حسام السبكي
ضحية جديدة من ضحايا الفساد والرشوة التي منحت قطر وقبلها روسيا، في مفاجأة غير متوقعة، شرف تنظيم مونديالي 2018 و2022، على حساب إنجلترا والولايات المتحدة على التوالي، بطلها هذه المرة، هو النجم الفرنسي “ميشيل بلاتيني” الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وبين الاعتقال بناءً على اتهام، أو الاستجواب كشاهد في قضية الفساد، المفتوحة منذ عام 2016، في تلك القضية، فإن بلاتيني حاليًا في قبضة السلطات الفرنسية، وهو طعن جديد على أحقية قطر في تنظيم المونديال المقبل.
بلاتيني في قبضة العدالة
فقد ألقت السلطات الفرنسية، القبض على الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) ميشيل بلاتيني، في إطار التحقيقات بتهم الفساد المتعلقة بحصول قطر على حقوق تنظيم كأس العالم 2022.
كان بلاتيني قد احتجز، صباح اليوم الثلاثاء، على خلفية التحقيقات التي تجريها باريس، وتتعلق بالتصويت على حق استضافة كأس العالم 2022، والذي جرى عام 2010، وفازت بحق استضافته قطر.
وذكرت تقارير صحفية بأنه تم نقل بلاتيني إلى مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية الفرنسية.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد تم الاستماع لبلاتيني بصفته شاهد حر لكلود غيان، الأمين العام لقصر الإليزيه في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، من قبل محققي مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية في نانتير قرب باريس.
وفي وقتٍ لاحق، نفى الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، اليوم الثلاثاء، ما نسب إليه من تهم في قضايا فساد تتعلق بتنظيم مونديال 2022 في قطر.
وقال محامي بلاتيني، إن موكله معتقل لأسباب تقنية، وعلى استعداد للرد على كافة الأسئلة بشأن الاتهامات.
مونديال قطر.. فضائح متلاحقة
مع توالي السقطات، وخضوع العديد من الشخصيات للتحقيق في قضايا فساد، تتعلق بمونديال قطر 2022، يبقى الاستحقاق الرياضي المقبل بعد عامين، محل شك، خاصةً مع العديد من الدلائل التي تشير إلى نيل الدوحة شرف التنظيم عبر منح ورشاوى عدة.
وبشأن الفساد المالي، نشير إلى أن النيابة العامة المالية قد فتحت في 2016 تحقيقًا أوليًا حول “فساد خاص” و”تآمر جنائي” و”استغلال نفوذ وإخفاء استغلال نفوذ” حول منح روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022.
وكان نتيجة ذلك، أن تعرض بلاتيني (63 عامًا) الذي رأس الاتحاد القاري بين 2007 و2015، للإيقاف عن ممارسة أي نشاط كروي لثمانية أعوام في ديسمبر 2015، قلصتها محكمة التحكيم الرياضي إلى أربع سنوات في العام التالي، لقبوله دفعة مشبوهة عام 2011 بقيمة 1.8 مليون يورو عن عمل استشاري قام به للرئيس السابق للاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر عام 2002، لم يكن مرتبطا بعقد مكتوب.
كما أوقف بلاتر الذي أجبر على ترك منصبه في يونيو 2015 بعد تبوئه في 1998، إثر تحقيق قضائي أمريكي حول فساد هز كيان المنظمة الدولية التي تتخذ من زوريخ مقرا لها، لثمانية أعوام خفضت بعدها الى ستة.
وأدت الفضيحة الى انتخاب السويسري جاني إنفانتينو رئيسا للمنظمة الدولية في فبراير 2016، بعد شغله منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي في عهد بلاتيني الحاصل على جائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات والموقوف حتى أكتوبر 2019.
كما أوقف بلاتر الذي أجبر على ترك منصبه في يونيو 2015 بعد تبوئه في 1998، إثر تحقيق قضائي أمريكي حول فساد هز كيان المنظمة الدولية التي تتخذ من زوريخ مقرا لها، لثمانية أعوام خفضت بعدها الى ستة.
وأدت الفضيحة الى انتخاب السويسري جاني إنفانتينو رئيسا للمنظمة الدولية في فبراير 2016، بعد شغله منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي في عهد بلاتيني الحاصل على جائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات والموقوف حتى أكتوبر 2019.
وبالعودة للحديث عن فضائح المونديال القطري، فقد كرر بلاتر، في مارس الماضي تأكيده أن منح قطر تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من جانب ساركوزي لدى بلاتيني. وقال “تم تعيين/انتخاب قطر لتنظيم مونديال 2022 بعد تدخل سياسي من جانب رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي الذي طلب من بلاتيني بأن يصوت مع المقربين منه لصالح قطر”.
وأردف قائلا “هذه الأصوات الأربعة رجحت كفة قطر في مواجهة الولايات المتحدة. وأدى هذا الموقف الى هجوم من جانب الخاسرين على الفيفا وعلى شخصي أنا: إنجلترا الخاسرة أمام روسيا لتنظيم مونديال 2018، والولايات المتحدة أمام قطر”.
وفي اليوم ذاته، الثاني من ديسمبر 2010، تم إسناد تنظيم مونديال 2018 الى روسيا على حساب إنجلترا التي خرجت من دورة التصويت الأولى وسط دهشة الجميع، بينما فازت قطر في الدورة الأخيرة على الولايات المتحدة لتنظيم مونديال 2022.
الـ”فيفا”.. تعقيب مقتضب
من جانب، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ “فيفا”، اليوم الثلاثاء، استعداده للتعاون الكامل مع سلطات أي بلد في العالم حيث تجري تحقيقات متعلقة في أنشطة لكرة القدم.
وأجاب المكتب الصحفي لـ”فيفا” عن سؤال وكالة “نوفوستي” الروسية عن موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم حول اعتقال ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم صباح اليوم، بالقول: “الفيفا على استعداد كامل للتعاون مع سلطات أي بلد في العالم حيث تجري تحقيقات متعلقة بأنشطة لكرة القدم”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=332248