بينهم مسلم.. المرشحون البارزون بعد استقالة تيريزا ماي

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

وكأنها حاولت السباحة عكس مجرى التيار العارم، فكان مصيرها الغرق. هذا المثال يمكن أن ينطبق على رئيسة وزراء بريطانيا التي رحلت عن منصبها بإعلان استقالتها، وعيناها تذرفان الدمع بعدما فشلت في تمرير صفقة البريكست” خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

وقعت تيريزا ماي تحت ضغوط من كافة الأطراف بخصوص ملف الخروج، فمن ناحية الاتحاد الأوروبي وتشدده حول بنود الاتفاق فيما يخص الحدود الجمركية ومواطني الاتحاد، إذ أراد أن تكون بريطانيا عبرة لأي عضو يفكر في انتهاج مسلكها، الأمر الذي رفضه بالطبع نواب البرلمان البريطاني بما فيهم أغلبية حزب المحافظين من ناحية أخرى، مما رجح سيناريو الخروج الخشن “الخروج بدون اتفاق” لما له من تبعات مدمرة على اقتصاد المملكة.  

ومع استمرار الفوضى المتعلقة بعملية الانسحاب فى الداخل البريطانى، كان المحافظون يعلمون اقتراب موعد رحيل تيريزا ماي، لهذا كانوا يعدون أنفسهم للمنافسة الشرسة التي على الأبواب وبدؤوا بالفعل في اتخاذ خطواتهم ليحلوا محلها. ولكن مع نشاط المنافسين خلف الكواليس ومع إعلان ماي استقالتها في 7 يونيو المقبل، من سيخلف تيريزا ماي؟

بوريس جونسون

قالت صحيفة “الجارديان”: إن اسم جونسون تردد كثيرا منذ فترة، كأحد أبرز المرشحين لخلافة ماي. واتفقت العديد من الصحف على أنه المرشح الأوفر حظا لخلافتها، لاسيما مع محاولاته لمغازلة جميع أطياف حزب المحافظين حتى هؤلاء الذين يميلون نحو اليسار وتترأسهم أمبر رود.

وكان استطلاع رأي أجرته مؤسسة (يوجوف) في بريطانيا قبل أيام أظهر أن وزير الخارجية السابق بوريس جونسون هو المرشح المفضل بين قواعد الناخبين في حزب المحافظين الحاكم ليكون رئيس الوزراء المقبل، خلفا لتيزيزا ماى.

وجاء في المركز الثاني في الاستطلاع دومينيك راب تلاه، وزير الداخلية ساجد جاويد، ووزير البيئة مايكل جوف، ثم وزير الخارجية جيريمي هانت.

دومنيك راب

ألمح وزير “بريكست” السابق، دومينيك راب، الذي ينظر إليه باعتباره أقوى منافس لجونسون حيث يؤيد الاثنان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لجونسون، بأنه سيخوض الانتخابات، بعد أن ألقى خطابا كبيرا عن الحراك الاجتماعي وقال: “أبدا لا تقل أبدا”.

وكانت صحيفة “الجارديان” قد قالت إن راب تجاوز كثيرا من منافسيه ليصبح الخيار الأول للعديد من المتشككين في فكرة الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن مصداقيته ربما تكون أعلى من سلفه ديفيد ديفيس حيث أن الأخير كانت لديه علاقة أكثر نشاطا مع بروكسل، فضلا عن أنه قاتل حتى النهاية دفاعا عن وجهة نظره واستقال عندما اعتقد أن صوته ليس مسموعا، وبالفعل كان لاستقالته أبلغ الأثر على تراجع موقف تيريزا ماي بين الكثير من مؤيدي الخروج.

وأضافت الصحيفة، أنه لم يؤيد أي تحدٍّ لقيادة ماي. وربما أكثر ما يميزه أمام الراغبين في الخروج هو أنه “مؤمن حقيقي” بفكرة الخروج، وينظر إليه أيضا على أنه من الجيل الجديد من أعضاء حزب المحافظين.

ساجد جاويد وزير الداخلية  

جاويد وزير الداخلية الطموح حرص على إظهار تحوله من معسكر البقاء إلى معسكر الخروج من البقية. ويقال إنه بالأساس من المتشككين في الاتحاد الأوروبي، لكنه قرر أن يظل في المقام الأول من أجل إرضاء المستشار آنذاك، ومع ذلك يبقى هو وجريمي هانت وزير الخارجية من أصحاب الخيارات الأقل حظا للفوز بالسباق.

بريتي باتيل

وتجيب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية على هذا السؤال، بالإشارة إلى منافسة محتملة تتمثل في بريتي باتيل، الوزيرة السابقة فى مجلس الوزراء.
وقال أحد أعضاء البرلمان للصحيفة: “يبدو أن بريتى تضع نفسها فى الصورة مع تعثر عجلات عربة رئيسة الوزراء”.

وأضاف قائلا: “إنها تعرف أنها من الجزء المهم في الحزب، وهو الجزء الذي سيختار الزعيم القادم، لذلك هي تذكر الجميع بنفسها”.

وأشار آخرون إلى أن باتيل يمكن أن تتعاون مع بوريس جونسون، المنافس القيادي الدائم ووزير الخارجية السابق، الذي لا يزال من بين الخيارات الأكثر شعبية بين أعضاء المحافظين، بحسب استطلاعات الرأي.

ربما يعجبك أيضا