تميم في البيت الأبيض.. خداع جديد من أجل نفوذ أسود

كتب – حسام عيد

“قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”.. بهذه الحكمة، حث جوردن شاشتيل الكاتب الأمريكي المتخصص في الشؤون الخارجية، رئيس بلاده دونالد ترامب على مواجهة أمير قطر تميم بن حمد بشأن “صديقه الإرهابي” في إشارة إلى يوسف القرضاوي، المعروف بأنه القائد الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية.

شاشتيل كاتب أمريكي أراد كشف حقيقة سياسات الدوحة الداعمة للإرهاب، وإزالة الأقنعة عن نظام لطالما ادعى الفضيلة وممارسة الأعمال الخيرية، في وقت ينثر فيه أمواله السوداء الملطخة بالدماء يمينًا ويسارًا في واشنطن لشراء ذمم الإعلاميين وصناع القرار الأمريكيين من أجل خدمة وتمرير مصالح الدوحة المتطرفة والمشبوهة بالمنطقة.

ويلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في واشنطن، غدًا الثلاثاء الموافق 9 يوليو 2019.

نظام الدوحة.. خادم إرهاب الإخوان

شاشتيل قال: إن أراد ترامب فهم قطر، وسياستها الخارجية، وأميرها، بأوضح طريقة ممكنة، ربما عليه معرفة أقرب مستشار لـ”تميم”.

يوسف القرضاوي؛ مفتي الكراهية الذي يحمل الجنسية القطرية، شهرته نابعة من فتاويه التي تحض على العنف والتطرف استجابة لتوجيهات العائلة المالكة.

كان يستغل منابره بعد هجمات 11 سبتمبر، لدعم بعض المنظمات الإرهابية الأكثر عنفا في العالم، فهو من دعا المتطرفين لتنفيذ عمليات انتحارية ضد الغرب.

الكاتب الأمريكي شدد على أن مستضيفي القرضاوي في قطر لم يردوا بأدنى تأنيب على الفتاوى والدعوات للعنف التي يطلقها، بل في الواقع يواصلون الإعلاء من شأنه بالحديث عن مدى قربه من الأمير، مما يدل على تأييد تميم لتصريحات وأساليب المفتي المتطرف.

الصديق المقرب للأمير استخدم منصته للدعوة للعنف والترويج للتحريض الخطير والتعصب الأعمى للملايين من مشاهدي الجزيرة الناطقة بالعربية، المملوكة بشكل كامل للعائلة المالكة في قطر.

وأشار شاشتيل إلى دعم الدوحة العلني والسري لمنظمات صنفتها الولايات المتحدة إرهابية، من بينها منظمة أدارها القرضاوي نفسه، وكانت تتخذ من الأعمال الخيرية ستارا لها.

تسخير الإعلام الأمريكي

نشرت مجلة “واشنطن إكزامينر” الأسبوعية مقالًا في يونيو الماضي، تفضح فيه الأساليب القطرية وتقديم الرشا لشراء ذمم الصحفيين والصحف الأمريكية من ذوي التوجه المحافظ في الولايات المتحدة من أجل نشر الدعاية القطرية وتلميع صورتها  المخادعة أمام الرأي العام الأمريكي.

في الرابع من يونيو 2019؛ نشرت صحيفة “واشنطن تايمز” قسمًا خاصًا” يحوي عددا من المقالات التي أثنت على قطر وعلى مؤسساتها وتأثيرها العالمي. وتم تصنيف كل من هذه المقالات في الصحيفة على أنها نشرت بـ”رعاية” جهة من الجهات، لكن دون الإفصاح عن تلك الجهة الراعية.

“واشنطن إكزامينر” أوضحت أنه في حين أن الأموال القطرية تنتشر في كل مكان، إلا أنه في السنوات السابقة كانت تحاول التأثير في الغالب على اليسار الأمريكي. وعلى سبيل المثال، تدير إمبراطورية الجزيرة الإخبارية في قطر منصة لوسائل التواصل الاجتماعي تدعى AJ، والتي دخلت في شراكة مع وسائل إعلام أمريكية ذات ميول يسارية قوية مثل حركة ينغ توركس “تركيا الفتاة”.

وتشير المجلة إلى أن عددا من المؤسسات الأكاديمية والفكرية البارزة تتلقى أموالا من الدوحة للترويج لدعايات قطر الخبيثة، ومنها معهد بروكينجز والذي تلقى عشرات الملايين من الدولارات من الدوحة.

في عام 2013 وحده حصل معهد بروكينغز على 15 مليون دولار، وعلى 2 مليون دولار على الأقل في العام الماضي فقط، وربما أكثر من ذلك بكثير. وأتاح هذا البذخ القطري على معهد بروكنغز أن ينشئ مركزا فخما في العاصمة القطرية الدوحة. وفي غضون ذلك، يتم نشر العديد من الأوراق الأكاديمية وعلى نحو مطرد في محاولة للتقليل من شأن رعاية قطر للتطرف والإرهاب وتحاول تلك الأوراق تصوير علاقات الدوحة بالجماعات الإرهابية على أنها مجرد محاولات جادة من أجل الحوار، في إطار محاولة لكسب النفوذ من أجل “فعل الخير”.

اختراق واشنطن بالأموال السوداء

خلال الـ6 أشهر الماضية، جندت قطر مسؤولين ونشرت آخرين في جميع أنحاء العالم كجزء من حملة علاقات عامة لتشكيل صورة جديدة عنها وتغيير الصورة المتخذة عن نظامها وخاصة لدى الإدارة الأمريكية. ومنذ 2017 أنفقت قطر على الأقل 24 مليون دولار على جهات الضغط الأمريكية.

الأشكال المختلفة لحملة العلاقات العامة القطرية، تمثلت في لقاءات متعددة بين مسؤولين قطريين ومسؤولين أمريكيين، حيث قضوا أسابيع بين واشنطن ونيويورك للتمهيد لزيارة تميم للبيت الأبيض، وشملت المحادثات الموقف الأمريكي من إيران والحرب المستمرة في اليمن، وخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”.

كما أن جماعات ضغط من شركة Debevoise & Plimpton ومقرها واشنطن تعمل لصالح قطر، فممثلي الشركة التقوا بمستشار الأمن القومي جون بولتون قبل مغادرته في رحلة إلى الشرق الأوسط، كما استخدمت الدوحة كمية كبيرة من الإعلانات في هذا الشأن لتغيير صورتها، حيث تضمن أحد الإعلانات إشادة أمريكية بدور قطر في “مكافحة الإرهاب ودعمها لواشنطن”.

وتأتي استثمارات الدوحة في الولايات المتحدة كجزء من الحملة القطرية، حيث تنفق الدوحة أموالًا طائلة على مختلف القطاعات مثل العقارات والتكنولوجيا وشركات الطيران، كما أن قطر تخطط لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة لأكثر من 45 مليار دولار خلال العامين القادمين، حيث ستشمل محادثات تميم وترامب الاستثمارات وصفقات الأسلحة، وتوسيع قاعدة العديد الأمريكية في قطر.

ربما يعجبك أيضا