صدامات دامية.. يهود الفلاشا ينتفضون ضد عنصرية “إسرائيل”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

شهدت المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 على مدار الأيام السابقة، موجة من الاحتجاجات والفوضى، فيما يشبه الحرب الأهلية في أوساط المجتمع الإسرائيلي، حيث خرج آلاف المحتجين على مقتل إسرائيلي من أصول إثيوبية (يهود الفلاشا) برصاص شرطة الاحتلال الأحد الماضي.

وقام المتظاهرون الإسرائيليون ومؤيدو “يهود الفلاشا”، بإغلاق عشرات الشوارع والميادين، ما تسبب بتوقف حركة السير على مدار ساعات، وأضرموا النيران في إطارات السيارات وفي سيارات، ورشقوا شرطة الاحتلال بالحجارة.

وقد أظهرت موجة العنف الحالية حجم العنصرية المنتشرة في المجتمع الصهيوني، وقد أظهر تسجيل فيديو محتجين في الكيان الإسرائيلي من أصول إثيوبية يرددون صيحات داعمة لفلسطين ومنددة بالكيان، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، وسمعت خلال التسجيل صيحات باللغة العربية والعبرية والإنجليزية مثل “الله أكبر” و”فلسطين حرة”وغير من الهتافات.

عنف السلطة

اضطرت الأحداث رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، إلى اصدار خطاب متلفز، أعرب خلاله عن حزنه على وفاة الشاب الإثيوبي.

وقال نتنياهو في الخطاب:” كلنا نحزن على الموت المأساوي للشاب (القتيل) سلمون تاكه، نحن نحتضن الأسرة، نحن نحتضن المجتمع الإثيوبي، إنه عزيز علي، إنه عزيز علينا، هذه ليست مجرد كلمات”.

وأضاف نتنياهو: “أعلم أن هناك مشاكل تحتاج إلى حل، لقد عملنا بجد ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لحلها، لكنني أطلب منكم شيئًا واحدًا، توقفوا عن سد الطرق، نحن أمة القانون، لن نتسامح مع إغلاق الطرق، أنا أطلب منكم، دعونا نحل المشكلات مع التمسك بالقانون”.

حرب أهلية

من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين في بيان للجمهور: “لا يمتلك أي منا دمًا أكثر كثافة من دماء الآخرين، ولن تُخسر حياة إخواننا وأخواتنا أبدًا، يجب أن نسمح للتحقيق في وفاة (الشاب الإثيوبي) سلمون أن يسير في طريقه، ويجب أن نمنع الموت التالي”.

وفي إشارة إلى تصريحات أفراد من أبناء اليهود الإسرائيليين من أصل إثيوبي، قال ريفلين: “لن نقبل موقفًا يخشى فيه الآباء السماح لأطفالهم بالخروج من المنزل خوفًا من التعرض للأذى بسبب لون بشرتهم أو أصلهم العرقي، هذه ليست حرب أهلية”.

لكنه استدرك: “يجب أن نكون حذرين للغاية بشأن تصاعد الاحتجاج حتى لا ينتقل إلى العنف، الذي لا مكان له”.

أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان فقال إن “الاحتجاج له حدود، يجب عدم عبورها”.

وأضاف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي:” أفهم الألم وأتماشى مع حق المتظاهرين من المجتمع الإثيوبي في الاحتجاج، لكننا لن نتسامح مع الفوضى والعنف، ولن نسمح بتحويل عشرات الآلاف من المدنيين على الطرق إلى رهائن”.


حصيلة الاحتجاجات

قالت الشرطة الإسرائيلية، إن 111 من أفرادها، أُصيبوا في موجة احتجاجات اليهود الإسرائيليين، من أصل إثيوبي في عدد من المدن الإسرائيلية، مساء الثلاثاء.

وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث بلسان الشرطة الإسرائيلية، إنها اعتقلت 136 متظاهرًا.

يهود الفلاشا

يطلق على اليهود من أصل إثيوبي في إسرائيل تسمية “الفلاشا”، وتشمل المهاجرين من إثيوبيا وأبنائهم الذين نقلت السلطات الإسرائيلية الجزء الأكبر منهم في إطار العملية السرية “سولومون” في تسعينيات القرن الماضي، وشاركت فيها الموساد.
واعترف الحاخام الأكبر السابق لليهود الشرقيين (السفارديم) في اسرائيل، يوسف عوفاديا، بيهودية الفلاشا في العام 1973، بإعلانهم قبيلة من سلالة سبط “دان”.

ويختلف اليهود من الأصل الإثيوبي عن بقية اليهود في العالم من عدة نواحي، رغم أن التيار الإثيوبي من الديانة اليهودية أحد أقدم فروع اليهودية.

عنصرية صهيونية

وفقا، لبيانات مكتب الإحصاء المركزي للكيان الإسرائيلي لعام 2017، فإن 55,4٪ فقط من تلاميذ المدارس ذوي أصول إثيوبية يحصلون على شهادة الاستحقاق (عموما، يبلغ عدد السكان اليهود 76,7٪). 46,7 ٪ يدرسون في نظام التعليم الديني، ومن بين حاملي شهادة الاستحقاق يستوفي فقط 39,2٪ شروط القبول في الجامعات.

وتتبنى الجالية الأرثوذكسية المتطرفة في الكيان الإسرائيلي التمييز العنصري ضد العائدين من إثيوبيا على أساس ديني: البعض منهم مسيحيون وليسوا يهودًا.

وفي هذا الشأن قال مبعوث الوكالة اليهودية في إثيوبيا شيران آموزي، إن اليهود المتدينين قاموا بتضخيم هذه الحقيقة: “يأتون إلى إسرائيل وهنا يعودون إلى المسيحية، حتى أنهم بنوا الكنائس لأنفسهم، أسأل نفسي – هل هذا غباء أم تشويه متعمد؟ ربما كلاهما، ففي القدس، توجد بالفعل كنيسة إثيوبية، لكنها بنيت قبل قرن من الزمان. يوجد في البلدة القديمة بالقدس مكتب تمثيلي للكنيسة الإثيوبية التي تعمل هناك منذ 1500عام.

في غضون ذلك، قالت المنظمة الإسرائيلية “فيدال”، التي تنادي بالاندماج الكامل لليهود الإثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي أن المستوطنين من إثيوبيا يشكلون أنفسهم تمييزا، وتشكل في المقام الأول مظاهرا للعنصرية: “من غير المعقول في عام 2019، يشعر رجل إثيوبي ولد في إسرائيل بعدم الأمان في الشارع، ولكن هذا هو بالضبط ما يحدث اليوم في المناطق والمجتمعات التي يتمركز فيها العائدون الإثيوبيون”.

مظاهرات السبت المرتقبة

فيما ذكرت صحيفة يديعوت آحرونوت أن اليهود الإثيوبين هددوا بالزحف نحو ميدان رابين أشهر ميادين تل أبيب، غدًا السبت، المقبل للمطالبة بالقصاص من قاتل الشاب الإثيوبي سلومون تيكا.

ربما يعجبك أيضا