إسقاط طائرة درونز.. ترامب يهدد وظريف يتهمه بالكذب

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

في لهجة لا تخلو من تهديد، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران ارتكبت خطأ جسيمًا، وذلك في إشارة إلى قيامها بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، وجاء الرد الإيراني سريعًا إذ اتهم وزير خارجيتها واشنطن بالكذب.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب إيران ردا على إسقاط طائرة أمريكية مسيرة، بقوله: “ستعرفون قريبا”. ووصف ترامب، في تصريحات للصحفيين قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، تصرف إيران بأنه “خطأ جسيم” لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام إمكانية إجراء محادثات مع إيران، وقال ترامب أيضًا إن إدارته لديها وثائق بأن الطائرة المسيرة كانت تحلق فوق المياه الدولية لا فوق الأراضي الإيرانية مثلما قالت طهران.

ترامب: إيران ارتكبت خطأ جسيمًا

واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس (20 يونيو 2019) أن إيران ارتكبت “خطأ جسيمًا” بعيد تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات الإيرانية استهدفت وأسقطت طائرة استطلاع مسيرة تابعة للبحرية الأمريكية، وكتب ترامب في تغريدة لا تخلو من تهديد، وفي مناخ من التوتر بين واشنطن وطهران، “ارتكبت إيران خطأ جسيماً!”.

وتعليقا على إسقاط الطائرة قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إن الولايات المتحدة لا ترغب في خوض حرب مع إيران، وأبلغت بيلوسي، وهي أكبر عضو ديمقراطي في الكونغرس، الصحفيين في إفادة دورية بأن 20 مشرعًا سيحصلون على إفادة بشأن “الوضع الخطير” في إيران في الساعة 11 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

الرد الإيراني

وجاء الرد الإيراني سريعًا، إذ اتهم  وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بالكذب بشأن مكان وجود الطائرة الأمريكية بدون  طيار عند إسقاطها، قائلا إن الطائرة دخلت في المجال الجوي الإيراني، وكتب ظريف في تغريدة على موقع تويتر: “إن الولايات المتحدة تشن إرهابًا اقتصاديًا ضد إيران، وقامت بعمل سري ضدنا، والآن تخترق أراضينا”.

وحذر ظريف قائلا: “إننا لا نسعى إلى الحرب، ولكننا سوف ندافع عن سماواتنا وأراضينا ومياهنا بقوة”، وكشف ظريف أن بلاده عازمة على إحالة قضية الطائرة الأمريكية “أمام الأمم المتحدة” لتثبت أن “الولايات المتحدة تكذب” وقد اعتدت على إيران.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت سابق اليوم إن الطائرة بدون طيار “غلوبل هوك” أسقطت بصاروخ في أجواء خليج عمان، وذلك بعد انتهاكها المجال الجوي الإيراني. في المقابل قالت واشنطن إن طائرة المراقبة المسيرة كانت تحلق في المجال الجوي الدولي منددة بـ “هجوم غير مبرر”.

الجيش الأمريكي يرد

من جانبه، قائد القوات الجوية في القيادة الأمريكية الوسطى جوزيف غوستيلا إن الحرس الثوري الإيراني أسقط الطائرة الأمريكية المسيرة بصاروخ فوق المياه الدولية وليس فوق الأجواء الإيرانية، مكذبا بذلك الادعاءات التي صدرت من طهران بشأن انتهاك الطائرة للمجال الجوي الإيراني.

وكانت قناة فوكس نيوز الأمريكية قد نقلت عن مسؤول أمريكي لم تسمه قوله إن وزارة الدفاع وضعت خريطة أهداف إيرانية، لكنها تنتظر قرارا من البيت الأبيض.

وعقد الرئيس ترامب وكبار القادة العسكريين ومستشاريه اجتماعا في البيت الأبيض لبحث سبل الرد على إسقاط الطائرة الأمريكية، وأثارت الواقعة مخاوف من اندلاع صراع أوسع بالشرق الأوسط، بينما يمضي ترامب في حملة لعزل طهران بسبب برنامجها النووي وبرنامجها الخاص بالصواريخ البالستية، ودورها التخريبي في المنطقة.

حرب حتمية قادمة؟

في غضون ذلك نقلت رويترز عن مسؤول أمريكي، لم تكشف عن هويته، قوله إن موقع حطام الطائرة المسيرة، التي أسقطتها إيران موجود في المياه الدولية بمضيق هرمز، وأضاف المسؤول أن قطعًا بحرية أمريكية توجهت لتلك المنطقة بما يناقض رواية إيران عن إسقاط الطائرة.

وإذا تأكد موقع حطام الطائرة المسيرة فسيكون ذلك دليلا ماديًا يلقي بظلال من الشك على رواية إيران التي أفادت فيها بأنها أسقطت الطائرة المسيرة في إقليم هرمزجان المطل على الخليج بجنوب البلاد.

وأثارت الواقعة مخاوف من اندلاع صراع أوسع بالشرق الأوسط بينما يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملة لعزل طهران بسبب “برنامجها النووي ودورها في حروب بالمنطقة”، حسب الرواية الأمريكية.

والواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها منطقة الخليج، التي تعد شريانا مهما لإمدادات النفط العالمية، منذ منتصف مايو، بما في ذلك هجمات بمتفجرات استهدفت 6 ناقلات نفط، بينما تنزلق طهران وواشنطن نحو المواجهة.

وتنفي إيران الضلوع في أي من الهجمات، لكن قلقا عالميا من مخاطر تفجر حرب أوسع بالشرق الأوسط تؤدي لتعطيل صادرات النفط أدى لقفزة في أسعار الخام، التي ارتفعت ما يزيد عن 3 دولارات إلى أكثر من 63 دولارا للبرميل، الخميس.

وتفاقمت التوترات مع انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين قوى عالمية وإيران، وازداد الأمر سوءا عندما فرضت واشنطن عقوبات جديدة لخنق تجارة النفط المهمة لطهران، التي ردت في وقت سابق من الأسبوع بالتهديد بتجاوز الحدود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق.

 

ربما يعجبك أيضا