قطر ومرارة “المقاطعة”.. قطاع السياحة يواصل دفع الثمن

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

يواجه القطاع السياحي القطري أسوأ أزمة في تاريخه على الإطلاق بسبب المقاطعة الشاملة التي فرضتها ثلاث دول خليجية ومصر على دولة قطر، فطبقا للبيانات الحكومية الرسمية التي صدرت مؤخراً عن التدفق السياحي إلى دولة قطر يتبين أن نحو نصف السياح الذين يقصدون الدوحة أو ربما أكثر يأتون من دول الخليج.

أضف إلى ذلك تجنبت السياحة الأجنبية الأسواق القطرية خلال عامي المقاطعة، بفعل عدم الاستقرار السياسي، وهي رسالة واضحة إلى الدوحة لوقف تدخلاتها الداعمة للإرهاب في دول الإقليم.

السياحة الأجنبية

في 2016، تمكنت قطر من استقطاب نحو 2.9 مليون سائح إليها، وهو أكبر رقم مسجل للدوحة في تاريخها، ما دفعها لتوسيع نطاق أحلامها في استقطاب مزيد من السياح.

إلا أن قرار المقاطعة العربية ضد قطر في 2017، بسبب دعم الأخيرة للإرهاب، قلص حجم السياحة الأجنبية الوافدة لمستويات متدنية خلال عام 2017، لتكون الأقل منذ 2013، بحسب بيانات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية.

وفي 2017، أظهرت بيانات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية ، أن السياحة الأجنبية الوافدة إلى البلاد، تراجعت بنسبة 24.1% مقارنة مع 2016، إلى 2.2 مليون سائح.

ولم يتوقف تراجع السياحة الوافدة إلى قطر، خلال 2018، لتسجل تراجعا نسبته 17.3% مقارنة مع العام السابق عليه 2017، بإجمالي عدد سياح بلغ 1.819 مليون سائح، وهو الأدنى منذ 2011.

خلال الشهور الأربعة الأولى 2019، بلغ عدد السياحة الأجنبية الوافدة إلى قطر، نحو 789.027 ألف سائح، بينما بلغ عددهم في الشهور الأربعة الأولى 2017 (قبيل المقاطعة)، نحو 1.1 مليون سائح.

وفي محاولة منها لتعويض فقدان السياحة الوافدة، خففت الدوحة شروط الحصول على تأشيرة دخولها، وسعت إلى الدخول في شراكات لجذب سائحين من روسيا والصين والهند.

وسعت قطر لتعويض ما فقدته من سياحة وافدة بسبب المقاطعة، عبر إجراءات تحفيزية مثل إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول في أغسطس 2017، إلا أن الأرقام الرسمية لم تظهر أثر التسهيلات على عدد الزوار.

وكانت قطر تخطط لجذب 5 ملايين سائح بحلول العام المقبل 2020، إلا أن خطط الدوحة تلاشت بفعل تبعات المقاطعة والتوترات السياسية والاقتصادية التي تشهدها منذ يونيو 2017.

الإشغالات تنخفض

في أكتوبر الماضي، أقر مسؤول حكومي قطري، بأن السياحة الوافدة لبلاده ستظل تعاني 3 سنوات مقبلة، بعد مقاطعة عربية للدوحة لدعمها الإرهاب، حيث إن تراجع القطاع السياحي القطري يعود إلى توقف حركة السياحة القادمة من السعودية ودول خليجية.
بالإضافة إلى ذلك تراجعت إشغالات الفنادق إلى 60% في النصف الأول لعام 2018، مقارنة بالفترة نفسها من 2017، كما هبط إشغال الغرف 16% خلال الفترة نفسها.

وتضاءلت مساعي الدوحة لتطوير صناعة السياحة الوافدة إليها، إذ أعلنت في وقت سابق عن خطط لاستقطاب 5 ملايين سائح بحلول 2020، وتهدف إلى زيادة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لقطر من 5.4 مليار دولار في 2016، إلى 11.3 مليار دولار بحلول 2023.

بيانات رسمية

أظهرت بيانات رسمية تراجع عدد الزوار الوافدين لقطر بنسبة 39.5% خلال فترة خمسة الأشهر الأولى من 2018، على أساس سنوي.

واستحوذ القادمون من الدول الآسيوية الأخرى، وأوقيانوسيا على نحو 41% من إجمالي القادمين لقطر خلال الفترة نفسها، ثم أوروبا بنسبة 31%.

فيما استحوذ القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي على 10%، والأمريكيتين 9%، والدول العربية الأخرى 6%.

وحسب التقرير، لم تسجل المنافذ البرية دخول أي زائر خلال الفترة، مقارنة بنحو 484 ألف و319 زائرًا في الفترة المماثلة من العام الماضي، بسبب المقاطعة المفروضة على قطر.

السياح الإسرائيليون

نشرت صحيفة “عكاظ” نقلا عن ناشط إسرائيلي تداول فيديو أظهر فيه “حسن الوفادة والاستقبال” من قطر، مشيرا إلى أن “الطيران القطري هو الأفضل للسياح الإسرائيليين، وتشدق الناشط الإسرائيلي بحمله لـ”الجواز الإسرائيلي” في قطر، داعيا مواطني دولته لزيارة الدوحة.

وقطعت كلٌّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب.

ربما يعجبك أيضا