في خضم حرب تجارية.. انعقاد قمة العشرين في اليابان

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

وسط تفاقم التوتر السياسي وتراجع النمو الاقتصادي العالمي، انطلقت في أوساكا، الجمعة، أعمال قمة مجموعة العشرين تحت الرئاسة اليابانية. وعلى مدى يومين يناقش قادة مجموعة الدول الصناعية والصاعدة قضايا الاقتصاد العالمي والتجارة.

افتتح قادة مجموعة الـ20 قمتهم الجمعة (28 يوينو 2019) في أوساكا باليابان والتي من المتوقع أن تكون واحدة من أكثر القمم التي تشهد انقسامات منذ سنوات، فوسط صراعات سياسية وتجارية وتفاقم الأزمة بين طهران وواشنطن وحرب الجمارك بين بكين وواشنطن، يسعى قادة الدول الصناعية الكبرى والدول الصاعدة لمناقشة الملفات الشائكة التي تخص النمو الاقتصادي العالمي وتخص آلية التجارة العالمية.

وافتتح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاجتماع الذي لا يتوقع منه التوصل إلى تفاهمات تحلل بعض الملفات المعقدة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
وبدت الأجواء ودية في الدقائق الأولى، حيث ارتسمت الابتسامات على وجوه الزعماء خلال التقاط الصورة التقليدية. وتصافح الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ قبيل التقاط الصورة.

وضع تجاري عالمي مثير للقلق

حث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الجمعة، زعماء من دول مجموعة العشرين على توجيه رسالة قوية لدعم التجارة “الحرة والنزيهة وغير المقيدة” في الوقت الذي عبر فيه عن “قلق عميق” إزاء الوضع الحالي للتجارة العالمية. وقال آبي إن اليابان كحامل لواء للتجارة الحرة ستعزز على نحو كبير التحسن في منظومة تجارية متعددة الأطراف والمفاوضات بشأن اتفاقات للتعاون الاقتصادي.

وحذر آبي -الذي يترأس أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية- من مخاطر يمكن أن تؤدي إلى هبوط الاقتصاد العالمي، وقال آبي -خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة- “لقد تكثفت التوترات التجارية والجيوسياسية”. وأوضح أن اليابان تريد أيضا أن تضيف قمة العشرين زخما إلى إصلاحات منظمة التجارة العالمية.

ومع توجه الزعماء إلى الجلسة الأولى، ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يهمس في أذن ترامب. وتركز الجلسة الأولى للاجتماع على الاقتصاد الرقمي، وستكون المخاوف بشأن الخصوصية والأمان مدرجة على جدول الأعمال.

لكن قمة العشرين لا تنحصر في الاجتماعات الرسمية، فعلى هامش القمة ستجري لقاءات ثنائية مهمة قد تشكل تمهيدا لاتفاقات وتفاهمات ثنائية لاحقة، مثلا في اللقاء بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ. أو بين ترامب ونظيره الروسي بوتين أو مع المستشارة الألمانية ميركل. وسيكون للقاء ترامب مع نظيره الصيني يوم السبت اهمية كبيرة فيما يخص انهاء أو استمرار ما يسمى بحر بالجمارك بين البلدين والتي ستؤثر سلبا على عموم الاقتصاد العالمي.

بوتين وترامب: “علاقات جيدة جدا”

كما يلتقي ترامب أيضا نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي قال: إن لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أوساكا سيكون فرصة طيبة لمواصلة الحوار بينهما بعد قمتهما في هلسنكي العام الماضي. وقال بوتين -في تصريحات مقتضبة للصحفيين قبل الاجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين- “لدينا أشياء لمناقشتها”. فيما أشاد ترامب “بعلاقاته الجيدة جدا” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال ترامب: “إنه شرف كبير لي أن أكون مع الرئيس بوتين”، مضيفا “علاقاتنا جيدة جدا”

الصين تحذر

وأعلنت الصين أن الحمائية و”أساليب المضايقة” تهدد النظام العالمي، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية داي بينغ للصحفيين: “أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطرا كبيرا على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية”.

والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ثلاثة رؤساء أفارقة، رؤساء مصر عبدالفتاح السيسي، وجنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، والسنغال ماكي سال، على هامش القمة التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم. وإن كان مضمون المحادثات نسب إلى الرؤساء الأربعة، إلا أن صياغة التصريحات تستخدم الخطاب الذي تنتقد به بكين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يوحي بأن شي جين بينغ قد يعتمد موقفا متشددا خلال لقائه مع ترامب.

وقبل وصوله إلى اليابان، أعلن ترامب أن “اقتصاد الصين ينهار، يريدون إبرام اتفاق”. وفشلت جهود البلدين للتوصل إلى اتفاق تجاري في مايو، وتتجه الأنظار الآن إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين السبت. غير أن الخبراء يرون أن الفرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق خلال قمة العشرين، معتبرين أن أقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض واشنطن رسوما جمركية مشددة جديدة وتمنع المزيد من التصعيد، لكن حتى هذا الاحتمال ليس مضمونا، وكتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” الخميس: إن بكين تطالب واشنطن مسبقا بالتخلي عن منع الشركات الأمريكية من التعامل مع مجموعة هواوي الصينية للاتصالات التي تعتبرها واشنطن بمثابة خطر على أمنها القومي.

ربما يعجبك أيضا