على خطى ماسبيرو.. بدء تطوير سور مجرى العيون في مصر بلا عشوائيات (ملف خاص)

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي بتطوير منطقة سور مجرى العيون بإزالة المباني داخل المنطقة بالكامل، ووضع خطة عمل يومية عن موقف الإزالات لمتابعتها، حتى إتمامها، بدأ العمل بها على قدم وساق، لا سيما بعد نقل المدابغ إلى منطقة الروبيكي.

وعلى غرار ما حدث في منطقة مثلث ماسبيرو، بدأت عملية الحصر للمباني السكنية والصناعية بالتعاون مع محافظة القاهرة ووزارتي الإسكان والصناعة، تمهيدًا للإزالة.

2071 مصنعًا تم حصرهم وتسكين 365 في الأسمرات

كشف المهندس خالد صديق -مدير صندوق تطوير العشوائيات في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- أن طبيعة المشروعات المقرر تنفيذها في مخطط التطوير ستكون مشروعات استثمارية سكنية، وخدمية وسياحية، فضلًا عن إحياء طابعها التراثي.

وأضاف، أن عملية الحصر بدأت بالفعل بالتعاون مع وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة بالنسبة للحصر السكني، أما الحصر الصناعي فيتم بالتعاون مع وزارة الصناعة، مضيفًا: “أنه تم حصر حوالي 2071 مصنعًا، وتم تسكين حوالي 365 أسرة في منطقة الأسمرات حتى الآن”، مشيرًا إلى أن عملية الحصر لم تنته بعد.

توقعات بزيادة أسعار الوحدة بعد التطوير 20%

على جانب آخر قال خبير التسويق العقاري محمد سعد: إن تطوير منطقة سور مجرى العيون ستشهد رافعة حضارية ستنعكس بالفعل على الأسعار، لا سيمًا أنها منطقة حيوية.

وتوقع سعد أن الأسعار في المنطقة ربما تزيد من 20 إلى 30% في كل شيء، وليس العقارات وحدها.

اتفق معه الخبير الاقتصادي رضا لاشين، مؤكدًا أن منطقة سور مجرى العيون ستصبح وجهة حضارية على مستوى، بداية من مداخل وسط العاصمة من فم الخليج، والسيدة زينب، وبالتالي سيحدث ارتفاع في الأسعار وانتعاش للسوق العقاري، متوقعًا وصول سعر المتر إلى 5 آلاف جنيه.

ولفت لاشين إلى أن المنطقة تعتبر أثرية وكانت محاطة بالمدابغ لسنوات ومليئة بالعشوائية لكن مع بداية التطوير وتحويل المدابغ لمنطقة الروبيكي، أصبح لدينا مصانع حديثة لصناعة الجلود ونقلة كبيرة في صناعة عرش الجلود في مصر.

مخاوف من عدم التعويض

على الرغم من محاولات الجهات المختصة طمأنة الناس بضرورة تعويضهم بشكل أو بآخر، فإن هناك مخاوف كثيرة لدى البعض بعدم حصولهم على وحدة سكنية بديلة، فتساءلت أم رشا -أرملة- هل يحق لها أن تحصل على وحدة سكنية بديلة نظرًا لأنها تجلس بمفردها وتعول نفسها؟ مضيفة: “أروح فين؟ وأجيب منين؟ ومين يشيلني؟”.

فيما أفادت أم سمر أن زوجها يعمل في العمالة اليومية “شغال على باب الله”، وتابعت: “مفيش شغل ومن ساعة ما نقلوا المدابغ وهو مش لاقي شغل هتودوني في شقة تانية نجيب منين إيجارها”، واتفقت معها عواطف علي: “احنا قاعدين هنا مش بندفع حاجة نجيب منين للإيجارات هناك”.

وتابعت عزة محرم عبدالهادي: “أنا ساكنه هنا من أكثر من 45 سنة، ومفيش دخل ثابت اللي ربنا بيرزق به بنرضى به، حالتنا صعبة، وأنا تعبانة والبيت قايل للسقوط في أي وقت، ولو كان معانا فلوس كنا شوفنا مكان تاني لكن هنجيب منين؟”

في غضون ذلك، كشفت عدسة “رؤية” -خلال جولتها بداخل منطقة سور مجرى العيون المقرر إزالتها وفقا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي- حالات متباينة للعقارات السكنية والصناعية، فالكثير منها متهالك ومعرض للسقوط في أي وقت، بالرغم من أن سكانها بالآلاف، والبعض تم تجديده من فترة قريبة وإقامة أبراج سكنية مكانها، إلا أن المنطقة بأكملها دخلت عملية الحصر ولكن التنفيذ يتم عبر مراحل.

وبحسب تصريحات وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تعتمد فكرة التطوير على خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافي للقاهرة التاريخية بحواضرها التاريخية من خلال دعم دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول هذا المحور، لتأكيد الاستمرارية التاريخية للقاهرة التاريخية، ويتيح لأول مرة الاستمتاع بأكثر من 313 أثرًا مسجلًا بنطاق القاهرة التاريخية، هذا إلى جانب العمل على تعزيز الربط بين الموقع وبين المناطق التاريخية المحيطة به من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالًا اكثر استدامة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة في الانتقال.

وتهدف الرؤية التخطيطية لتطوير منطقة مجرى العيون إلى إعادة إحياء وتوظيف الأراضي المتداعية داخل القاهرة التاريخية لتتوجه بشكل أساسي إلى إنشاء أنشطة واستخدامات بديلة تؤكد على دور القاهرة كمركز ثقافي حضاري سياحي، هذا إلى جانب العمل على حماية الهوية التاريخية من خلال التكامل مع النسيج العمراني التاريخي للمنطقة وتحقيق التكامل بين البيئة التاريخية المتميزة للموقع والبيئة العمرانية التي سيتضمنها الموقع الجديد، وذلك من خلال خلق بيئة عمرانية تعد مقصدًا سياحيًا ذا شخصية متميزة، مع تقديم تجربة عمرانية وسياحية متميزة وقابلة للمنافسة.

ويتضمن المخطط العام للفكرة التصميمية لمشروع التطوير، إقامة منطقة الثقافة والفن، والتي ستتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركز للفنون الحركية، فضلًا عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التي تقدم المطبخ المصري التقليدي، هذا إلى المطابخ الأخرى العربية والعالمية.

ويتيح المخطط العامة لمشروع التطوير منطقة للتسوق لمختلف المنتجات الحرفية والتراثية، كما يتيح منطقة سكنية تعبر عن الطابع التاريخي للموقع.

ويأتي مشروع ترميم سور مجرى العيون، ضمن مشروع متكامل لتطوير منطقتي مجرى العيون والفسطاط، حيث إن هناك مقترحات لإعادة توظيف سور مجرى العيون كمتحف للمنشآت المائية، وإقامة منطقة خدمات وممشى للزائرين.
 

من جانبه، قال أحمد محمد -أحد السكان- إن إيجار الوحدات السكنية في المنطقة يصل إلى 800 ج في الشهر.

وفيما يخص الأسعار، لفت مجدي هاشم -مسوق عقاري- إن أسعار العقارات في الشوارع الرئيسية في منطقة سور مجرى العيون تبدأ من 650 ألف للشقة التمليك، وقد يصل حتى مليون و2 مليون، أما منطقة الفسطاط فسعر الشقة بها يبدأ من 150 لـ200 أو 300 ألف.

ولفت هاشم إلى أن سور مجرى العيون من اتجاه الجيارة يشهد هدوءا في الأسعار، على عكس اتجاه صلاح سالم الذي يشهد أسعارا مرتفعة، وبمكن أن يصل سعر الشقة 200م إلى 2 مليون جنيه.

وأضاف حسن محمد -مسوق عقاري- إن أسعار الشقق في المناطق المقرر إزالتها قد يصل إلى 90 ألف فيما تصل إلى 180 ألف في الأماكن الأخرى، مشيرًا إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الناس.

ربما يعجبك أيضا