“شينزو آبي” في حرج .. هجوم على ناقلتين تزامنًا مع وجوده في طهران

يوسف بنده

رؤية

في 12 مايو/ أيار الماضي، تم استهداف أربع ناقلات نفط في ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة. وقد وجهت الإمارات العربية المتحدة والنرويج أصابع الاتهام وقتها إلى جمهورية إيران الإسلامية، بالتورط في الهجوم.

الأربعاء 12 يونيو/ حزيران الجاري، جاء رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” لنزع فتيل التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء واشنطن في المنطقة، وحذر شينزو آبي، من احتمال نشوب صراع عسكري، وقال إنه سافر إلى طهران لمحاولة منع مثل هذا الصراع والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

وقد أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، عن دعمها لجهود رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، لمنع التوترات في المنطقة.

وفي أثناء وجود رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في طهران، وبعد لقائه مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء، ومن المقرر أن يجتمع مع المرشد الأعلى، علي خامنئي، الخميس، وقع هجوم على ناقلتين نفط في بحر عمان.

المرشد يخيب آماله

كان لقاء رئيس الوزراء الياباني مع المرشد الأعلى لإيران، الخميس 13 يونيو/ حزيران، مخيبًا للآمال، حيث قال إن إيران لا تثق بواشنطن، ولن تكرر أبدًا، التجربة المريرة للمحادثات السابقة مع الولايات المتحدة في إطار الاتفاق النووي.

وقد أفاد رئيس الوزراء الياباني، في هذا اللقاء، بأنه یحمل رسالة من دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، إلى القادة الإيرانيين. لكن رد خامنئي جاء بشكل حاسم؛ إنه لا یری ترامب جدیرًا بتبادل أي رسالة معه، ولم ولن يكون لديه أي رد عليه.

وقبل ذلك بساعات، قال الرئیس الأمريکي، الأربعاء 12 یونیو/ حزیران، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظیره البولندي، أنجیه دودا، في البیت الأبیض، ردًا علی سؤال حول إیران: “آمل أن نتوصل إلی اتفاق مع إیران.. إذا استطعنا القیام بذلك، فسیکون رائعًا، وإذا لم نتمکن، فسیکون رائعًا أیضًا”.

كما انتقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الجمعة 14 يونيو/ حزيران، أثناء اجتماعه مع الرئيس الصيني، بعد يوم واحد من رفض المرشد التفاوض مع الولايات المتحدة، انتقد الضغط المتزايد على إيران، وقال إذا كانت هناك إرادة للتفاوض، فهذا أفضل من العقوبات.

ووفقًا لوکالة أنباء “إرنا”، فقد قال روحاني في هذا الاجتماع الذي عقد في بيشكيك عاصمة قرغيزيا: “إذا كانت هناك إرادة سياسية، فبدلًا من العقوبات والحرب، يمکن من خلال الحوار، التوصل إلى نتيجة أفضل”.

وقال في إشارة إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية الأميرکية: “لقد أظهر الشعب الإيراني أنه لا يتزعزع في مواجهة الضغوط الأميرکية فحسب، بل أصبح أكثر اتحادًا وقوة”.

کما أوضح روحاني بخصوص الحفاظ على الاتفاق النووي: “إن إيران التزمت بشكل كامل بتعهداتها في الاتفاق النووي، وإن أميركا انسحبت من الاتفاق النووي الدولي دون أي مبررات”.

ويبدو أن إيران لا تريد الاستجابة لدعوات التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية دون مقابل؛ وأولى ما تنتظره إيران هو تخفيف العقوبات، والعودة إلى الاتفاق النووي.

إيران المسؤولة

بعد حادث الهجوم على ناقلتي النفط، اعتبر وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، أمس الخميس 13 يونيو/ حزيران، أن إيران هي المسؤولة في الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان. وقال بومبيو، إنه وفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن “نوع الأسلحة وأسلوب الهجوم على ناقلتي النفط ومعلومات المخابرات، تؤكد تورط إيران”.

واليوم الجمعة 14 يونيو/ حزيران، نشرت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، تفاصيل جديدة عن هجوم أمس الخميس ضد ناقلتي النفط في بحر عمان. وفي البيان الذي نشرته “سنتكوم” تم التطرق إلى دور قوات الحرس الثوري الإيراني وعمليات الزوارق السريعة التابعة للحرس، يوم أمس الخميس.

وجاء في البيان، الذي قرأه بيل أوربان، المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزي الأميركية، أن هجمات يوم أمس ضد الناقلتين في بحر عمان تمت باستخدام ألغام.

وكانت قناة “سي إن إن” الإخبارية قد كشفت، مساء أمس الخميس، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن القوات الأمريكية لديها صور ومقاطع فيديو تظهر قاربًا يحمل عددًا من أفراد الحرس الثوري، ويقترب من ناقلة نفط يابانية، ويقوم أحد أعضاء الحرس الثوري الموجودين في القارب بإزالة لغم لم ينفجر من الناقلة كوكوكا.

وفي شريط الفيديو الذي نشرته القيادة المركزية الأميركية، بعد ساعتين من تقرير “سي إن إن”، شوهد قارب تابع للحرس الثوري، مع عدد كبير من قوات الحرس الثوري الإيراني، يحاولون فصل لغم لم ينفجر عن هيکل الناقلة “کوکوکا”.

كما قال رئيس شركة “كوكوكا سانجيو” اليابانية، يوتاكا كاتادا، اليوم الجمعة 14 يونيو/حزيران، حول هجوم أمس الخميس، انه قد رأى طاقم الناقلة سفينة عسكرية تابعة لإيران بالقرب منهم.

ردود أفعال إيرانية

بعد عدة ساعات من نشر خبر الهجوم على ناقلتي النفط، نقل الموقع الرسمي للحكومة الإیرانیة، أمس الخميس، عن الناطق باسم الحكومة، علي ربيعي، في هذا الصدد، إعلانه عن قلقه وأسفه الشدیدین، كما طالب “جميع دول المنطقة بتوخي الحذر من خداع أولئك الذين يستفيدون من عدم الاستقرار في المنطقة”.

وقال ربيعي: “إن الحكومة الإيرانية مستعدة للتعاون الإقلیمي، لضمان الأمن، بما في ذلك الأمن في الممرات المائية الاستراتيجية”.

كما كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على “تويتر”: “مجرد الشکوك لا تکفي لوصف ما حدث هذا الصباح على الأرجح”. وأضاف: “الهجمات المبلغ عنها على ناقلات مرتبطة باليابان وقعت عندما التقى رئيس الوزراء الياباني، وآية الله خامنئي، لإجراء محادثات ودية وشاملة”.

وقبل ظريف، كتب المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، على “تويتر”: “نعبر عن قلقنا إزاء الحوادث المشتبه فيها لناقلات النفط المملوكة لليابان اليوم، والتي حدثت أثناء  زيارة رئيس الوزراء الیاباني لمرشد الثورة الإسلامیة، ونعتبرها خلافًا للتوجهات والجهود الإقليمية والدولیة للحد من التوترات والهدوء في المنطقة”.

وأكد المسؤول في الخارجية الإيرانية أن البلاد “تدعم التعاون والحوار في المنطقة”.

ربما يعجبك أيضا