن تنفذها طهران، وما يدعم خطط طهران، أن أذرعها موزعة في أكثر من دولة، وهذا ما يعقد الرصد والمراقبة على الولايات المتحدة، كون إيران تريد أن تستنزف الولايات المتحدة وحلفائها، بحروب غير تقليدية.

ما ينبغي أن تقوم به دول المنطقة والولايات المتحدة تعزيز التعاون الأمني، إقليميا ودوليًا، واعتماد سياسات جديدة، تهدف إلى تقليص أذرع إيران في دول المنطقة، على أن لا تتحدد بالجهد العسكري بل، كشف خطط النظام الإيراني القائم على أساس استنزاف دول المنطقة، لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا