“صفقة القرن” تثير جدل وغضب الجالية الفلسطينية في أوروبا

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

شهدت عدة دول أوروبية، حراك شعبي فلسطيني عربي كبير على مدار الأسبوع الحالى، بين وقفات احتجاجية ومؤتمرات وندوات تزامنا مع انعقاد ورشة البحرين، والتي عقدت على مدار يومي 25 و26 يونيو، وجاءت الفعاليات ردا ورفضا لصفقة القرن وورشة المنامة، ووصفها المتظاهرين، بمشاريع تصفية للقضية الفلسطينية، وقد شهد الثلاثاء الماضي أكثر من وقفة احتجاجية أمام السفارات الأمريكية بمختلف الدول الأوروبية، بمشاركة المئات من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية ومن الأوروبيين الداعمين للقضية الفلسطينية، وذلك رفضا لصفقة القرن وورشة البحرين، وقد جاءت نتائج الصفقة مخيبة للآمال، وأهمها  كما نشرتها الصحف العبرية، أنها ستبقي السيادة الأمنية على المستوطنات بالمناطق الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس، بيد إسرائيل، بحيث سيتم ضم هذه المستوطنات لإسرائيل.
 
لاهاي “هولندا”
أقامت الجالية الفلسطينية في هولندا وقفة أمام السفارة الأمريكية في لاهاي، أعلنت خلالها عن رفض صفقة القرن باعتبارها مشروعا يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وسلب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومن جانبها سلمت الجالية الفلسطينية رسالة إلى السفارة الأمريكية، أكدت فيها على التمسك بالحقوق الفلسطينية ورفض ورشة البحرين التطبيعية مع الاحتلال، واعتبار صفقة القرن مخالفة للقوانين الدولية.

كوبنهاغن “الدنمارك”
شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وقفة مماثلة عند السفارة الأمريكية أقامتها المؤسسات والجمعيات والفعاليات الفلسطينية في كوبنهاغن  ومجموعة العمل لأجل فلسطين جنوب السويد، وعبر المشاركون خلالها عن رفضهم لصفقة القرن، وطالبوا الإدارة الأمريكية بالتوقف عن دعم الاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الفلسطينيين.

بروكسل “بلجيكا”
وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، شارك العشرات في اعتصام أمام السفارة الأمريكية نظمته الجالية الفلسطينية واللقاء الفلسطيني، حيث طالبوا بوقف كافة الإجراءات الأمريكية التي تخدم الاحتلال الإسرائيلي ضمن صفقة القرن، باعتبارها مخالفة واضحة للقانون الدولي.

برلين “ألمانيا”
كما أقامت هيئة المؤسسات الفلسطينية والعربية في العاصمة الألمانية برلين وقفة شعبية رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ويافطات تطالب بتجريم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ورفض عقد ورشة البحرين التي تأتي في إطار تصفية القضية الفلسطينية.

ميلانو “إيطاليا” 
شهدت مدينة ميلانو الإيطالية اعتصاما أمام السفارة الأمريكية من تنظيم التجمع الفلسطيني في إيطاليا، وذلك ضمن الحراك الشعبي الذي أعلن عنه في القارة الأوروبية لمواجهة صفقة القرن مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

يوتبوري “السويد”
أقيمت في مدينة يوتبوري السويدية وقفة شعبية، حيث طالب المشاركون بالوحدة الفلسطينية وإنهاء  الانقسام الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

أثينا ” اليونان”
كما نظم تجمع الشباب الفلسطيني في اليونان وقفة شعبية أمام السفارة الأمريكية في أثينا، أكدوا تمسكهم بالحقوق الفلسطينية ورفضهم  مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة.

مؤتمر دولي بروتردام الهولندية
وفي مدينة روتردام الهولندية نظمت الجالية الفلسطينية مؤتمرا عربيا دوليا،  وفيه دعا الناشط العراقي ثائر المهداوي مدير العلاقات الخارجية بالهيئة الدولية لمقاطعة النظام الإيراني، الحكومة الفلسطينية وحماس إلى ضرورة المصالحة وتوحيد الجهود حتى يصبحوا قوة واحدة تتفاوض من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وقضية السلام، كما طالب الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية بمختلف الدول الأوروبية  بتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد صفقة القرن.

ودعا المهداوي المجتمع الدولى للالتزام بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وقضية السلام في المنطقة ومنع التهميش وإعلان رفضه فورا  لصفقة القرن.

كما تحدث أحمد كنعان رئيس الملتقى الفلسطيني في بلجيكا، عن سلسلة من الفعاليات التي يعقدونها في بلجيكا في إطار مواجهة صفقة القرن الأمريكية.

ومن جهته دعا ممثل اتحاد الجمعيات الفلسطينية في أرغوس محمود بركة، إلى العمل على مواجهة جميع المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وتحدث هرماس هرمس ممثل المجلس التنسيقي لدعم فلسطين في النمسا، حول أهمية مواجهة صفقة القرن وآليات مواجهة المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية، مشددا على أهمية دعم حركات المقاطعة في أوروبا.

ودعا شادي لبد المدير التنفيذي لمؤسسة المبادرة الأوروبية، إلى الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم ومحاسبة الاحتلال قانونيا على هذه الجرائم. 

وسألت هنادي السعيد عضوة اتحاد النساء العربيات في هولندا هل هى “صفقة القرن أم الازدهار الاقتصادي مقابل السلام؟”، موضحة أنه يوماً بعد يوم يتضح الانحياز الأمريكي لإسرائيل بعد أن تسلم ترامب رئاسة الولايات المتحدة، واعترافه بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال عندما قرر قطع الدعم الأمريكي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وغيرها من الممارسات و الضغوط الداعمة للاحتلال.

وأضافت بمبادرة من الإدارة الأمريكية و الاتجاه نحو  تصفية القضية الفلسطينية، قررت الإدارة الأمريكية عقد ورشة اقتصادية في دولة عربية  لتصفية القضية الفلسطينية والقبول بالحل الإسرائيلي، عبر خطة ترامب لـ”السلام في الشرق الأوسط “، و التي تعامل بها بالمنطق الاقتصادي ذاته الذي يتعامل به مع معظم الملفات السياسية، على اعتبار أن المشكلة الأساسية لدى الشعب الفلسطيني هي الحالة الاقتصادية المتردية وليس الاحتلال الإسرائيلي واستبداده، ليعلن البيت الأبيض انطلاق الإملاءات الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ” صفقة القرن” تحت شعار تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذلك تكون الإدارة الأمريكية قد استبدلت شعار ” الأرض مقابل السلام ” بشعار ” الازدهار مقابل السلام “!. 

وأكدت أن هدف أمريكا هو دفع الشعب الفلسطيني نحو تقديم تنازلات غير عادلة  لمصلحة إسرائيل، وبالتالى تحقيق المشروع الأمريكي الصهيوني والمراد منه تهويد فلسطين، وتقديم  بعض المقترحات العملية لتحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادي، لكنها لا تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل، معرضة  حوافز اقتصادية مقابل الاعتراف العربي بإسرائيل، وإبقائها على وضعها الراهن المزري مجردة من أية سيادة ساعية لتصفية قضية اللاجئين عبر توطينهم في أماكن لجوئهم، وإلغاء صفة اللجوء عن اللاجئين الفلسطينيين، وتحويل قضيتهم إلى قضية إنسانية، وتغيير السلطة لتصبح وكيلا للاحتلال، و تعميق الانقسام الفلسطيني و تهويد الأراضي الفلسطينية وذلك بضم أجزاء من الضفة المقامة عليها المستعمرات الاستيطانية وتهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني في ظل تصويت الكنيست على قانون “القومية اليهودية”.

الجدير بالذكر أن نتائج الصفقة كما نشرتها الصحف العبرية، أنها ستبقي السيادة الأمنية على المستوطنات بالمناطق الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس، بيد إسرائيل، بحيث سيتم ضم هذه المستوطنات لإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا